حذر الأطباء المختصون في علاج داء السكري من توجه بعض مرضى داء السكري إلى استخدام بدائل العلاج من تلقاء أنفسهم أو من واقع نصائح الأصدقاء أو توقف العلاج نهائيا خاصة بعد الجدل الطبي الذي أثارته الأبحاث الأخيرة التي نشرت في مجلة «ديابتيولوجيا» التي تصدر عن الجمعية الأوروبية لمرضى السكري والتي تحذر من استخدام الأنسولين «لانتوس» لأنه ربما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان. وأشاروا في حديث ل «عكاظ» إلى مأمونية العلاج وأن لجنة المنتجات الطبية والأدوية للاستخدام البشري بالوكالة الأوروبية أكدت عدم وجود مخاوف من استمرار تناوله. لاتوجد توصية ويؤكد مدير مركز السكر في مستشفى النور التخصصي ورئيس مجلس إدارة جمعية شفاء الخيرية في العاصمة المقدسة الدكتور خالد عبد الله طيب أنه لاتوجد توصية من أي منظمة طبية عالمية بإيقاف العلاج بأنسولين «لانتوس»، موضحا أن أطباء علاج الداء السكري في دول العالم ينصحون جميع المرضى باستمرار العلاج حاليا ، وانوه ان جميع المرضى الذين أشرف على علاجهم ويتناولون الأنسولين مواصلين في نفس العلاج لأنه يعطي مفعولا جيدا. ويشير د. طيب إلى أن مرضى الأنسولين «لانتوس» يشكلون نسبة عشرة في المائة ولم يتقدم أحد منهم يشكو من أي أعراض لاستخدامه، كما أنوه أن لجنة المنتجات الطبية والأدوية للاستخدام البشري في الوكالة الأوروبية أكدت على مأمونية العلاج وأنه ليس هناك مخاوف من استمرار تناوله. استبدال العلاج ويرى استشاري أمراض السكري رئيس قسم السكري في الحرس الوطني الدكتور صالح الجاسر أن المملكة تعتبر من أعلى دول العالم في معدل الإصابة بالسكري، حيث تقارب 25 في المائة ونسبة لا بأس بها من هؤلاء المرضى ممن فوق ال (30 سنة) يستخدمون الأنسولين للتحكم والسيطرة على السكري والنسبة العظمى من هؤلاء يستخدمون الإبر للعلاج، مبينا أن هذا الأنسولين من الأنواع الحديثة حيث ظهر عام 2000 م وأثبت فعاليته في التنظيم والحفاظ على استقرار معدل السكري في الدم لدى الأشخاص الذين يستخدمون الأنسولين. وأضاف: أن هذه الدراسة غير موثوقة ولم تخضع لمعايير البحث العلمي الدقيق إلا أنها أثارت تساؤلات كبيرة لدى المنظمات العلمية العالمية في أمريكا وأوروبا والاتحاد الدولي للسكري وجميعهم أجمعوا على أن هذه النتائج غير دقيقة وغير موثوقة ومتضاربة في نتائجها، كما نصحوا جميعهم بالاستمرار في استعمال العلاج وعدم التوقف عنه. وينصح الدكتور الجاسر المرضى بعدم التخوف من استخدام العلاج، لافتا إلى أن العلاج يستعمل على نطاق واسع على مدى ما يقارب ال (عشر سنوات) ولم يثبت لدى الجميع أي أضرار جانبية غير عادية لذا ننصح بالاستمرار في العلاج، كما ننصح المرضى الذين لديهم الرغبة في استبدال العلاج باستشارة طبيبهم قبل ذلك. استشارة الأطباء وشدد رئيس قسم غدد وسكري الأطفال في مستشفى الملك خالد للحرس الوطني ورئيس لجنة الأبحاث في المجموعة الخليجية للسكري الدكتور عبد العزيز التويم على ضرورة عدم توقف مرضى السكري عن استخدام علاج الأنسولين لما قد يسبب من اضطراب في مستوى السكري في الدم وما سيصاحبه من خطورة على الصحة. وطمأن الدكتور التويم المرضى الذين يستخدمون الأنسولين أنه ليس له مضاعفات فهو يتميز بقدرته على التحكم في معدل السكر في الدم، حيث يستخدم هذا النوع من الأنسولين أكثر من 27 مليون مريض سكري على مستوى العالم، ونصح المرضى بمراجعة الطبيب المعالج لهم للاستفسار عن أية معلومة أو مشورة تتعلق بالعلاج مبديا في الوقت نفسه أسفه الشديد على استغلال الشركات لمثل هذه الدراسات للنيل من بعضها بعضا من خلال المساعدة في نشر مثل هذه المعلومات الخاطئة. السكري نوعان ويبين استشاري التغذية العلاجية الدكتور خالد علي المدني أن مرض السكري من الأمراض التي باتت تنتشر بشكل لافت للنظر في المجتمع السعودي وهذا مايدعو إلى تفعيل برامج التوعية حول هذا المرض والأسباب المؤدية إليه وسبل الوقاية، مشيرا إلى أن الإنسان يصاب بالسكري نتيجة عجز البنكرياس عن إفراز هرمون الأنسولين أو إفرازه بكميات غير كافية أو غير فعالة، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر (الجلوكوز) في الدم بحيث يتعدى المستوى الطبيعي والذي يتراوح ما بين (80 120 ملغم/100 مللتر) حيث يحصل جسم الإنسان على السكر من الغذاء نتيجة هضم الطعام وامتصاصه بحيث ينتقل بواسطة الدم إلى خلايا الجسم المختلفة ليستعمل في إنتاج الطاقة، ويعتبر هرمون الأنسولين - الذي تفرزه غدة البنكرياس - المنظم الرئيسي لمستوى الجلوكوز في الدم، ويلعب هذا الهرمون دورا مهما في إدخال الجلوكوز إلى الخلايا. ويكشف د.المدني أن هناك نوعان من السكري يختلفان عن بعضهما البعض في الأسباب وطرق العلاج: النوع الأول وهو السكري المعتمد على الانسولين، و تشكل نسبة الإصابة به عشرة في المائة من حالات الإصابة بالسكري، وهذا النوع من السكري يحدث في سن مبكرة أثناء مرحلة الطفولة والبلوغ، ويتميز هذا النوع بعجز كامل في إفراز الأنسولين من البنكرياس، وكنتيجة لهذا الأمر يحتاج المصاب إلى المعالجة بحقن الأنسولين يوميا مع برنامج غذائي متوازن، أما النوع الثاني فهو السكري غير المعتمد على الأنسولين، وهذا النوع هو الأكثر شيوعا حيث إن نسبة الإصابة به تشكل حوالى 90 في المائة من حالات الإصابة بالسكري ويحدث في منتصف العمر أو بعده، ويتميز هذا النوع بنقص في إفراز الأنسولين بحيث لا يكفي لتخفيض السكر في الدم، وتصاحب السمنة غالبية المصابين بهذا النوع وتكفي الحمية الغذائية وتخفيف الوزن لعلاجه في بعض الحالات بينما يحتاج البعض الآخر إلى الأدوية المخفضة للسكر التي تعمل على تحفيز البنكرياس لإنتاج كمية أكبر من الأنسولين.