السعوديون مبدعون في القطاع الخاص ..وتجربتنا في سنابل السلام خير مثال ..

أعمل مع الموظفين جنباً إلى جنب ونذلل لهم كافة المصاعب والتحديات

قابلني بابتسامته المعهودة، بدا سعيداً وهو يحدثني بفخر عن نجاحه في توطين المهن الصعبة في شركته، مثال واقعي للعصامية والنجاح في عالم الأعمال لتجارة كانت حصراً على غير السعوديين، في حواره مع " الرياض " أوضح لنا التحديات التي واجهها في بداية حياته العملية والتي بدأها بمحل بسيط قبل 18 عاماً وبسلسلة فروع حاليه تزيد على ال 80 فرعاً ويخطط لزيادتها إلى 100 فرع خلال الثلاث سنوات القادمة، يقول إن نجاحه في توطين وظائف الضيافة والحلويات يعود إلى عمله مع موظفيه جنباً إلى جنب في جميع قطاعات الشركة وتذليله لكافة المصاعب والتحديات ، موضحاً المكانة الكبيرة للمرأة السعودية في شركته والنجاح في توطين الوظائف لمهن كانت مستعصية على السعوديين في الإنتاج والتغليف والمبيعات .. الدكتور صالح بن ناصر آل فرحان رئيس مجلس إدارة شركة سنابل السلام والذي يعتبر من كبار مصنعي الحلويات في المملكة العربية السعودية .... يسعدنا أن يكون معنا في هذا الحوار :
* نجحت شركة سنابل السلام في توطين وظائف الضيافة للشباب السعودي، ما هي أبرز التحديات التي واجهتموها وكيف استطعتم التغلب على مثل هذه التحديات وصولاً للنجاح الكبير للتوطين لديكم ؟
- يعتبر العمل في مجال الحلويات من أصعب التحديات التي واجهتنا إذ هو نشاط جديد على السعودية بعمر الزمن وقد واجهتنا تحديات ومصاعب عديدة كان من أبرزها عدم وجود الكفاءات البشرية السعودية المتخصصة في هذا المجال حيث إن المهن التي تتعلق بمجال الحلويات والضيافة هي مهن كانت صعبة التوطين في البداية إلا أن رغبتنا الجادة في التوطين ذللت كل المصاعب حيث استطعنا وبفضل من الله توطين هذا القطاع من خلال عدة عوامل مثل توفير بيئة العمل الآمنة للموظف السعودي والتدريب التأهيلي للوظيفة والتدريب على رأس العمل وإمكانية الترقي للمتميزين وتشجيعهم على الوصول إلى أعلى المراتب القيادية في الشركة، كما إننا راعينا القدرات والاستعداد لكل وظيفة على حدة لكل موظف حيث وظفنا بعضهم في تصنيع الحلويات والآخرين في الإشراف والجودة والمبيعات وهكذا وجعلنا المنتج يتناسب مع طبيعة الموظف حيث لا نطالب الموظف بأي شيء فوق طاقته كما راعينا فرص الترقي الوظيفي والقيادي للمتميزين من خلال إلحاقهم بدورات تدريبية وصقل خبراتهم وكل هذه الجهود أثمرت في تأهيل الكثير من السعوديين والسعوديات للعمل في قطاع الحلويات ، ولدينا الآن في الشركة قيادات سعودية من الجنسين في جميع قطاعات الشركة ، من الانتاج والموارد البشرية والنقل والمبيعات والتسويق ورقابة الجودة .
