أمسكَتْ بعود الثقاب .. أشعلت النار في طرق السنين لتحرق العمر الجميل.. عبثتْ بهتفة القلب .. ورَرَمتْ بغضن الزيتون .. والتفعت بمنديل الغدر..! ما كانت لولا حروفي التي فتحها هالة الحسن .. والبهاء .. ولو لا غشقة العطر التي نثرتها لتكون الأحلى.. صنعت منها حكاية خرافية .. اسطورة للأمسيات الحافلة!! كتبت عن عينيها فأورقت .. وعن همسها فتفتح ورداً وياسميناً.. وعن صوتها فغارت منه العصافير!! أنا الذي زففتها للدنيا فرحاً كبيراً .. وجعلت من التفاتتها زلزالاً .. ونغماً.. وضعتها تاجاً على رأس كلماتي.. فازدهت وكان لها هذا الشموخ العتيق وهذا الصولجان العتيد !! جعلتها تسكن ذاكرة الزمان .. وتكون الخاتمة الوحيدة للعمر.. وحين ترمي اليوم بكل هذا فإنها تخسر.. تخسر هالة الشوق .. وهامة الحب!! ستواجه مصير الانزواء .. فليس بعدي برق ولا رعد .. ولامطر.. ستبقى مهملة في دفتر الزمن .. تأكل النعاس.. وصهد الحنين الى أمس لايعود..! وسيبقى المجد لحروفي .. وكلماتي وهمس .. مابقي الشوق .. ومابقي الحب.. قصف الولع في ليالي الخصام .. تهطل امطار الحنين.. فينمو الشوق .. ويزداد قصف الولع..!! الفراق في لحظة الفراق لاينسى الاوفياء أغلى الذكريات ولا أحلى الهمسات .. وأنبل العواطف والاشواق القدر الأحلام .. هي سبيل الذين يكتوون بنار الغدر.. انهم يحلمون بأن يحمل لهم الغد ثمرة صبرهم ومشوارهم الطويل.. الهتاف الحنون إذا اشرقت شموس الرخا فإن كل العيون تنشد الحب الذي لا ينمو إلا في لحظة هتاف حنون.. أنا .. هذا العاشق مسكوبة في هذا الغضب.. الذي يتوسد كل أنفاسي حتى يبلغ مرحلة الاحتراق..! لقد تعلمت أني حينما اغضب ابتعد عنكِ أولاً حتى لا أجرحكِ.. وأقترب منكِ حتى أوارى غضبي ونزفي!! ألملم هذا التوتر من عروق محبتي .. أحاول أن أتخطى حدود هذه الدروب الموحشة.. حتى لا أنكفئ بالوحدة .. واليتم !! وحين أفند كل هذا الانفعال لا أملك إلا أن أحبه فهو من أجلكِ.. وأسعد به فهو دليل محبتي لكِ أكثر .. وأكثر .. لاتخافي - صغيرتي - من غضبي .. فحين أغضب منكِ .. أغضب من نفسي على نفسي .. ثم أعود اليكِ أنا هذا العاشق من الوريد .. حتى الوريد!! أحلى الكلام قال الشاعر: تصفين أغنيتي رفات أجنحة مامسها في ليالي شوقه وتر نثرتها من جراحات مضمدة ومن منى ليس لي في جودها وطر ردت إليكِ عهوداً فانعمتِ بها أيام أنتِ الصبا والزهو والخفر ما أحزن الورد لم يعرف له عبق وأضيع الغصن لم يقطف له ثمر تصغين أي إياب تحلمين به وأي درب به من خطونا أثر لا تسأليني ما ترجوه أغنيتي بعض الطيور تغني وهي تحتضر