حقق الهلال عدة مكاسب في لقاء الذهاب في النهائي الآسيوي، منها استعادة الفريق لثقته بنفسه وثقة مدرجه فيه، وتأكيد القيمة الفنية للفريق ولاعبيه، وأن بإمكانهم تحقيق ما يريدون عندما يسعون لذلك ويتفرغون لهدفهم، والخروج بدون إصابات ولا إيقافات ولا إصابات من اللقاء، ومنها أن الفريق نجح في تحقيق الفوز وهو أمر لم يتحقق طوال المباريات الأربع التي لعبها في النهائيين السابقين، وأنه تقدم على خصمه، وهو أمر لم يحدث أيضاً. يذهب الفريق إلى اليابان بحظوظ وافرة هذه المرة، القلق الذي حاصر محبيه قبل مباراة الذهاب تلاشى نوعاً ما، مع إيمانهم أن اللقب ما زال في الملعب، وأن كل شيء جائز على ملعب سايتاما في الرابع والعشرين من نوفمبر الجاري. هنا أكرر ما قلته قبل لقاء الذهاب «في النهائي لن يكون كل شيء في يد رازفان لوشيسكو، على لاعبي الهلال أن يشعروا بدورهم وأن يحسوا بمسؤوليتهم، في مثل هذه المباريات، سيكون خطأ واحد سبباً في نسف كل شيء حتى وإن كان الفريق في أحسن حالاته، وسيكون لكرة صحيحة واحدة تأثيرها الإيجابي حتى وإن لم يكن الفريق في يومه.، في مثل هذه المواجهات الخطأ لا يعوض، والفرصة لا تتكرر». يحتاج الفريق للكثير حتى يعود باللقب الثالث في حسابات دوري الأبطال، والسابع على مستوى القارة، ومن المؤكد أن الاستكانة لنتيجة لقاء الرياض، والاعتقاد بأن المهمة قد انتهت أوحتى سهلت عن ذي قبل، قد يحرق كل شيء في لحظة لا يمكن التصحيح بعدها، وأجزم أن القائمين على الفريق ولاعبي الخبرة فيه يدركون ذلك. يحتاج الفريق لمزيد من التركيز والانضباط في كل الخطوط، ويحتاج أيضاً للتعامل كما يجب مع الكرات التي تتهيأ أمام المرمى، الفرص في مثل هذه اللقاءات لا تتكرركثيراً، ومشكلة الفرص المهدرة ما زالت علة زرقاء لم يفلح في علاجها المدربون ولا اللاعبون رغم تعدد الأسماء التي مرت على الفريق، ويحتاج الفريق أيضاً إلى الهدوء، وعدم الاستعجال، وتسيير المباراة بطريقته وكما يريد، وألا يعتقد مدربه أن الخصم سيندفع بحثا عن التعديل، فالفارق هدف واحد، يأتي في أي لحظة. انتهت مهمة وبقيت أخرى، ذهب الصعب وبقي الأصعب، فرغ الفريقان من شوط، وبقي شوط الحسم، وهذه المرحلة تحتاج إلى تعامل خاص ومختلف من قبل الهلاليين فلا إفراط ولا تفريط. ** لا جديد في التحكيم الآسيوي، فقد تعودنا منه ذلك، لن أقول هنا بأن مساعد الحكم قد تعمد إلغاء هدف هلالي بداعي التسلل، لكن كيف لحكم لا يعرف أين يقف أن يصل إلى تحكيم نهائي بهذا الحجم؟ ولماذا يرفض الاتحاد القاري استخدام تقنية الVAR في منافساته، خاصة وهو مستخدم في المنافسات المحلية للأندية المشاركة؟ وهل ستتواصل هذه الأخطاء في لقاء الإياب؟ ولماذا تتضرر فرق معينة من أخطاء حكام آسيا وتذهب الفائدة لآخرين؟ وهنا لا أطالب أن يستفيد أحد من الأخطاء ولكن أطالب بالعدل فقط. ليس المهم أن يطور الاتحاد إدارته ويزيد من استثماراته وأرباحه في حين تظل الأمور الأهم في موقعها الذي لم تبرحه سنوات طوالا، وفي مقدمتها التحكيم وهو أحد أهم أركان المنافسة وأشدها تأثيراً؟