توطين الوظائف واجب على رجال الأعمال.. ويجب أن نتنازل عن جزء من أرباحنا لرد الجميل للوطن وأبنائه
* من محل بسيط للحلويات قبل ثمانية عشر عاماً إلى أكبر سلسلة معارض للحلويات في المملكة تحظى بالشهرة ومن مؤسسة فردية إلى شركة مغلقة ستطرح قريباً للاكتتاب العام ، هل هو الحظ الذي حالفكم أم هناك تحديات ومصاعب واجهتموها وصولاً لهذا النجاح الكبير ؟
- الحمد لله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبدءاً نحمد الله على أن منَّ علينا بقادة يعملون على تسهيل كل المصاعب الناتجة من سوق العمل ، والنجاح بدءاً بيد الله سبحانه تعالى ثم بالجهود الحثيثة والمتواصلة والكبيرة للوصول إلى النجاح الكبير ، وقديماً قال الشاعر :
لا تحسب المجد تمراً أنت آكله
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
ونحن ولله الحمد وفقنا بعد بذل الكثير من الجهود، ودعم بعض الجهات الحكومية، حيث بدأنا نشاطنا التجاري في مجال الحلويات قبل ما يقارب 18 عاماً ، ولقد واجهتنا مجموعة من التحديات في البداية إلا أن توفيق الله سبحانه وتعالى ثم حرصنا على تذليل المصاعب التي واجهتنا قفزنا إلى أن نكون الرواد ومن أكبر الشركات العاملة في صناعة الحلويات حيث نمتلك مصنعين في المنطقة الشرقية والرياض وذلك لتصنيع مختلف المنتجات الغذائية من عصائر طبيعية وحلويات باختلاف أنواعها والأطعمة الخفيفة كالفطائر والمعجنات ونحن في شركة سنابل السلام متميزون بكل ما يختص بالحلويات ونحرص أن نوفر للعميل كل متطلباته حيث أضفنا قسماً للمكسرات والتمور والآيسكريم إرضاءً لعملائنا الذي يثقون في منتجاتنا ويرغبون بتوفير احتياجاتهم تحت سقف واحد، كما أن لدينا أقساماً للهدايا وتجهيز المناسبات والحفلات، ونحن نسعى بدون كلل إلى تحسين المنتجات والتركيز على التقيد بمعايير الجودة وفق أشد الاشتراطات الصحية في مختلف مراحل الإنتاج حيث إن الشركة حاصلة على علامة الجودة العالمية ( الأيزو) وشهادة سلامة وجودة الغذاء العالمية (HACCP)، بالإضافة إلى ذلك فإن أسعارنا في متناول الجميع وتناسب جميع الطبقات حيث إن ما يميز منتجاتنا هي الجودة والطعم والسعر المعقول بالإضافة إلى الحرص على القرب من العملاء من خلال شبكة فروع تزيد على ال 80 فرعاً ، كل هذه العوامل مجتمعة هي سر نجاحنا والتي ساهمت في ثقة العملاء بنا وانتشارنا الواسع.
نلتزم بأعلى معايير الجودة وفق أشد الاشتراطات الصحية في مختلف مراحل الإنتاج ولدينا شهادة سلامة وجودة الغذاء العالمية (HACCP) و علامة الجودة العالمية (ISO)
* هل تواجهون عزوفاً من الشباب السعودي في الأعمال الميدانية ، وما هي الحلول التي اتبعتموها لمواجهة هذه المشكلة ؟
- حرصنا منذ البدء على أن يكون للشباب السعودي حضور قوي، ولعل اكبر حافز للشباب هو رؤيتهم لنا نعمل معهم بشكل مباشر، اذ عندما يرى الموظف السعودي صاحب الشركة يعمل بنفسه ويساعدهم في الانتاج والمبيعات وتذليل أي مشاكل تواجههم، واستقبلهم شخصياً عند وجود أي إشكالية عمل ، سواء كانت بتغيير مكان العمل أو الوظيفة أو الخلافات مع الرئيس المباشر ، ونعمل بقوة على مساعدة الموظف على مواجهة أي مصاعب وصولاً بالهدف الأسمى لاستمرار الموظف السعودي وكونه جزءا من الشركة ،ونحن في شركة سنابل السلام لا نتوانى عن توفير بيئة العمل المريحة الخارجة عن التنافس والصراع ونحرص أن تكون بيئة العمل مريحة ومترابطة، وتوفير الحد المعقول من الراتب المعيشي بالاضافة الى التأمينات الاجتماعية والتأمين الصحي ، وأقولها بحق فالسعوديون مبدعون جداً في العمل في القطاع الخاص وبالأخص ممن يحملون مؤهلات علمية وتجربتنا في شركة سنابل السلام خير مثال .
