ياخالقَ الكونِ، حالُ الأمّةِ انقلبا فأصبح اللَّهوُ في ميزانها أَدَبا تقلَّبتْ في معاصيها، وما علمتْ أنَّ المعاصيَ نارٌ تُحدِثُ العَطَبا تطاوَل الليل حتى اغتالَ بَهْجتَها فما ترى قمراً يبدو ولا شُهُبا مدَّ العدوُّ لها حبل الخداعِ، إذا تحرَّكت صَوْبَ ما تحتاجه سَحَبا فلا هيَ انطلقتْ فيما تريد، ولا هو احتواها ولا لبَّى لها الطَّلَبا سرى بها في الدَّياجي، وهي تَتْبَعُه تجرُّ ثوب خضوعٍ تُمسك الذَّنَبا تمشي بغير حذاءٍ، والثَّرى حَسَكٌ يُدمي خُطاها، فتلقى الهمَّ والنَّصبا بستانها صار للأعداء مُنتَجعاً فما تحصِّل لا تَمْراً ولا رُطَبا ولا تذوق طعاماً وهي جائعةٌ تشاهد التِّين والرمَّانَ والعنبا عَطْشَى تلمِّظها النيرانُ ما شربتْ ولا رأتْ رحمةً في وجهِ مَن شَرِبا باعتْ عباءتَها في ليلِ وحَشتِها بَيْعَ الذي باع بالخسرانِ ما كَسِبَا لما رآها انبثاقُ الفجر عاريةً بكى وأبكى وأرخى دونَها الهُدُبَا يا خالقَ الكون، هذا وجهُ أمتنا بَدَا ويا ليته لمّا بدا احتجبا لأنه فقد الحُسْنَ البديع فلم َيعُدْ يَسرُّ محبّاً عندما اكتأَبا في أرض إسرائها تجري ملاحمُها حرباً تحوِّل قانونَ الحروبِ هَبَا لم تترك الأمَّ ترعى حال مُرْضعها ولا الرَّضيعَ،ولا الشيخ الذي انتحبا ولا زهوراً من الأطفال مزَّقها باغٍ وقطَّعها صاروخُه إِرَبا هذي جِنينُ وهذي غَزَّةُ اشتعلتْ وأصبح الناسُ في نيرانها حَطَبا أُريق فيها دَمُ الطفل البريء بلا عَطْفٍ، وغذَّى به المستعمر اللَّهبا لا تكشف الشمسُ إلا وجهَ باكيةٍ على الرُّكام الذي وارى أخاً وأَبا حتى غناءُ طيور الدَّوْح صار له معنى البكاءِ الذي لا يبعَثُ الطَّربا أنَّى تغنِّي طيورٌ وهي جافلةٌ أعشاشُها نُهِبَتْ من بينِ ما نُهبا يا شرَّ ملحمةٍ تجري، وعالَمُنا يرى ويسمَع لكنَّ الهَوَى غَلَبا يرى حقيقةَ ما يجري ويُنكرها فما يصدِّق إلاَّ قولَ مَنْ كذبا للغرب عينٌ ترى طفلاً رمى حجراً ولا تشاهد صاروخاً إذا ضَرَبا ولا تشاهد شارونَ اللَّعينَ وما ساقتْ يداه من البلوى وما جَلَبا ولا ترى لهب الغاراتِ حين سرى دخانُها في سماوات الرَّدَى سُحُبا هل يُرتجى الخيرُ من غربٍ يعيش على تعصُّبٍ وانتهاكٍ صارخٍ وَرِبا أين القوانينُ؟ طارتْ من دفاترها كأنَّ كاتبَها بالأمسِ ما كَتَبا كلُّ القوانين داستْها «مُجَنْزَرَةٌ» يقودها طائشٌ ميزانُه اضطربا أنَّى يُنيلُك ما ترجوه من أملٍ وكيف يُرضيك، مَن يستبطن الغضبا؟؟ يا أمة الحقِّ، يا صرحاً أراه على قلاع تاريخنا يسمو بها رُتَبا رأيت أبراجَه في الأُفْق سامقةً فلم ترَ العينُ إلاَّ الدُّرَّ والذَّهبا أشكو إلى الله ما ألقاه من أَلَمٍ لمَّا أرى الدمع من أهدابكِ انسكبا لما أرى من بني الإسلام شرذمةً يثنون عند جنون الظالم الرُّكَبَا سألتُ عن أمتي الغرَّاءِ كعبتَها وروضةً عند محراب الهدى وقُبا سألت مسجدَها الأقصى وصخرتَه عن سيِّد الخلق لما جاوزَ الحُجُبا فأخبرتني، وبعض القول تعزيةٌ أنَّ المسافرَ من أوطانه اقتربا وأنَّ مركبةَ الإلحاد يدفعها إلى الرَّدَى سائقٌ عند المضيق كَبَا وأنَّ مركبة الحقِّ المبين مضتْ لكي تَرُدَّ من الأوطان ما سُلبا وأنَّ ذاكرةَ الظلماء قد ذكرتْ من بعد نسيانها الأَفلاكَ والشُّهُبا يا أمَّة الحقِّ فيكِ الخير، ما غَربَتْ شمسُ اليقين ولا نَجْمُ الهُدَى غَرَبا هذي البطولات في الأقصى تذكِّرنا بخالدٍ والمثنَّى حينما ركبا وقرَّبا من بعيد النَّصر ما فرحتْ به قلوبُ الحيارى حينما قَرُبا هذي البطولات شدَّتْ أَزْرَ أمتنا وأرجعتْ من زمان العزِّ ما ذهبا بها نرى جعفر الطيَّار محتضناً بصدره رايةَ الإسلام، ما هَرَبا بلا ذراعين خاض الهول محتملاً آلامَه في سبيل الله محتسبا كم في فلسطينَ من ذي همَّة، بُتِرَتْ رجلاه لكنّه فوق اللَّظى وَثَبا وكم ذراعين حال القطع بينهما وبين جسمهما من بعد أنْ خُضِبَا لكنَّ رايةَ دين الله ما سقطتْ ولا المنافح عن أَمجادها غُلِباَ يا أمَّة الحقِّ، عينُ الظلم سوف ترى من صارم العدل حدّاً قاطعاً وشَبَا لا يفطن الظالم الباغي لما اقترفتْ يَداه من ظلمه إلاَّ إذا نُكِبَا في حينها ربَّما يبدي ندامتَه لكنه نَدَمٌ لا يُبْلِغُ الأَرَبا سيُفْتَح البابُ بابُ الفجر، تفتحُه يَدُ المصلِّي الذي لا يعرف الكَذِبَا