اعلن التلفزيون العراقي الرسمي اليوم، وفاة الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني في إحدى مستشفيات ألمانيا. و "الراحل"؛ جلال الطالباني، أول رئيس كردي يحكم العراق، وثاني رئيس لهذا البلد، بعد الغزو عام 2003 م. ولد طالباني في 12 نوفمبر 1933 في قرية كلكان قرب بحيرة دوكان، لعائلة حسام الدين طالباني، شيخ الطريقة القادرية في محافظة كركوك. وفي عام 1947 انضم طالباني إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مصطفى بارزاني، وأسس أول اتحاد طلبة في كردستان داخل هذا الحزب. وخلال 4 سنوات ترقى طالباني بسرعة في صفوف الحزب، واختير في عام 1951 عضوا في اللجنة المركزية ولم يتجاوز عمره آنذاك 19 عاما. وحالت أنشطة طالباني السياسية دون تحقيق حلمه بدخول كلية طب، غير أنه التحق في عام 1953 بكلية الحقوق في بغداد وتخرج منها عام 1959، ثم التحق بالجيش لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية. وفي عام 1961 شارك طالباني في انتفاضة الأكراد ضد حكومة عبد الكريم قاسم، وبعد الإطاحة بقاسم ترأس طالباني الوفد الكردي للمحادثات مع رئيس الحكومة الجديدة عبد السلام عارف في عام 1963. وفي عام 1964 برزت خلافات عميقة بين طالباني وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مصطفى بارزاني، ما أدى إلى انشقاق طالباني وتأسيسه حزبا جديدا في عام 1975 تحت تسمية "الاتحاد الوطني الكردستاني". وأطلق الحزب حملة عسكرية ضد الحكومة المركزية والتي توقفت لفترة قصيرة في بداية الثمانينات في خضم حرب الخليج الأولى، غير أن المفاوضات مع الرئيس العراقي حينئذ صدام حسين لم تنجح واضطر طالباني في نهاية المطاف إلى مغادرة البلاد واللجوء إلى إيران. وانطلقت حقبة جديدة في حياة طالباني السياسية بعد حرب الخليج الثانية وانتفاضة الأكراد شمال العراق، ومهد إعلان التحالف الغربي عن منطقة حظر الطيران، مما وفر ملاذا للأكراد. وتميزت الفترة ببداية التقارب بين حزب طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، إلا أن التوتر بينهما تحول إلى مواجهة عسكرية انتهت بتوصل الحزبين إلى اتفاق سلام وقع في واشنطن عام 1998. وبعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 طرح الحزبان خلافاتهما جنبا، وشكلا زعامة مشتركة، وعين زعيما الحزبين لاحقا في الحكومة الانتقالية. وتولى طالباني رئاسة الجمهورية العراقية فترتين، اعتبارا من عام 2005 وصولا إلى 2014، ليصبح بذلك أول رئيس كردي في تاريخ البلاد. ومنذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين عانى طالباني من مشاكل صحية خطيرة. ويعد طالباني من أكثر قادة الأكراد شهرة وحنكة وكان مقبولا لدى جميع الأطراف العراقية، ومن المقرر أن يصل جثمانه إلى السليمانية مساء اليوم الثلاثاء.