أكد رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد أمس الجمعة ان خلايا إرهابية نائمة يمكن ان تكون موجودة في استراليا، مدافعاً عن عمليات المداهمة التي استهدفت منازل عائلات مسلمة. وقال هاورد في تصريح لاذاعة ملبورن «هناك أسباب لعمليات المداهمة وأدافع مئة في المئة عما فعلته أجهزة الاستخبارات الاسترالية». ورفض ان يوضح ما تبحث عنه قوى الأمن في العمليات لكنه قال ان «هناك قلقاً عاماً من وجود خلايا نائمة». وأضاف «لا أستطيع ان أقول المزيد، انه وضع لا أريد ان استخدم لهجة تهويل وأعتقد ان هذا لن يعود بالفائدة على أحد». وأكد هاورد «سنواصل ما نعتقد انه في المصلحة الوطنية واستطيع القول ان التعاون بين استرالياواندونيسيا حول الفظائع في بالي كان جيدا جدا». وكانت عمليات مداهمة في نهاية الأسبوع الماضي لبيوت أسر اندونيسية خصوصا في استراليا أثارت احتجاجات جاكرتا التي دانتها ورأت انها وحشية وتتعارض مع الاتفاقات الدولية لحقوق الانسان. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية مارتي ناتاليغاوا في جاكرتا «أبلغنا استراليا بقلقنا في ما يتعلق بالأنباء التي تفيد ان مواطنين اندونيسيين تلقوا معاملة قاسية». من جهته قال وزير الدفاع الاسترالي روبرت هيل ان سلسلة تفجيرات القنابل والحرائق المتعمدة في جنوب شرق آسيا والتي من بينها انفجار قتل فيه اكثر من 180 شخصاً في جزيرة بالي قبل ثلاثة أسابيع تسلط الضوء على الحاجة إلى تعاون اقليمي أقوى ضد الإرهاب. وقال هيل في سياتل في مراسم تدشين طائرة استطلاع جديدة من صنع شركة بوينج «من وجهة نظرنا هذا يعني ان هناك حاجة لكي نبحث مرة أخرى مستويات الأمن الداخلي الذي لدينا وما الذي يمكننا عمله ولا سيما على أساس اقليمي لدعم الحكومات الاقليمية التي تواجه مصاعب فيما يبدو في التصدي لهذا الخطر». وكان انفجاران متزامنان في ملاه ليلية في بالي يوم 12 اكتوبر تشرين الأول الماضي قد أديا إلى مقتل أكثر من 180 شخصاً بينهم نحو 90 استرالياً وإصابة مئات الأشخاص بجروح. وقالت الشرطة الاسترالية وهي تستشهد بفحوص الطب الشرعي لموقع الانفجار بمعرفة قوات شرطة أجنبية ان مرتكبي الانفجار على درجة عالية من المهارة وعلى درجة عالية من التنظيم. وكان رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد قد حث في الأسبوع الماضي الدول الآسيوية على بذل جهود أكبر لمحاربة الإرهاب. وقال هاوارد ان استراليا ستقرر هذا الشهر ان كانت ستترك وحدة من القوات الخاصة على الأرض في أفغانستان حيث تواصل الولاياتالمتحدة قيادة حملة لملاحقة فلول مقاتلي تنظيم القاعدة التي يتزعمها أسامة بن لادن. وأضاف ان استراليا خصصت دعماً جوياً وبحرياً للقوات الامريكية تشمل المساعدة في فرض عقوبات ضد العراق. وقال هيل من جانبه «مازلنا نشارك بقوة في الحرب ضد الإرهاب، ونعتقد انها ستكون كفاحا طويلا .. وعلى نحو أو آخر نتوقع ان نشارك لفترة طويلة للغاية». وأعلنت الشرطة الاسترالية أمس الجمعة فيما حددت اندونيسيا هوية أحد المشتبه بهم في ارتكاب تفجير بالي ان مرتكبي الحادث على درجة عالية من المهارة وان هدفهم كان التسبب في سقوط أكبر عدد من القتلى والجرحى. وفي كانبيرا قال جراهام اشتون المسؤول الكبير بالشرطة الاتحادية الاسترالية ان خبراء أجانب في الطب الشرعي أكملوا فحوصهم لموقع الانفجار الذي هز جزيرة بالي لكن الشرطة الاسترالية ستواصل البحث عن مرتكبي الانفجار مع الشرطة الاندونيسية. وقال اشتون في مؤتمر صحفي «بصفة عامة تعكس درجة التنسيق بما فيها المكان الذي وضعت فيه السيارة درجة عالية من التخطيط ودرجة عالية من الخبرة». وقال في كانبيرا «ومن هذه المؤشرات الطريقة التي تم التخطيط بها لهذه الاحداث وتنفيذها لتحقيق هدف هو سقوط أكبر عدد من الضحايا».وخلص فريق خبراء استرالي من 130 شخصا بعد فحص موقع الحادث إلى ان الانفجارين تم تنفيذهما باستخدام أدوات تفجير الكترونية أو بالتحكم عن بعد وليس بفعل مهاجمين انتحاريين. قال كبير المحققين الاندونيسيين مانكو باستيكا انه تم تحديد هوية أحد الأشخاص الثلاثة المشتبه بهم في تفجيرات بالي ويجري البحث عنه في حملة في أنحاء جزر اندونيسيا. وأضاف باستيكا في مقابلة مع تلفزيون هيئة الاذاعة الاسترالية «إننا نرسل الآن أربعة فرق من الشرطة والشرطة المتخصصة لملاحقته. لم ترد أنباء حتى الآن وهم ما زالوا يحاولون العثور عليه». وقال باستيكا ان مصدرا موثوقا به قدم المعلومات إلى سلطات التحقيق بعد ان اصدرت يوم الأربعاء رسوما تقريبية لملامح الأشخاص الثلاثة المشتبه بهم في التفجيرات التي وقعت على شاطئ كوتا بجزيرة بالي وأسفرت عن مقتل 184 شخصاً معظمهم سياح أجانب. وقالت الشرطة الاندونيسية ان الرجال الثلاثة أعمارهم 20 و27 و30 عاما وانهم ربما يكونون جزءا من مجموعة من عشرة أشخاص مسؤولة عن التفجيرات التي وقعت في منطقة للملاهي الليلية. وتعتقد السلطات الاندونيسية ان تفجيرات بالي تحمل بصمات أعمال عنف سابقة وقعت في المنطقة ربط بينها وبين الجماعة الاسلامية وهي شبكة متشددة تقول أجهزة مخابرات اقليمية وغربية ان لها روابط بتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن. وتتحفظ الشرطة على زعيم مزعوم للجماعة الاسلامية هو رجل الدين أبو بكر بشير في مستشفى في جاكرتا. وتنتظر السلطات إلى ان يستعيد بشير عافيته تماما من مشكلات في القلب والجهاز التنفسي قبل ان تستجوبه بشأن سلسلة تفجيرات قنابل شنت على كنائس ومؤامرة مزعومة لقتل الرئيسة الاندونيسية ميجاواتي سوكارنو بوتري. ولم تربط الشرطة بين بشير وتفجيرات بالي. وينفي بشير أي مخالفات وأي صلة بالجماعة الاسلامية.