د. صالح مع عملاء وشخصيات تجارية
* يلتحق بعض الشباب السعودي للعمل في القطاع الخاص وعينه على الوظيفة الحكومية عند اتاحة الفرصة، ما هي كلمتكم للشباب السعودي عن العمل في القطاع الخاص وفرص الترقي ؟
- حقاً لا ألوم الشاب السعودي أن يتجه للقطاع الحكومي لعدة أسباب من أهمها الثبات والاستمرارية ، لكن الوضع الآن أصبح مختلفاً عما كان، فمع وجود التأمينات الاجتماعية أصبح موظف القطاع الخاص كأنه موظف حكومي وحتى عند النقل لشركة أخرى فيتم نقل الخدمات والراتب التقاعدي والعلاج على رأس العمل في حال اصابة العمل، وأدعو الشباب السعودي للتركيز في عمله على الشركة التي يعمل بها بدون النظر للعروض المقدمة من الشركات الأخرى حتى يثبت كفاءته وإمكانية فرص الترقي الوظيفي، ولدينا في شركة سنابل السلام أمثلة حية لموظفين وصلوا الى مراتب قيادية خلال سنوات قليلة، وعموماً فإن تجربة التوطين في بعض الوظائف هي تجربة حديثة وقد واجهتها بعض العوائق والمصاعب في البداية، لكن الملاحظ على الشباب السعودي في السنوات الأخيرة تغير بشكل جذري حيث أصبح لديه الرغبة في العمل الجدي وانكسر لديه عامل الخوف والخجل وأصبح لدينا حالياً شباب تغلبوا في أدائهم وتميزهم على الأجانب، بل ووصلوا في تميزهم إلى مناصب إدارية وقيادية في الكثير من الشركات بالرغم من بداياتهم البسيطة، إذ مع وجود هذه المزايا وتوفر فرص العمل الكبيرة في القطاع الخاص والفرص الذهبية للترقي الوظيفي، تلاشت جاذبية الوظيفة الحكومية، وأصبحت الوظيفة في القطاع الخاص أكثر اقبالاً ومزايا من الوظيفة الحكومية .
تكريم سنابل السلام كواحدة من أفضل العلامات التجارية في المملكة
* يعزو بعض الشباب السعودي تسربهم من اعمال القطاع الخاص إلى الصراعات الداخلية في الشركات وبالأخص من رؤساء العمل غير السعوديين، ما رأيكم ؟
- الصراع في العمل لا جنسية له، احياناً يكون الصراع مع أجنبي او مع سعودي آخر، والناجح هو الذي يستطيع أن يعبر الطريق ويذلل أي مشكلة تطرأ ليحولها إلى مصلحة العمل ومصلحته، والنجاح هو في مواجهة المشكلة وتذليل مصاعبها وليس بالهروب منها.
* هل للمرأة مكان في شركة سنابل السلام؟ وكيف تقيمون تجربتها ؟ وهل لدى الشركة تصوراً نحو زيادة تمكين السيدات في مختلف المواقع الوظيفية والقيادية ؟
- أداء الشباب السعودي مميز من الجنسين بصفة عامة ، لكن أداء الفتاة السعودية أفضل لمحدودية الوظائف الحكومية للفتيات وبالتالي فاستمرارهن في القطاع الخاص أكبر، ونحن في شركة سنابل السلام فإن أكثر من 80 % من عملائنا نساء وبالتالي فإن وجود المرأة مهم ومكانها في شركة سنابل السلام مهم إذ يشكلن ما يقارب ال 50 % من إجمالي عدد الموظفين، وهذه النسبة في ازدياد والحمد لله لرغبة الإدارة في توظيف العديد منهن بالإضافة إلى ما يجدن من راحة وبيئة عمل مثالية تدفعهن إلى التميز في صناعة الحلويات والفطائر بكافة أنواعها الشرقية والغربية، وهن يتواجدون في جميع الأقسام، وعلى سبيل المثال فإدارة التسويق تترأسها سعودية وكذلك ادارة الجودة ، وتعمل المرأة لدينا أيضاً كمديرة منطقة تدير أكثر من 400 موظف وموظفة، أيضاً قسم التعبئة والتغليف تترأسه سعودية، ونحن وبفضل من الله أتحنا العمل للمرأة في جميع مراتب السلم الاداري والوظيفي ، بل وأتحنا لها الفرصة أيضاً للعمل من بيتها مراعاة للبعض ممن لا يقدرن على الحضور اليومي، والآن لدينا فريق نسائي محترف يعمل من المنازل مثل تتبع المركبات وتتبع رقابة المخزون والحركة والتنقل وخدمات العملاء وهي جميعها أعمال تدار من المنزل وبدون حضور للشركة.
