ما يحدث للهلال أمرٌ غير طبيعي، وإن كان كل شيء ممكن ومتوقع في عالم كرة القدم، ولكن ثمة أشياء كان بالإمكان تجاوزها ووضع حلول مناسبة لها، قبل أن تؤدي إلى تفريطٍ متتالٍ في النقاط وخروج غير متوقع من مسابقة كأس الملك. إهدار تسع نقاط من أصل 15 متاحة في آخر خمس جولات أمرٌ لا يمكن أن يُبرر لفريقٍ ليس لدى مدرجه إلا هدف واحد وهو الفوز باللقب، ففي الجولات الخمس كانت هناك مساحة كافية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه - هذا دون إغفال دور الأخطاء التحكيمية المتفق عليها والتي كان لها أثرها البالغ في نتيجتي الشباب والباطن - وإصلاح ما يمكن إصلاحه. نُذُر التفريط والإخفاق كانت تتوالى بشكل مبكر ومنذ منتصف الموسم الماضي، وحذَّرنا منها في حينه، لكن الانتصارات كان تغطي على كل شيء، والنقاط تمنح الفريق والقائمين عليه الأعذار أمام أي نقد أو تنبيه. في أكتوبر 2019 كتبت هنا : « عرف الهلاليون ومدربهم أن فريقهم وإن كان ينتصر ويتصدر، يحتاج إلى الكثير، وأنه لم يصل بعد للمرحلة التي يمكن الرهان عليها، ولا أظنه سيصلها بأدواته الحالية، والحقيقة يجب أن لا تغضب البعض. عرف الهلاليون أيضاً أن هناك أسماء مهما تطور مستواها فإنه لا يمكن الرهان عليها في نهاية الأمر، وأن القائمين عليه يجب أن يبدأوا في البحث عن المزيد من الأسماء القادرة على خدمة الفريق وبأقل الأخطاء. وعرف الهلاليون أن مهر البطولة أصعب مما يتصور البعض، وأنها تحتاج إلى المزيد من العمل والجهد وتوقع جميع الاحتمالات». وفي يناير الماضي قلت : « من المتفق عليه أن بطل دوري أبطال آسيا 2019 يحتاج إلى إحلال وإبدال، ومن المتفق عليه أن هناك مراكز تعاني من عدم وجود لاعبين بدلاء على أقل تقدير، ومن المتفق عليه أيضاً أن هناك مراكز تحتاج إلى دعم، لتكون أقوى مما هي عليه الآن، وأن هناك أسماء يجب ألا يكون لها موقعٌ في الفريق!! « وقلت أيضاً : « لست في صف من يطالب بإقالة المدرب بعد أي تعثر، ولكن أقول إن الإدارة يجب أن تتدخل وأن تناقش المدرب حول أخطائه ولاسيما ما استمر منها، وإذا كان كريري غير قادر على المناقشة، أو أن له مسؤوليات أخرى غيرها فلا بأس من الاستعانة بأحد أبناء الهلاليين الفنيين المتخصصين في هذا الجانب، وهم كُثُر ولن يقصروا مع ناديهم، ولن يتأخروا في خدمته متى ما طُلب منهم ذلك.» هنا أعيد ما قلته سابقاً للتأكيد بأن ما يحدث للفريق اليوم ليس جديدا، وأن الأخطاء كانت واضحة منذ وقت مبكر، وأن علاجها لم يكن بالشكل المطلوب للأسف. الهلال يمر اليوم بمرحلة صعبة ستترك أثرها عليه حتى وإن تعافى وتجاوزها، وهنا رُبَّ قائلٍ يقول : إن الإصابات والغيابات وأخطاء الحكام قد كان لها فعلها وأثرها على الفريق، وأقول نعم لها أثرها .. ولكن لماذا لم توضع الحلول مبكراً، ولماذا يتم قيد بعض الأسماء التي تكشف حين الحاجة لها أنها أقل من أن تلعب للهلال، ولماذا بقي خربين كل هذا والوقت؟ وهل كان التفريط بأدواردو وإحضار فييتو مجدياً ومدروسا ؟ وهل تتم مناقشة المدرب بشكل فني ودقيق بعد كل لقاء ؟ وهل تم الجلوس مع سالم وقوميز (!!) وكاريلو ومعرفة أسباب تراجع مستوياتهم بهذا الشكل؟. وجود الأعذار لا يعني أن نتوسدها ونستسلم بسببها، تكرار الأخطاء مهما كانت الأعذار يعني أن هناك خللاً وخللاً كبيراً في العمل، وأن مسيري النادي لم يعالجوه أو أن العلاج لم يكن ناجحاً وانضم لقائمة الأعذار. أمام الهلاليين مرحلة صعبة وإن لم يعالجوا الأخطاء والمشاكل الواضحة في فريقهم، فسيكونون في حرج أمام مدرجه، وهو المدرج الذي لا يقف طموحه عند سقف، ولا تنتهي مطالبه عند لقب، حتى ولو كان الثلاثية التي جعلها البعض درعاً أمام أي نقد يوجه للفريق وأجهزته الفنية والإدارية.