وافق الاثنين الماضي الأول من الميزان.. اليوم الوطني لوطني.. وطني الذي كلماتي فيه مثقوبة.. وعاطفتي أمامه ميتة.. وحبي له لا يترجمه حرف ولا تكتبه عبارات.. ومن وطني وطن الشمس المضيئة والنهارات المشرقة.. من وطن البطولات ومجد الأمجاد وجهد المجاهدين المحاربين الصانعين للحضارة البانين حصنا والزارعين في أرض الرسالة خيرا ونماء المانحين لنا سلما يعلو بالرقي وللنهوض علياء يعرفها أبي وسما به جدي وتعلمناها تلقينة من الشجعان أجدادنا الماضين.. من وطني كنا أقلاما ومحابر نرمق خطوط النشر العريضة نحلم بها وتهطل كلمات تتمنى في سريرتها ان تعلو بصوتها وتجاهر بالعلم الذي انسل إلى القلوب والكلمة التي تختبئ بين الوريد والشريان نريدها معالجة لهموم مجتمعنا واطلالة على قضاياها كنا نحلم بالصوت الكلمي.. كنا بنات الوطن نرمق حلم المرأة المتعلمة التي ترتاد المدارس وتلحق بركب العلم تنهل من موارده الأصيلة من بنات جنسها يعلمنها فتعلم هي جيلا قادما تتمنى يوما أبيض غير هيابة فيه تكتب انشودة عطر تنثرها للوطن وهي الحالمة بأن تكون عمادا وعتادا بالكلمة تنشرها بآفاقها الفسيحة وتعلم قارئيها ومتذوقيها ان لابنة الوطن يدا من بلسم تشفي من أدواء الجهل وهي المعلمة المتعلمة وهي الكاتبة المثقفة لتتكلم بحديث مقروء وصوت يسمعه الوطن وأبناء وبنات الوطن عن الحضارة التي نعيشها والمجد الذي نحياه والعز الذي نشمخ به.. ولا شيء غيره حنان الوطن يغدق علينا فعرفنا طرقات المدارس وتعلمنا من فيضها ونهر مائها العذب وعرفنا وفقهنا ودرسنا واعتلينا مصاف التقدم والرقي وسلكنا درب الفكر متسلحين بالعلم والمثل التي بذرها الوطن في أرواحنا وحافظنا على كل القيم التي أثمرت في ذواتنا، فتحررنا من الاسماء المستعارة والوقفات المترددة مبحرين من الهامشية إلى العمق ومن الخوف إلى الشجاعة منطلقين إلى معالجة القضايا الأهم نناقش ونحاور ونعلن صوت المرأة المقروء المتواجد في ساحة النشر الساخنة، منسلين إلى رفع لواء العلم ونشر ضيائه في العقول المتلقية، مازجين أدوارنا التعليمية الريادية في المجتمع من معلمات وتربويات إلى كاتبات مثقفات نمثل آراء وأصوات بنات الوطن نشرح ما يردن ونوضح ما يتمنين ونعالج أخطاء نلمحها بعيون واعظة ونقومها بكلمات هادفة. نحمل رسالة الكلمة وأمانة الحرف مخترقين حواجز ما كانت لتزول لولا الرغبة الأصدق من هذا الوطن المحب الحبيب الذي أراد لنا علياء التقدم وبهاء الرقي. فمنح رغباتنا لباس التحقيق، فذابت أمانينا الموءودة.. وغمسنا كلماتنا في أمورنا وقضايانا الأهم لمجتمعنا.. وتمرسنا الكتابة.. ذاك العشق الأزلي ونثرنا النجوم الإبداعية في صفحات مطبوعاتنا المتنوعة التي قام بعضها على عطاء المرأة في شتى المجالات والموضوعات.. وأقمنا المنتديات نتباحث ونتشاور ونبني المزيد من التطلعات. كان هو الوطن وطن الرسالة ومهبط الوحي عظيم الخيرات.. رائع العطايا احتوى عطاءنا فكافأنا عطاء بجزيل المنن وبارك خطواتنا ودعا إلى المزيد من الاقدام وأمام ذكرى بلادي بلاد النور والضياء.. تتوه الحروف.. وتهطل المعاني تصف جمال وطني وروعة وطني في احتفاله المئوي.. فلا أجد إلا كلمات هي الأعمق من كل الكلمات والأبقى من كل الحكايات فما أبهاك وما أجمل عطورك التي تذيع فتعطر أيامنا التي نقضيها ظلا بظلالك.. وأمنا بأمانك.. ورخاء بخيراتك دمت يا وطن الحب.