تعيش صحافة الشعر الشعبي عصرها الذهبي رغم ما فيها من سلبيات.. لكن الإقبال الكبير على النشر فيها يفوق كل ما سواها من مجالات الصحافة. وتأخذ الصفحات والأقسام التابعة للمؤسسات الصحفية بنصيب الأسد من المتابعة والمشاركة وان كان بعض منتسبي «مجلات العبث الشعبي» يحاول حجب هذه الحقيقة فإذا كنا نستقبل يومياً ما معدله «50» رسالة «فاكسية» ومثلها بريدية كل اسبوع فهل يحق لأحد ان يتجاهل هذه المتابعة والمشاركة من القراء.. وجميع تلك الرسائل إما تحمل مشاركات شعرية أو أسئلة عن قصائد قديمة مما يثبت بأن الشعر مازال مطلوباً من الجميع. ومن هذا المنطلق فإنني أؤيد اقتراحاً طرح عبر هذه الصفحة في الأسبوع الماضي يدعو إلى ان تخصص الصفحات الثقافية في صحافتنا مساحة كبيرة للمواهب الشعرية وأصحاب المحاولات الفصيحة لأن شعر الفصحى هو الأصل والاهتمام بهواته مطلب ملح لكن يبدو ان ليس كل المشرفين على الملاحق الثقافية لديهم المام كاف بالشعر لتوجيه المواهب الشابة والحكم على محاولاتهم ولهذا فقد كثفوا الاهتمام بالألوان الأدبية الأخرى. أما صحافة الشعر الشعبي فرغم الاقبال الشديد عليها إلا انها لن تنافس صحافة الأدب الفصيح لو نفذ هذا الاقتراح باهتمام وصدق لأن هناك من ينادي بتغيير ثوبها وطمس أصالتها تحت مسمى «الصحافة الشعبية الحديثة» وقد نفذ البعض هذه التجربة وفشلت وهناك من لديه الاستعداد لتكرار التجربة ونهايته ستكون الفشل والبقاء للأصلح دائماً ولا أرى أصلح لنا من شعرنا الفصيح بعد ان ارتقت الأذواق وعمت الثقافة حتى البدو في صحاريهم وقراهم. فاصلة: «ما قلته عن شعر الفصحى لا يعني بأي حال من الأحوال تنصلي عن كوني شاعراً شعبياً وأشرف على قسم شعبي في إحدى أعرق الجرائد السعودية.. لكنها الحقيقة التي لا مراء فيها.. فالشعر الشعبي باقٍ بأصالته وإذا فقدها صار أي شيء إلا ان يكون شعراً.. أما الفصيح فهو لساننا ونبض مشاعرنا منذ فجر التاريخ». آخر الكلام: لشاعر الكويت الكبير مرشد بن سعد البذال رحمه الله ليت المحبة ما تغيّر سيرها وإن الهوى يحجب عن النذل والديش ونفتك من ناسٍ خطاهم دمرها صاروا بها غزوٍ مديدٍ حواشيش