يعقد مجلس النواب الليبي جلسة حاسمة لمنح الثقة لحكومة عبد الحميد الدبيبة الجديدة المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي، والتي تشكلت مطلع شباط / فبراير لتقود البلاد خلال مرحلة انتقالية تمهد للانتخابات في كانون الأول / ديسمبر. ويجتمع أعضاء البرلمان ال188 في مدينة سرت لجلسة ينتظرها الليبيون بفارغ الصبر وتحظى باهتمام دولي واسع. ولا تزال سرت مسقط رأس العقيد الراحل معمر القذافي، تحت سيطرة قوات رجل شرق (ليبيا) القوي خليفة حفتر، وهي قوات مكونة من مقاتلين أجانب ومرتزقة. وانتهت مهلة مغادرتهم البلاد نهاية كانون الثاني / يناير الماضي، كما هو منصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار، دون انسحابهم حتى الآن. تأتي جلسة منح الثقة في وقت تواجه حكومة الدبيبة المتحدر من مصراتة (غرب)، تحديات عديدة منذ تسميته رئيساً لها قبل شهر قد تؤثر على مصير اعتمادها من طرف السلطة التشريعية في ليبيا (البرلمان). وانتخب ملتقى الحوار الليبي الذي يضم 75 ممثلا عن كل مدن البلاد، وقدّم الدبيبة، رجل الأعمال الملياردير، تشكيلته الحكومية التي تضم 33 اسماً للبرلمان الأسبوع الماضي، دون الكشف علناً عن أي الأسماء. وفي حال نيلها ثقة النواب، فستكون أمامها مهمة ثقيلة لتوحيد مؤسسات دولة غنية بالنفط غارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، كما ستتولى قيادة المرحلة الانتقالية حتى الانتخابات، المقرر تنظيمها في 24 كانون الأول / ديسمبر المقبل.