لماذا تتسم قراراتنا في الغالب بالعشوائية؟ لماذا قراراتنا تأتي فجائية دون دراسة وتمحيص. نحن العالم العربي بالذات نرى خططنا سواء القريبة والبعيدة المدى جميلة رائعة ولكن على الورق أو عندما يكون الأمر حديث مجالس فالمثالية وبعد النظر وسلامة القصد هي الموجه لنا في اتخاذ القرار ولكن الواقع شيء آخر. المسؤول العربي هو صاحب القرار على الواقع وهو ما ينفذ فعليا دون النظر لرؤية الآخرين مهما كانت صادقة ورشيدة حتى اللجان التي يناط بها مهمة التخطيط لموضوع معين تجد المسؤول الأول في الجهاز هو الذي يرسم التوجه الذي تسير عليه اللجنة ولذا نرى (رأت اللجنة) يعني رأي المسؤول.. دعونا ننظر حولنا ونتفحص بعض القرارات التي يصدرها المدير فنرى الكثير لا يرون في القرار تناسب مع الواقع ولا يحقق الهدف المطلوب لكن الجميع لا يستطيعون الاعتراض خوفاً على مناصبهم، لذا تبقى مشكلة القرار العربي قراراً فردياً وهذا يطرح سؤالا هل المدير المستبد هو غالب القياديين في عالمنا؟. الاسلام رسم لنا طريقا واضحا ومنهجا سليما عندما نريد اصدار قرار ما،ومن ذلك الاستعانة بالله والتوكل عليه واستشعار المسؤولية أمام الله ثانياً: المشورة وعدم الانفراد بالرأي والتأني وعدم العجلة وهذا هو منهج نبينا صلى الله عليه وسلم ولا اجد داعياً لذكر الآيات والاحاديث فهي كثيرة ومعروفة. وفي الإدارة تعلمنا اسلوب اتخاذ القرار والخطوات اللازمة لذلك ليكون القرار رشيدا محققا للاهداف بأقل جهد وتكلفة. انظروا حولكم ثم اجيبوا كم هي القرارات الصادرة هنا وهناك وهي لا تحمل من سمات الرشد شيئاً. الإدارات العامة للتخطيط مهمتها الأولى رسم السياسات المستقبلية القصيرة والمتوسطة والطويلة. والمفترض أن تضم موظفين ذوي كفاءات مؤهلة وعالية ويفترض ايضاً أن الخطط التي ترسمها هذه الإدارة غير قابلة للتغيير عند تغير المسؤول لماذا؟ لأنها اعدت من خلال دراسات واحصاءات وبحوث لا تتأثر بتغير المسؤول وحسب مزاجيته دون وجود مبررات قوية ومن خلال لجنة متخصصة. والله المستعان.