تلفَّتتْ مهجةٌ بالشوق.. مترعةٌ تُسائِلُ النجمَ أَنَّى هَلَّ أو غَرَباَ عن رحلةٍ في ضمير الغيب مُشْفقةٍ وعن منازلَ عن أحبابها اغتربا وعن صِباً كم تسامى في ملاعبها وذكرياتٍ وحلم لامس العَتَبَا مرابعٌ.. وإليها النفسُ مقبلةٌ بُشوقها.. وإليها القلبُ قد رغبا كم أرسل العينَ تسعى في مسالكها وأرسل الشعر في أفيائها حقبا للذكريات حديثٌ لذَّ سامرُه ومنتدى بأحاديث الندى عَذُبَا يا شاعراً ألقت الأيام سطوتها عليه.. شعرك مَدَّ الشمس ما نضبا خلوجُ شعرك في عين الدجى سهرتْ تسامر البدر والأفلاكَ والشُّهُبا سرى النذيرُ بها والهمُّ يوقظُهُ إذا تثاقل جفنٌ في السُّرى وَثَبا يُلملمُ الصَّبْرَ من أَمْرٍ أَلَمَّ بهِ ويحمل الأرض هماً حيثما ركبا.. يكادُ من هول ما يُخفي تضيق به عزيمةٌ تفلق الهمَّ الذي اصطحبا يمدُّ نحو المدى بأساً تطاوله آماله وخلوجاً سارتِ الخَبَبَا يباشر الفجر محموداً مساربُه والقلبُ ملءُ عيون الحُب ما تعبا خلوجُه تقرأ الافكارَ إنْ خطرتْ في بالِه.. والمدى في خَطْوها اقْتربا غنّى القصيمَ كأحلى ما رأى حلماً وفوق ما يشتهي حُبّاً ونَفْحَ صَبَا ألقتْ إليه القُرى من همِّها أملاً وفي حواضِرِه من عشقها سببا فليلُها موحشٌ تُخْشى فواجعُهُ وصبُحُها موجعٌ لا يأمَنُ العَطَبا ياشاعراً محضَ الأحرارَ قافيةً يحدو بها من سرى بالعير أو سَرَبَا بريدةٌ.. في هواكِ الشعرُ هَدْهَدَها القلبَ تسكن والأحداقَ والهدبَا رَسَمْتَها أحْرُفاً بالحبِّ.. مورقةً فالسمُع ما ملَّ في أبياتها الطَّربَا أنتَ الذي بعْدُ.. ما زالت قصائدُهُ غُرَّاً.. تُجَلِّي المعاني أشرقتْ أدبا فيها القصيُم.. مغانٍ بالشَّذا عَبَقَتْ رُبُوعُه وَتَناهَى الحُسْنُ ما رَحُبا للذكريات حديثٌ.. في مرابعِهِ وكمْ صباك إلى حُسْنٍ به انتسبا وكم إلى مُدُنٍ أحبابُها انتظروا أحبةً من عُقَيْلٍ أتعبوا التعبا يُسابقون الأمانيْ في مسيرهُمُو كم وادياً قطعوا قَفْراَ وكم سُهُبا؟ تسابقوا للقصيمِ الحبُّ آلفهمْ وعانقوا الأهلَ والداراتِ والقبَبَا وكلُّ شِبْرٍ إليه القلبُ ملتفتٌ واستعتبوا مُدُناً فيحاً وشُمَّ رُبَى وحَصَّنوا من قراهمْ كلَّ دانيةٍ وكلَّ قاصيةٍ لم تأمنِ السَّلَبَا أحبابنا... وطنٌ بالحب أَنْهلَنَا حتى الثمالةِ كأساً بالنَّدى سُكِبَا نراه في كل حُسْنٍ في الثرى ويدٍ تبني.. وعقل رهانَ العلمِ قد كَسِبَا وشائجُ الحبِّ والقربى تُجَمِّعُنا وموطنٌ شامخُ الأمجاد مَهْدُ إبا وشِرْعةُ الحقِّ بالقرآن مُشرقةُ بهدْيِها أصبحتْ أُمَّاً لُنا وأبا أفاضت الحبَّ يسري في جوانِحِنا فاستنبتَ العشقُ في وجدانِنَا العَجَبا والآن.. أحبابَنَا الأمجادُ قد غَرَبَتْ والأرضُ عن حالنا قد زُلزلَتْ غضبا الرومُ.. تُجْلب تستحيي حَواضِرَنَا ما بين قاسطِ حقٍّ يَطْلُبُ السَّلَبَا أو بَيْنَ منْ فِرْيَةُ الإِرهابِ تجمعُهُم في إفكها أرجفوا آفاقنا رَهَبَا بنو قُرَيْظَةَ.. لَجوُّا في غوايَتِهِمْ فاستنبحُوا الأرضَ في عُدْوانِهِمْ كذبا فهل إلى «عُمَرَ الفَاروقِ» من خَبَرٍ بأن قَيْصَرَ.. أمضى الجحفلَ اللَّجِبَا وأنَّ أُمَّتَهُ في الأرضِ.. مُثخْنةٌ وبأسُها بَيْنَها.. أحوالُها شُعََبَا وأن كلَّ شِرَارِ الناسِ تَطْلُبُنا أما مِنَ ابن وَليدٍ يُلْحِفُ الطَّلبَاَ القدسُ.. هل من صلاحٍ سوف يَفْتَحُها وعينُ جَالوتَ هل «قُطزٌ» لَها رَكِبا أحبابَنا.. قد تناعمنا مخادعنا فساءنا زمن سُؤْناه مُنْقَلَبَا أحبابَنا.. أَنْقَضَتْ مأساتُنا جَلَدي فأنكرتني مغاني عِشْتُها وَصِبَا ماذا أُحَدِّثُ قد غِيْضَ الهوى بِدَمي والعُمْرُ أتعبهُ قلبٌ هَوَىَ فصَبَا