شخصياً لم أتفاجأ بمستوى الهلال أمام النصر في مباراة كأس السوبر ولم أتفاجأ بالهزيمة ليس لأنه قابل النصر الذي فاز بثلاثة أهداف (لها ما لها وعليها ما عليها) في ذلك النهائي الشرفي ولكن لأن جميع المؤشرات تقول إن الهلال لم يكن الهلال في أكثر من عشر مباريات سبقت هذا النهائي، ولن أبالغ لو قلت إن الهلال كان جاهزاً للهزيمة من النصر أو أي فريق آخر في تلك المباراة لأنه كان في أسوأ حالته الفنية قبل السوبر وأثناء مباراة السوبر ونتمنى ألا يستمر هذا التدهور بعد السوبر. للأسف الإدارة الهلالية لا تتعامل مع المتغيرات التي تواجه الفريق بشكل سريع لمعالجة وضع الهلال الفني رغم علمها أن المشكلة الحقيقية تتلخص في عقم هجومي واضح أثر بشكل كبير في نتائج الفريق ومع ذلك ما زالت تدور حول الحمى دون أن تتخذ الخطوات الصحيحة لمعالجة هذا الوضع ودون أن تحرك ساكناً تجاه انخفاض مستوى قوميز الذي لم يعد ذلك الأسد المخيف وغيره من اللاعبين من خلال تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، أضف إلى ذلك إهمالها مناقشة المدرب ومحاسبته على (تخبيصه) المستمر في أكثر من مباراة والدليل استمرار الأخطاء واستمرار التخبيص من مباراة لأخرى ! فمن غير المعقول ألا تناقش المدرب وهي ترى اختراعاته وهو يخلط (عباس على دباس) في أكثر من مباراة، السؤال هل للتشبع وغياب الحافز دور في تعنت المدرب واستمرار شطحاته التدريبية ؟ خاصة بعد أن حقق مع الهلال أكثر مما توقع في هذه المرحلة من مسيرته التدريبية. على العموم لم تتعود الجماهير الهلالية البكاء على اللبن المسكوب هي فقط تبحث عن التصحيح وإعادة الزعيم للمسار الصحيح لتكملة الموسم وتحقيق بطولة الدوري لحفظ ماء وجه الهلال الذي لم تتعود جماهيره أن تراه بهذا المستوى البائس رغم إيمانها أن الفوز والخسارة أمر طبيعي في عالم كورة القدم لذا فهي متصالحة مع نفسها وذاتها الزرقاء ولكن أيضاً لا يرضيها أن ترى زعيمها بهذا الانكسار المحزن. نقاط متفرقة بعض الإعلاميين الأهلاويين مضحكين في طرحهم ونقدهم تجاه ناديهم حيث نجدهم يمجدون فريقهم عند الفوز وكأنه ريال مدريد وفي حال الهزيمة (تسمع وترى) أنواع الذم والقدح في مدرب الأهلي ولاعبيه ! لهذا أصبح لكل جولة صفحات من المدح والهجاء دون مراعاة لفارق التوقيت ! لسان حال جماهير الأهلي يقول (خلوكم) تحت أسوار نادي النصر واستظلوا بها واتركوا القائمين على الأهلي العمل بهدوء فلم يعد الأهلي بحاجة لكم ولا لضجيجكم (الفشنك). يتحدثون عن قسوة النصر بعد نهائي السوبر ولا يتحدثون عن (الخمسات والأربعات) التي لم يجف ألمها من قلوب النصراويين، أرفع القبعة لصبركم وتحملكم وأحسدكم على ذاكرة السمك التي تملكونها، تظل السنة الضوئية علامة فارقة في إنجازات الفريقين ومعيار جودة يصعب عليكم تحقيقه (benchmark)، تحتاجون فيها للكثير من العمل لمجاراة الهلال.