صدرت جريدة المدينةالمنورة بتاريخ 26 محرم 1356ه أبريل 1937م التي أنشأها علي وعثمان حافظ، جريدة أسبوعية تصدر في أربع صفحات. وتطبع في مطبعتها الخاصة، ورأس تحرير أعدادها الأولى السيد أمين مدني، شاركه في الإشراف على التحرير هيئة مكونة من الأساتذة: أمين مدني، وضياء الدين رجب، ومحمد حسين زيدان، وعلي حافظ. يقول عثمان حافظ في كتابه (تطور الصحافة في المملكة - ج2 - قصة المدينة) أنه بعد سنة من صدور الجريدة التي أرهقتهم بنفقاتها. «... وجعلتنا (على الحديدة) حتى كدنا نقف في الخط قبل الوصول إلى الهدف، وطلبنا العون من الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ليتسنى لنا الاستمرار في إصدار الجريدة، ورجونا الشيخ يوسف ياسين التوسط لدى جلالة الملك لإنجاز ذلك، وكان يوسف ياسين حينذاك المشرف على الصحافة والنشر، وكانت الصحافة مربوطة بوزارة الخارجية، ووزارة الخارجية مربوطة بالشعبة السياسية وكان يرأسها يوسف ياسين، وهي التي تصدر التعليمات والأنظمة وتتولى الرقابة والتوجيه والإرشاد للصحافة...». وبعد مشاورة يوسف ياسين للملك، قال الملك لهم ببرقية.. سوف يأتيكم ما يسركم، ثم تلقوا برقية أخرى تقول في مضمونها إننا ما رخصنا لكم بالجريدة إلا لتتعيشوا منها فإذا كانت ما تعيشكم اقفلوها.. فتذكروا معاناتهم الأولى وصعوبة شراء ونقل المطابع من مصر إلى المدينة عن طريق البحر، ودور طلعت حرب عندما سلمه خطاب ووساطة محمد سرور الصبان وتذليله لصعوبات شراء المطابع من شركة مصر وما تحتاج إليه، ب 800 جنيه، بعد أن كان يريد بها أكثر ولكن من أجل المدينة الذي قال: «.. إنني رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام ورأيت أنني أخدم في المسجد النبوي «. فدرس مع شقيقه علي حافظ طريقة تشغيل المطبعة ولمدة عشرة أيام. وأخذ جداول مرقم عليها توضيب الصفحات. واستفاد من وجود حمد السليمان وكيل وزارة المالية بمصر للعلاج والذي ساعدهم في نقل المطابع إلى ينبع. وغادرت الباخرة السويس إلى جدة في 8-6-1355ه ومنها لينبع، وحين نقل المطبعة من الباخرة بصندوقها الكبير سقطت بالبحر فاستعانوا بالإمارة ورجال الميناء وجهوهم في الغوص بالبحر لربط الصندوق بالحبال وسحبه للشاطئ، وفك الصندوق لتجفيف الأدوات التي بداخله من الماء ثم دهنها بالزيت وإعادتها للصندوق وحملها بالسيارة الشاحنة التي أرسلها محمد سرور الصبان لمساعدتهم من جدة. وأخيراً وصلت المطابع للمدينة وبدأ تركيبها من قبل المهندس الأسطى محمد الذي قدم معهم من مصر بأجرة 30 جنيهاً في الشهر، مع أداء مناسك العمرة وأجرة العودة بالباخرة لمصر. وفي 16 ذو القعدة سنة 1355ه عملت المطابع، وكان أول زبون لها هو عبدالقدوس الأنصاري لإصدار مجلته (المنهل) في الشهر التالي، وفي 25 المحرم 1356ه تصدر جريدة المدينةالمنورة. وقال عثمان حافظ: «.. وكان لصدورها صدى عميق في الأوساط الأدبية والصحفية لا في المدينةالمنورة فحسب بل في جميع أنحاء المملكة. فجريدة المدينة أول جريدة أدبية إخبارية سياسية اجتماعية تصدر بالمدينةالمنورة بصورة منظمة ومواعيد محددة..». وقال: «... ولقد أقام الأصدقاء والسيد مصطفى عطار، وصلاح الدين عبدالجواد، والسيد أسعد طرابزوني، حفلة تكريمية في بستان (الفيروزية) مساء اليوم الذي صدرت فيه جريدة المدينةالمنورة بمناسبة صدورها تحت رعاية أمير المدينةالمنورة عبدالله السعد السديري - رحمه الله - وكان الأستاذ محمد حسين زيدان أحد الخطباء..». وقال إن امتياز الجريدة قد صدر باسمه من قلم المطبوعات وكان ملحقاً بوزارة الخارجية آن ذاك قال عنها الدكتور محمد الشامخ في (نشأة الصحافة في المملكة): «... وما كانت صحيفة المدينةالمنورة تهدف من اهتمامها بشؤون المدينة إلى أن تصبح جريدة إقليمية ذات أفق صحفي محدود، ذلك لأنها أعلنت منذ أول عدد من أعدادها بأنها (صحيفة الشعب العربي السعودي). وقد أكد عثمان حافظ حرص جريدته على أن توسع في مجالها الصحفي وألا تصبح صحيفة إقليمية، فوصفها في افتتاحية العدد الأول بأنها (الصحيفة التي نعدها لعامة أبناء المملكة العربية السعودية، شيباً وشباناً لا فرق بين المكي والمدني والرياضي والجدي والقصيمي والعسيري، بل إنا لنعدها لأوسع من هذا فهي تقبل كل مقال عربي قيم، وكل رأي إسلامي سديد، القصد منه المنفعة والإصلاح المأمول..».