نعم.. الحديث عن الهلال وألقابه وبطولاته وانجازاته بات مملاً والمفيد للكرة السعودية أن نناقش وضع الأندية الكبيرة الأخرى التي اكتفت بالفرجة على الهلال وهو يضيف إنجازاً جديداً ليس من الغرابة في شيء بل الغريب أن تخرج جماهيره ليلة السبت دون أن ترى نجومه يحملون الكأس الغالية ويتقلدون الذهب ثمرة عمل جبار قادته إدارة شابة واعية قبلت التحدي ورضيت باستلام فريق عانى كثيراً الموسم الماضي وتلقت شباكه (الخمسات) في سابقة لم يعتد المنافسون رؤيته عليها لكن التغيير المطلوب في الإدارة بدعم شرفي ومباركة جماهيرية أعقبه تجديد في الجهاز الفني وخطوات موفقة على صعيد منح الثقة في لاعبين صغار ونجاح كبير في إعادة نجوم مؤثرة لوضعها الطبيعي والعمل في أجواء صحية ساهم في عودة الهلال سريعاً لمنصات الذهب. حتى أن المدرب البرازيلي (باكيتا) الذي لا أعتقد أن تاريخه أفضل من مدربين كبار مروا على الهلال تمكن من ترتيب الأوضاع وإصلاح ما أفسده الهولندي (اديموس) في مرحلة لن ينساها عشاق الأزرق لندرتها في تاريخ ناد لا يقبل بديلاً عن الذهب. البطولة الهلالية لا جديد فيها غير أن ما يستحق أن نشير إليه هو القدرة العالية في النقلة النوعية بين اخفاقات الموسم الماضي ونجاحات اليوم، وللتذكير فقط لم يخرج الهلال خاوياً وهو في أسوأ حالاته الموسم الماضي، حيث حقق كأس ولي العهد، فإذا كان الهلال بطلاً بمستويات غير مقنعة ومشاكل فنية فكيف سيكون حاله في هذه الفترة التي تشهد تعاضداً شرفياً وجماهيرياً وإدارياً تغبطه عليه الأندية الأخرى. في النصر مشاكل إدارية وعزوف شرفي وغضب جماهيري وعقود لاعبين تنتظر التجديد ومدير فني أدى أول أمس آخر مباراة رسمية له ضمن عقده الذي شارف على الانتهاء وله مرتبات متأخرة ولا يدري ولا حتى لاعبوه هل ستبادر الإدارة لتجديد عقده حتى نهاية الموسم والفريق يمر بمرحلة حاسمة في كأس الدوري!! والأهلي كذلك هذا الفريق الجماهيري الذي خرج بسهولة من بطولتين محليتين ويصارع على التأهل للمربع الذهبي من كأس الدوري وخسر بثلاثة أهداف من الصفاقسي التونسي في جدة في ذهاب نصف نهائي البطولة العربية، وشهدت الصحافة الرياضية على حرب البيانات الشرفية التي كشفت هوة الخلافات وقضت على جماليات كثيرة في الأهلي وتجد إدارته انتقادات واسعة وجهازه الفني يعاني عدم استقرار منذ استبدال البرازيلي (فلامير) بمواطنه (جونينيو) كل هذه الأمور صعبت من قدرة النصر والأهلي على الحضور الذي تتطلع إليه جماهيرهما لافتقاد أهم الإيجابيات التي يعيشها نادي الهلال. جماهير النصر.. وجائزة (نوبل) للصبر النصر هو أسوأ الأندية الكبار حالاً وأكثرهم قهراً للجماهير الصابرة التي سجلت مع جماهير الهلال هذا الموسم مواقف مشرفة وأعادتا الحياة للمدرجات الخاوية منذ سنوات وإذا كان ذلك طبيعياً مع الهلال تجاوباً مع نتائجه الإيجابية وبطولاته هذا الموسم، فإن جماهير النصر تمثل حالة فريدة لقوة ارتباطها مع ناديها التي تزيد رغم تزايد الحرمان من البطولات والاقصاءات من المسابقات وتلقي الخسائر المفاجئة لاسم (النصر) والطبيعية مع العمل الإداري والفني والتهيئة المعنوية للاعبين الذين لم يتسلموا مرتباتهم منذ أشهر ومعهم مدربهم البلغاري (ديمترويف) إضافة إلى لاعبين محترفين شاركوا أمام أحد وعقودهم شارفت على الانتهاء ولم يخاطب مسؤول إداري يبدي رغبة النادي في تجديد عقودهم الأمر الذي جعل أهم المدافعين يعتذر عن مرافقة الفريق للمدينة المنورة للقاء (أحد) الهابط الذي هزم النصر بثلاثة أهداف لهدف. في وقت كانت تبحث فيه جماهير النصر عن فوز يعزز حظوظ فريقها في التأهل للمربع الذهبي لا إحياء أمل المنافسين في ذلك. أسباب الاخفاقات النصراوية واضحة ولا تحتاج لتمحيص وإدارة النادي تتحمل الفشل في عدم استقرار الفريق الذي بدأ الموسم بداية طيبة فالبطولات لا تتحقق إلا بتوفر الملايين التي تجلب اللاعبين الأجانب المؤثرين واستقطاب أبرز اللاعبين المحليين وتأمين مرتبات المحترفين والأجهزة الفنية والإدارية والمنافسة على تسجيل أبرز (المواهب) ولنا في التعامل السيئ للجهاز المشرف على درجتي الناشئين والشباب مثلاً حين سجل اخفاقاً ذريعاً وهزيمة أمام الهلال بنجاح الأخير في خطف اللاعب الشاب محمد الحارثي شقيق مهاجم النصر سعد ب(150 ألف ريال) وهو الذي تدرب مع الفريق عدة أيام ولم يطلب أكثر من ستين ألفاً لينضم لفريقه المفضل النصر!! باختصار ٭ كيف فرط النصر في المهاجم وليد العلياني ومن المسؤول عن ذلك، ولماذا اختفى في النصر وكيف نجح في (أحد)؟! ٭ تحميل لاعبي النصر وحدهم المسؤولية غير منطقي، وهدفه تبرئة الإدارة والجهاز المشرف على الفريق!! ٭ أحد كشف لجماهير النصر حقيقة الفريق وعليها أن لا تأمل في شيء يتعلّق بالبطولة الكبيرة. ٭ النصر بحاجة لتغييرات ماسة شاملة في الإدارة والأجهزة المشرفة على كرة القدم بدرجاته المختلفة. [email protected]