اشتق من الضيافة كل معانيها الجميلة، قابلنا في مكتبه بترحيب الضيف لمضيفيه، بدا فخوراً وهو يقدم لي إهداءً لحلويات قال لي إنها من صنع وتغليف مواطنات سعوديات لمصنع الشركة الذي افتتح حديثاً بالأحساء، الدكتور صالح بن ناصر آل فرحان رئيس مجلس إدارة شركة سنابل السلام والذي يعتبر أبرز مصنعي الحلويات في المملكة العربية السعودية، بدأ نشاطه بمحل بسيط قبل 17 عاماً في حي السلام بالعاصمة الرياض، وبفروع حالية تزيد على ال 70 فرعاً بخطط لزيادتها إلى 100 فرع خلال الثلاث سنوات القادمة، في حواره معنا في " الرياض " أوضح المكانة الكبيرة للمرأة السعودية في شركته والنجاح في توطين الوظائف لمهن كانت مستعصية على السعوديين في الإنتاج والتغليف والمبيعات، كما تحدث عن تحول الشركة إلى مساهمة مقفلة تمهيداً لطرحها للاكتتاب العام، وعن تأييده وشكره لقرارات وزارة العمل التي يرى بأنها ساعدت على فاعلية التوطين ونجاحه في القطاع الخاص ، فإلىالحوار التالي: * قفزت شركة سنابل السلام للحلويات وفي سنوات قليلة من محل بسيط للحلويات إلى أحد أكبر الشركات المتخصصة في صناعة الأغذية والحلويات والفطائر في المملكة العربية السعودية، حدثونا عن بداياتكم وما سر نجاحكم وانتشاركم ؟ - بدأنا نشاطنا التجاري في مجال الحلويات قبل ما يقارب 17 عاماً حيث كانت البداية في حي السلام بمدينة الرياض، ولقد واجهتنا مجموعة من التحديات في البداية إلا أن توفيق الله سبحانه وتعالى ثم حرصنا على تذليل المصاعب التي واجهتنا قفزنا إلى أن نكون الرواد ومن أكبر الشركات العاملة في صناعة الحلويات حيث نمتلك مصنعين في المنطقة الشرقيةوالرياض وذلك لتصنيع مختلف المنتجات الغذائية من عصائر طبيعية وحلويات باختلاف أنواعها والأطعمة الخفيفة كالفطائر والمعجنات ونحن في شركة سنابل السلام متميزون بكل ما يختص بالحلويات ونحرص أن نوفر للعميل كل متطلباته حيث أضفنا قسماً للمكسرات والتمور والآيسكريم إرضاءً لعملائنا الذي يثقون في منتجاتنا ويرغبون بتوفير احتياجاتهم تحت سقف واحد، كما إن لدينا أقساماً للهدايا وتجهيز المناسبات والحفلات، ونحن نسعى بدون كلل إلى تحسين المنتجات والتركيز على التقيد بمعايير الجودة وفق أشد الاشتراطات الصحية في مختلف مراحل الإنتاج حيث إن الشركة حاصلة على علامة الجودة العالمية ( الأيزو) وشهادة سلامة وجودة الغذاء العالمية (HACCP)، بالإضافة إلى ذلك فإن أسعارنا في متناول الجميع وتناسب جميع الطبقات حيث إن ما يميز منتجاتنا هي الجودة والطعم والسعر المعقول بالإضافة إلى الحرص على القرب من العملاء من خلال شبكة فروع تزيد على ال 70 فرعاً ، كل هذه العوامل مجتمعة هي سر نجاحنا والتي ساهمت في ثقة العملاء بنا وانتشارنا الواسع . تعتبر صناعة الحلويات والفطائر ما يميز المرأة وتبدع فيه، هل تتواجد المرأة في شركة سنابل السلام للحلويات؟ تحتل المرأة السعودية في شركة سنابل السلام مكانة كبيرة جداً، ونحن ندرك إبداع المرأة السعودية وتميزها في صناعة الحلويات لذلك أفسحنا لها العمل في شركتنا حيث إن لدينا مصنعين للحلويات في الإحساء والرياض بإدارة نسائية بالكامل وبخصوصية تامة، وقد أثبتن نجاحاً منقطع النظير حيث تفقون في حرفيتهن وأدائهن على العمالة الوافدة ، وتبلغ نسبة السعوديات العاملات في مصانع الشركة ما يزيد على ال 44% من إجمالي عدد موظفي الشركة في كافة فروعها في المملكة وهذه النسبة في ازدياد والحمد لله لرغبة الإدارة في توظيف العديد منهن بالإضافة إلى ما يجدن من راحة وبيئة عمل مثالية تدفعهن إلى التميز في صناعة الحلويات والفطائر بكافة أنواعها الشرقية والغربية، ونحن ندعو كل من لديها الرغبة في العمل إلى التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني للشركة ........... * تم لإعلان عن تحول شركة سنابل السلام إلى شركة مساهمة مقفلة ، هل تخططون لاحقاًُ لطرحها للإكتتاب العام ؟ - نحن نخطط لمشاركة نجاحنا مع المجتمع الذي كان أحد أسباب نجاحنا وانتشارنا، حيث إن صناعة الحلويات أصبحت رافداً اقتصادياً قوياً للسوق السعودي المتنامي سنوياً حيث تقدر بحوالي ال 3 مليارات ريال سنوياً، ونحن نتوقع وحسب الدراسات التي أجريت مؤخراً نمواً في حجم المبيعات يصل إلى 12 بالمائة سنوياً خلال السنوات الخمس المقبلة، وخططنا لطرح الاكتتاب العام سنعلن عنها في وقتها عند اكتمال الإجراءات من الجهات المختصة. * نجحت شركة سنابل السلام في توطين وظائف الضيافة الصعبة والتي كان الشباب السعودي لا يقبل عليها، ما هي ابرز التحديات التي واجهتموها، وكيف استطعتم تجاوزها والتغلب عليها ؟ - واجهتنا تحديات ومصاعب عديدة كان من أبرزها هو عدم وجود الكفاءات البشرية السعودية المتخصصة في هذا المجال حيث إن المهن التي تتعلق بمجال الحلويات والضيافة هي مهن كانت صعبة التوطين في البداية إلا إن رغبتنا الجادة في التوطين ذللت كل المصاعب حيث استطعنا وبفضل من الله توطين هذا القطاع من خلال عدة عوامل مثل توفير بيئة العمل الآمنة للموظف السعودي والتدريب التأهيلي للوظيفة والتدريب على رأس العمل وإمكانية الترقي للمتميزين وتشجيعهم على الوصول إلى أعلى المراتب القيادية في الشركة، كما إننا راعينا القدرات والاستعداد لكل وظيفة على حده لكل موظف حيث وظفنا بعضهم في تصنيع الحلويات والآخرين في الإشراف والجودة والمبيعات وهكذا وجعلنا المنتج يتناسب مع طبيعة الموظف حيث لا نطالب الموظف بأي شيء فوق طاقته كما راعينا فرص الترقي الوظيفي والقيادي للمتميزين من خلال إلحاقهم بدورات تدريبية وصقل خبراتهم وكل هذه الجهود أثمرت في تأهيل الكثير من السعوديين والسعوديات للعمل في قطاع الحلويات حيث يعمل لدينا حالياً ما يزيد على 200 موظف سعودي ومثلهم من النساء، وبالإضافة إلى هذا التحدي فقد واجهنا كثرة التنقلات الوظيفية وترك العمل بدون إنذار مسبق للعمل الحكومي أو لقطاع خاص، حيث إن البعض يتقدم للعمل وفي ذهنه العمل فترة مؤقتة حتى يجد وظيفة أخرى وعينه على الوظيفة الحكومية مدنية كانت أو عسكرية مما يسبب للشركة خسارة في الجهد والتأهيل عدا عن ضياع الفرصة على مواطن آخر للاستفادة من هذه الفرصة في وقتها. * وما الحل برأيكم للحد من آثار هذه المشكلة ؟ يجب على وزارة العمل تقنين تنقل الموظفين بحيث تضمن فترة عمل إلزامية تلزم من يرغب ترك العمل الوفاء بها أو إبلاغ الشركة المستقال منها رسمياً ولفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر حيث لا يمكنه العمل خلال تلك الفترة في أي جهة حكومية أو قطاع خاص قبل مضي الفترة أو بالتراضي مع الشركة، حيث إننا كشركات نتكلف كثيراً في تأهيل وتدريب الموظفين عدا عن المصروفات الأخرى المتمثلة بأتعاب مكاتب التوظيف ومصاريف الإعلان والاستقطاب وغيرها، وفي حال تطبيق مثل هذا القرار فإنني أتوقع تراجع نسب التسرب والدوران الوظيفي وزيادة الاستقرار الوظيفي وستقطع الطريق على العابثين وكثيري التنقلات بين الشركات. *يدعي البعض بعدم كفاءة الشباب السعودي للعمل في القطاع الخاص وخاصة في المهن الفنية ومهن الضيافة، ما هو ردكم على هؤلاء ؟ -تجربة التوطين في بعض الوظائف هي تجربة حديثة وقد واجهتها بعض العوائق والمصاعب في البداية، لكن الملاحظ على الشباب السعودي في السنوات الأخيرة تغيره بشكل جذري حيث أصبح لديه الرغبة في العمل الجدي وانكسر لديه عامل الخوف والخجل لديهم وأصبح لدينا حالياً شباب تغلبوا في أدائهم وتميزهم على الأجانب، بل ووصلوا في تميزهم إلى مناصب إدارية وقيادية في الكثير من الشركات بالرغم من بداياتهم البسيطة . * من ناحية أخرى ما هي النصيحة التي توجهها للشاب السعودي الذي يرغب بالنجاح في العمل بالقطاع الخاص ؟ - النصيحة الأولى والأهم التي أوجهها لزملائي وإخواني الشباب السعودي هي الالتزام بالوقت ومعرفة أهميته في النجاح، بالإضافة للاهتمام بالمظهر الشخصي وتطوير الذات والتركيز على الشركة التي يعمل بها بدون النظر للعروض المقدمة من الشركات الأخرى حتى يثبت كفاءته وإمكانية فرص الترقي الوظيفي، حيث مميزات العمل في القطاع الخاص أصبحت تتفوق على مزايا القطاع العام حيث الرواتب العالية والتأمينات الاجتماعية والحوافز وفرص الترقي الوظيفي القيادي وغيرها من المميزات التي تفوق ميزات القطاع العام وثق بأن الموظف السعودي الذي يهتم بعمله سيحصل على مبتغاه وفرص الترقي في العمل، ونحن والحمد لله نرى ونلمس جهود الشباب السعودي المثمرة في جميع نشاطات شركة سنابل السلام في صناعة الحلويات وفي المبيعات وفي الرقابة والجودة ومن كلا الجنسين. * تنشط شركة سنابل السلام في مجال المسؤولية الاجتماعية ولديها العديد من البرامج الخدمية مثل برنامج دعم الأسر المنتجة وتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة ودعم الجمعيات الخيرية، نرجو منكم إلقاء الضوء على هذا الدور المجتمعي الهادف. - نحن نولي التوطين اهتماماً كبيراً من خلال الحرص على التعاون مع الأسر المنتجة، حيث إننا نرحب بالتعاون مع أي أسرة منتجة لديها منتجات سواءً بالتعاقد معهم وتدريبهم وإلحاقهم كموظفين لدينا أو بشراء المنتجات منهم وبيعها بحصة أرباح متفق عليها بين الطرفين عدا عن ذلك فنحن نرحب بأي مواطن أو مواطنة يرغب العمل معنا حيث نقوم باستقطابهم وتدريبهم وتسهيل جميع ما يلزم لاستمرار بقاء الموظف واستمراره معنا، كما للشركة مبادرات في جميع الجمعيات الخيرية في المملكة العربية السعودية، كما نساهم في دعم النشاطات الرياضية حيث رعت الشركة شوط سباق الفروسية تحت عنوان شوط السلام. * يشتكي بعض العملاء من بعد الفروع، هل لديكم خطة للتوسع وزيادة عدد الفروع ؟ - نحن والحمد لله من أكبر شركات الحلويات في عدد الفروع حيث لدينا حالياً 70 فرعاً، كما تم افتتاح ثلاثة فروع حديثاً في منطقة الأحساء ونحن نفتتح فروعنا دورياً ونخطط للوصول إلى 100 فرع خلال الثلاثة سنوات القادمة لدينا ولدينا حالياً خطا تجميع بمساحة 7000 متر في مدينة الرياضوالأحساء ونحن في طور إنشاء مصنع متكامل بمساحة 55,000 متر، حيث سيكون مركزاً صناعياً متكاملاً يتيح لنا إمكانية التوسع والقرب من عملائنا في كافة مناطق المملكة؛ لتقديم منتجاتنا ذات الجودة العالية، وتلبية الطلبات المتزايدة على شراء منتجات سنابل السلام المختلفة والمرغوبة لدى شريحة كبيرة من الناس، كما أن خطط التوسع تحكمها دراسة متأنية تضمن انتشار توزع الفروع بصورة جغرافية تتناسب مع الكثافة السكانية للمدن والمحافظات ، ونحن نقدر رغبة العملاء بأن تكون الفروع قريبة منهم، مع جهدنا في أن يكون أبعد فرع عن العميل لا يتجاوز ال 15 دقيقة ومع كون الانتشار بعض الأحيان يترك اثراً على بعض مبيعات الفروع القريبة إلا إن رضى العميل هو ما يهمنا بالدرجة الأولى . يقدم صندوق تنمية الموارد البشرية خدمة دعم توظيف وتدريب السعوديين في القطاع الخاص ، وبحكم نجاحكم في توطين الوظائف، كيف هو تعاونكم مع الصندوق؟ تعاوننا مع الصندوق كشركة ضعيف ولم نتعاون معهم بشكل كامل ونرجع ذلك لصعوبة اجراءات الصندوق مع أهمية الخدمات التي يقدمونها من دعم توظيف وتدريب السعوديين في القطاع الخاص. * حصلتم على جوائز عديدة في توطين الوظائف، ما هي أبرز تلك الجوائز؟ - حصلنا على جوائز ودروع تكريم ومشاركات كثيرة جداً لكن أبرز تلك الجوائز هي جائزة جريدة عكاظ عام 2009 والتي استلمناها من معالي وزير العمل لكوننا أبرز الشركات في توطين الوظائف، ونحن ما زلنا في تميزنا كشركة رائدة في التوطين حيث إننا في النطاق الذهبي ونسبة التوطين لدينا تفوق ال 40%، حيث يعمل لدينا ما يقارب ال 400 موظف سعودي من الجنسين. *انتهجت وزارة العمل مكافأة الشركات المتميزة في مجال التوطين ومعاقبة المتقاعسين عن التوطين من خلال فرض غرامة 200 ريال شهرياً، كيف تؤثر مثل هذه القرارات على سوق الوظائف في القطاع الخاص ؟ - نحن نشكر وزارة العمل ونشد على أيديهم لأن برنامج نطاقات عمل على تحقيق توطين عالٍ وقدم الشباب السعودي بأفضل طريقة للقطاع الخاص ليثبت نجاحه وتميزه، وهي خطوة رائدة، أما فرض غرامة ال 200 ريال، ومع كونه يشكل أعباء مالية على الشركات إلا إنه وسيلة مساعدة لتحفيز التوطين، وأي قرار لن يكون مرضياً لجميع الأطراف، لكننا كرجال أعمال ومواطنين يجب أن نغلب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وأن نتنازل عن جزء من أرباحنا لوطننا ورد الجميل للوطن ولأبناء الوطن. الدكتور صالح آل فرحان يقص شريط الافتتاح لأحد الفروع في منطقة الاحساء تحتل المرأة السعودية مكانة بارزة في الشركة بإجمالي أكثر من 200 فتاة في مصانع الشركة بالاحساءوالرياض شهد افتتاح 3 فروع في الاحساء زحاماً كثيفاً من العملاء