عمت الفرحة والسرور مدينة حرمة خاصة ومحافظة المجمعة عامة عندما ضرب النادي الفيصلي ممثلا بفريقه الأول لكرة القدم موعداً مع فريق التعاون في نهائي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين في نسخة 2021 م للمرة الثانية في تاريخ الفيصلي وهو النهائي رقم 46 في تاريخ كأس الملك وذلك بعد أن استطاع بكل جدارة واستحقاق الفوز على النصر في عقر داره (ملعب مرسول بارك) متغلبا على الظروف القاسية والضربة الموجعة التي تعرض لها منذ بداية المباراة وبالتحديد من الدقيقة 9 من عمر المباراة عندما تلقى قائدة البرازيلي إيجور روسي البطاقة الحمراء (المباشرة) بحجة تداخله العنيف مع مرابط لاعب النصر.. لكن عزيمة لاعبي الفريق وإصرارهم على تحقيق مبتغاهم قادهم إلى الهدف الذي كانوا يسعون إليه وهو خطف بطاقة التأهل والتواجد في النهائي الحلم -أغلى البطولات- محولين أحلامهم إلى حقيقة على أرض الواقع.. ولا شك أن وصول (عنابي سدير) لنهائي أغلى البطولات السعودية لم يأت بمحض الصدفة ولم يكن طريقه ممهدااً بالورود بل تحقق هذا من خلال الجهد الجماعي من أبناء حرمة وخصوصاً من الإدارة واللاعبين والجهازين الفني والإداري للفريق، كما أن الفريق تخطى في مشواره للنهائي فرق ليست بالسهلة حيث فاز في دور 16 على الاتفاق بركلات الترجيح وفي دور الثمانية على الباطن وفي دور نصف النهائي على النصر المرشح القوي للحصول على الكأس الذي كان النصراويون يتطلعون إلى تحقيقه لكونه البطولة المحلية الوحيدة المتبقية لفريقهم بعد أن فقد المنافسة على بطولة الدوري، إضافة إلى أن الفيصلي لعب جميع مبارياته خارج قواعده مفتقداً ميزة الأرض التي عادة ما تجيرها أغلب الفرق لمصلحتها وهناك مقولة (الأرض تلعب مع أصحابها) لكن لاعبو الفيصلي بددوا هذه المقولة بالحكمة الشهيرة التي تقول (من جد وجد).. والآن أجزم أن طموح الفيصلاويين لن يتوقف عند الوصول للنهائي بل إن الفريق سيقدم كل ما لديه لتحقيق هذا اللقب الأغلى وسيسعدون جميع محبي النادي.. وإن تحقق هذا المنجز – وهذا إن شاء الله المتوقع – فستكون المرة الأولى في تاريخ الفيصلي وسيتذكره الأجيال القادمة من أبناء مدينتي الغالية (حرمة) الصغيرة في مساحتها والكبيرة برجالها الأوفياء.. أعرف أن مهمة الفريق في النهائي لن تكون سهلة حيث سيواجه التعاون الفريق الصعب علاوة على أن الفيصلي سيفتقد في النهائي لخدمات ثلاثة من ركائز الفريق وهم إيجو روسي لطردهفي مباراة النصر وزميله في متوسط الدفاع رافائيل ولاعب الطرف جليرمي لتراكم البطاقات لكن ما قدمه الفريق في مباراته الماضية أمام النصر رغم النقص يجعلني متفائلاً كثيراً بأنه سيتغلب على عوامل النقص المؤثر – بلا شك - وسيحقق آمال وتطلعات محبيه.. ولعلي في هذه العجالة أشير إلى أن ناديي الفيصلي والتعاون -طرفي النهائي- صعدا معا للدوري الممتاز في الموسم الرياضي 2010 م بعد أن حقق الفيصلي بطولة دوري أندية الدرجة الأولى وجاء التعاون وصيفا.. وبعد عقد من الزمن من وجودهما في الدوري ها هما اليوم يتأهلان معا إلى نهائي الكأس الذي يؤهل الفائز به للبطولة الآسيوية ما بعد القادمة.. فهل يكون ترتيب الفريقين في النهائي هو نفس ترتيبهما عند صعودهما.. أم تتغير الأمور.. على العموم أتمنى أن تعكس المباراة النهائية التي ستجمع الفريقين المستوى المشرف للكرة السعودية وأن يقدم الفريقان المستوى المأمول.