الدكتور صالح آل فرحان
* مع التوسع الهائل لسوق الضيافة والحلويات في المملكة، ألا ترون ان هناك حاجة إلى معهد تدريبي متخصص يلبي متطلبات هذه الشركات وفق برامج تدريبية حديثة؟
- نحن في حاجة إلى معاهد تدريب متخصصة ، إذ ان مشاريع الحلويات والضيافة لها مستقبل واعد اقتصادياً، اذ ان المملكة العربية السعودية مقبلة على أن تكون احدى أكبر الوجهات السياحية لوجود جميع المقومات اللازمة، ونحن نؤكد على الحاجة الماسة لوجود معاهد متخصصة لتدريب الشباب السعودي على الضيافة والحلويات وادارة المطاعم والفنادق والشقق السياحية وغيرها .
* تنشط شركة سنابل السلام في مجال المسؤولية الاجتماعية ولديها العديد من البرامج الخدمية برنامج دعم الأسر المنتجة وتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة ودعم الجمعيات الخيرية، نرجو منكم إلقاء الضوء على هذا الدور المجتمعي الهادف .
- نحن نولي التوطين اهتماماً كبيراً من خلال الحرص على التعاون مع الأسر السعودية المنتجة، حيث إننا نرحب بالتعاون مع أي أسرة منتجة لديها منتجات سواء بالتعاقد معهم وتدريبهم وإلحاقهم كموظفين لدينا أو بشراء المنتجات منهم وبيعها بحصة أرباح متفق عليها بين الطرفين عدا عن ذلك فنحن نرحب بأي مواطن أو مواطنة يرغب العمل معنا حيث نقوم باستقطابهم وتدريبهم وتسهيل جميع ما يلزم لاستمرار بقاء الموظف واستمراره معنا، كما للشركة مبادرات في جميع الجمعيات الخيرية في المملكة العربية السعودية مثل جمعية عون وجمعية انسان ومتلازمة داون وجمعية حماية المستهلك وبعض المعاهد العلمية في جامعة الملك سعود وجامعة الملك عبدالله وعلى جميع المستويات، كما نساهم في دعم النشاطات الرياضية حيث رعت الشركة شوط سباق الفروسية تحت عنوان شوط السلام.
50% من موظفينا سعوديات .. ويتبوأن إدارات مهمة في الشركة
* كيف ترون جهود صندوق تنمية الموارد البشرية في دعم توطين الوظائف؟
- تعاون الصندوق لا بأس به لكن ليس المأمول منه ، وهناك اخفاق من الصندوق في التعاون مع الشركات ، اذ الواجب ان يسعى صندوق تنمية الموارد البشرية الى المبادرة في التعاون مع الشركات لتفعيل ودعم التوطين، ونحن أحياناً نبتعد عن الصندوق وخدماته لكثرة التعقيدات وصولاً للهدف المأمول، لذلك نبتعد أحيانا عن خدمات الصندوق، والمطلوب من الصندوق خدمات أفضل، ويجب أن يبادروا بزيارة الشركات التي توظف أعداداً كبيرة من السعوديين، وتجد التعقيدات احياناً في صعوبة الاجراءات والشروط في قبول الدعم، ونحن نعلم جميعاً بأن الهدف الأسمى للصندوق هو دعم توظيف وتدريب السعوديين في القطاع الخاص ، لكن المأمول والمطلوب منهم أكثر .
فتيات سعوديات يعملن في تصنيع وتغليف الحلويات بمصنع الشركة بالأحساء
كلمة أخيرة لكم ..
- أتقدم بشكري لوزارة العمل ورغم ان بعض القرارات كانت متعبة لنا مادياً لكن نحن نحيي جهودهم في توطين الشباب السعودي ، وهم حققوا خطوات كبيرة جداً في توطين الوظائف في القطاع الخاص، ونحن نعلم جميعاً بأن أي قرار لن يكون مرضياً لجميع الأطراف، لكننا كرجال أعمال ومواطنين يجب أن نغلب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وأن نتنازل عن جزء من أرباحنا لفضل الوطن علينا ورد الجميل للوطن ولأبناء الوطن.
ترقب من الحضور قبل افتتاح احد الفروع
تحتل المرأة السعودية مكانة بارزة في الشركة بإجمالي أكثر من 400 فتاة في مصانع الشركة بالأحساء والرياض
الكيك والجاتوه بجميع انواعه
حلويات شرقية
قوالب كيك مناسبات
ورق عنب طازج
الفطائر
آيسكريم
عصائر طازجة
حلا الاوريو