عقد جلال طالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني ومسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني اجتماعا نادرا في مطلع الاسبوع الجاري فيما تزايدت التكهنات بشأن تخطيط الولاياتالمتحدة لعمل عسكري للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين. ويمكن للجماعتين اللتين تسيطران على شمال العراق ان تلعبا دورا مهما في أي عمل امريكي ضد صدام. ولم تكن العلاقات بينهما سلسة دائما منذ حرب الخليج في عام 1991م وشابها التوتر رغم التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار بينهما في ظل وساطة امريكية في عام 1998. وأفاد موقع الاتحاد الوطني الكردستاني على الانترنت ان طالباني عاد لشمال العراق من الولاياتالمتحدة يوم السبت واجتمع مع بارزاني قرب مدينة اربيل. ونشر الموقع بأنه «جرى تبادل وجهات النظر فيما يتعلق بقضية العراق والوضع السياسي الحالي في كردستان والعلاقات الثنائية والتعاون والتنسيق بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني لاقرار السلام في كردستان». وزار طالباني الولاياتالمتحدة الشهر الماضي حيث اجتمع مع زعماء المعارضة العراقية تلبية لدعوة من الرئيس الامريكي جورج بوش، ولم يشارك بارزاني في الاجتماع. وقال بارزاني وطالباني انهما يريدان ضمانات من واشنطن بشأن مستقبليهما قبل ان يشاركا في هجوم امريكي، وينتاب الاكراد القلق، اذ سحق العراق انتفاضتهما في الشمال في اعقاب حرب الخليج. وبدا ان الولاياتالمتحدة تشجع الانتفاضة أنذاك إلا انها لم تقدم اي مساعدة للاكراد حين اندلع القتال وشن الجيش العراقي هجوما مضادا مما اجبر مئات الآلاف على الفرار. وفي الاسابيع الاخيرة اشتدت حدة التوتر بين بارزاني وتركيا بشأن مخاوف انقرة من ان يسعى الاكراد للاستقلال في حالة الاطاحة بصدام، وتخشى تركيا ان تثير مثل هذه الخطوة قلاقل في اقاليمها الجنوبية الشرقية التي تقطنها اغلبية كردية. وتسمح تركيا للولايات المتحدة باستخدام قاعدة جوية لتنظيم دوريات فوق منطقة حظر الطيران في شمال العراق ويتوقع ان تقدم المزيد من المساعدة اذا قامت الولاياتالمتحدة بعمل عسكري.