لم تكن حصة المزروع امرأة عادية أو تقليدية، بعدما قررت أن تدخل قطاع الضيافة، كأول امرأة سعودية تقتحم هذا القطاع الذي لطالما كان حكراً على الرجل، بيد أن حصة ترى أن المرأة قادرة على إثبات نفسها في هذا القطاع، وأن تترك بصمتها الخاصة، مستشهدة بنماذج نسائية لها باع طويل في القطاع. وتبدي حصة تفاؤلاً بمستقبل القطاع، وترى أنه قادر على تلبية تطلعات العاملين فيه من الجنسين، وقالت إن المؤشرات الواردة من القطاع تؤكد أن السعوديين يبدعون في القطاع، ويحققون أعلى المراتب التي تحقق لهم آمالهم، وأكدت أن الباب مازال مفتوحاً أمام المرأة للإبداع. ورغم الريادة التي حققتها حصة في قطاع الضيافة، إلا أنها تسعى جاهدة أن تقدم نجاحات مميزة تخلد اسمها في سجل القطاع، وتهمس في آذان النساء السعوديات بأن يقتحمن المجال بكل الإصرار والتحدي الممزوجين بالرغبة في صناعة مجد يخصهن، مؤكدة أن الدولة ماضية في تحقيق ما وعدت به بتوفير مليون فرصة عمل للسعوديين في القطاع.. وهنا نص الحوار. * في البداية أرحب بكم في «ديوانية الجزيرة».. وهنا نؤكد أن المزروع باتت من أولى السعوديات اللائي اقتحمن مجال الضيافة، بداية من العلاقات العامة إلى أن أصبحت مديرة فندق.. بماذا تقيمين مستقبل قطاع الضيافة في المملكة؟ - أؤمن بأن قطاع السياحة والضيافة اختارني قبل أن اختاره، وبدأت رحلتي مع هذا القطاع منذ 2004 وكانت رحلة مختلفة بتجاربها وغنية بدروسها، وكل سنة مرت علي، كنت أتيقن أن هذا القطاع مميز ولا يشبه أي قطاع آخر، ما يؤكد أن مستقبله مزدهر وفي تقدم مستمر. * العمل في مجال الضيافة وتحديداً في إدارة الفنادق كان حكراً على الرجل وأنتِ أول سعودية تكسر هذا الاحتكار.. بماذا تعلقين؟ - حديثك صحيح إلى حد كبير، ولكن هناك تجارب لسيدات أعمال في قطاع الضيافة، مثل تجربة مرام قوقندي من جدة، وهناك سيدات كُثر لمعن في مجال الأغذية والمشروبات مثل الشيف المبدعة ضحى الغشيان، والحمد لله على أن قطاع الضيافة في المملكة بات يحقق قفزات كبيرة عاماً بعد آخر، ومتأكدة من أن مشاركة المرأة فيها ستكون على نطاق واسع وتشمل أقساماً أكثر. * كيف استطعتِ أن تقتحمي هذا المجال وعلى من اعتمدتِ؟ - أعتقد أن الإرادة وحب التحدي هما السبب في هذا الاقتحام، وأيضاً هناك أناس كثيرون شجعوني ودعموني في هذا الأمر، فلهم مني كل الشكر والتقدير. * في رأيك.. مجال الضيافة على وجه الخصوص نادراً ما نجد فيه سعوديين وسعوديات، هل يعود ذلك إلى نوع التخصص ذاته حيث لا يوجد سوى كلية واحدة تتخصص في هذا المجال؟ - أختلف معك في هذا الرأي، فهناك نماذج سعودية أبدعت في قطاع الضيافة، وهناك أسماء كثير كان لها بصمة واضحة، على سبيل المثال بندر الحربي الذي وصل إلى منصب نائب رئيس في إحدى الشركات العالمية، واليوم الحربي رئيس لقطاع الفنادق والمنتجعات في الهيئة الملكية في محافظة العلا والأمثلة السعودية المشرفة كثيرة. * إذن هذا يدعونا إلى سؤالك عن نسبة السعوديين والسعوديات في مجال الضيافة؟ - من الصعب أن أعطيك نسبة محددة، لكن ما أعرفه أن هدف وزارة الموارد البشرية والسياحة رفع نسبة مشاركة السعوديين في قطاع الضيافة، وسبق أن أعلن وزير السياحة أحمد الخطيب توفير مليون وظيفة للسعوديين في قطاع السياحة بشكل عام، في إشارة إلى أن قطاع الفنادق له نصيب كبير في المشهد الاقتصادي. * ما هي الصعوبات التي واجهتك أثناء عملك في مجال الضيافة؟ - أعتقد أن أصعب ما قد يواجه الشخص في هذا القطاع طبيعة العمل نفسه، لأنك في كل يوم لابد أن تكون على المستوى نفسه المتواكب مع توقعات الضيوف، وممنوع التنازل عن ذلك، وأحياناً نواجه تحديات كبيرة جداً في الالتزام بهذا المستوى من الخدمة، وتجربة جائحة كورونا كانت قاسية جداً على قطاع السياحة والفندقة، ولولا الدعم الذي قدمته الدولة لهذا القطاع لكنا في وضع صعب. * كم نسبة تمكين المرأة في مجال الضيافة من واقع خبرتك؟ - من الصعب تحديد النسبة، لأنها تحتاج إلى دراسات وبحث، لكن الأكيد أن الباب مفتوح لكل سيدة تحب العمل في هذا المجال. * كونك صاحبة القرار الأول في الفندق الذي تترأسينه.. هل واجهتكِ صعوبات في التعامل مع فريق العمل؟ - بالتأكيد كل يوم أواجه تحديات، ينتج عنها دروس مستفادة. * نعلم أن الفنادق تعتمد على التعاقدات مع القطاعات الحكومي والخاصة وذلك لإحياء الفعاليات فيها.. هل لك تدخل شخصي في دعم فريق التسويق الخاص بك؟ - بالتأكيد، فالمدير الناجح هو أول مسوق للفندق الذي يديره. * ما هي أبرز المواصفات التي ينبغي أن توجد فيمن يريد العمل في مجال الضيافة؟ - سؤالك جميل ومهم، واستطيع التأكيد بكل ثقة أن أهم شيء أن يكون الشخص بطبيعته مضيافاً، فالشخص المضياف بطبيعته ينظر إلى التفاصيل بحب، لأنه يريد أن يقدم أفضل تجربة لضيوفه. * أبرز الصعوبات التي واجهتكِ في عملك كمديرة للفندق وكيف تغلبتِ عليها؟ - ليست هناك صعوبات محددة يمكن ذكرها، لكن عندي هاجس ورغبة أن أضع لي بصمة، وأتمنى أن أحقق شيئاً مميزاً في هذا القطاع. * من المعروف أن العمل في مجال الضيافة ممتع وشاق في الوقت نفسه.. كيف تواجهين الأزمات داخل المنشأة التي تتولين المسؤولية فيها؟ - أعتقد أنه ينبغي على القائد في أي منشأة تجارية يتولي إدارتها أن يخطط للأسوأ دائماً، ويحتاط لأي مشكلات مستقبلية، مثلما يخطط للإنجاز، ومن هنا لابد أن تكون لدى هذا القائد خطة طوارئ وأزمات حاضرة وجاهزة، وتتم مراجعتها بشكل دوري. * ندرك أن عمل مدير الفندق قد يتطلب التواجد في أوقات ما بعد منتصف الليل.. هل واجهتِ صعوبة في ذلك؟ - للأمانة، نادراً جداً أن يحدث معي هذا الأمر، فأنا أحرص على التواجد في أوقات مختلفة دون تخطيط مسبق حتى يشعر بقية أفراد الفريق أني دائما معهم، وأتصور أنه كل شيء بالتنسيق ممكن. * أنت من القلائل الذين تدرجوا في عمل الضيافة بداية من العلاقات العامة إلى أن أصبحت مديرة لفندق؟ لمن تقولين شكراً لك لهذا الدعم والوقوف بجانبي؟ - قائمة طويلة جداً جداً، ويعلم الله أنهم في دعائي دائماً، وأحرص جداً على أن أعبر عن امتناني لكل شخص كان داعماً لي في مرحلة من المراحل بشكل شخصي وأعتقد أن كثيراً منهم يعلم بامتناني لهم. * صفي لنا العلاقة بين وزارة السياحة ودور الضيافة؟ - دون شك، فإن وزارة السياحة داعمة وبقوة من فريق الوزارة، وهو فريق حيوي ومتغير حسب احتياجات القطاع وطموحاته ومؤمنة بأن وزارة السياحة وكل الجهات المعنية قادرة على تحقيق خطط المملكة الطموحة في هذا الجانب. * من خلال عملك في مجال الضيافة ما هي الرسالة التي توجهينها إلى الطالبات السعوديات؟ - أقول لهن إن الضيافة قطاع مميز ومختلف، والتجربة لا تشبه أي تجربة عمل أخرى، وهي تجربة تستحق بكل تفاصيلها التأمل والاستفادة. * ما هي طلباتكم وأمنياتكم كعاملين في مجال الضيافة من الجهات ذات العلاقة؟ وهل من صوت للموظف في هذا القطاع يريد إيصاله للمسؤولين؟ - أتصور أننا نواصل السير في خط متوازٍ مع الجهات المعنية التي لديها إلمام كبير بتطلعات العاملين السعوديين، وتم إطلاق مبادرات كثيرة لتمكين السعوديين في هذا القطاع والقادم أجمل - بإذن الله -.