في ضوء العدوان الإسرائيلي الذي دمر مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني ومعظم المحطات التلفزيونية والإذاعية الخاصة المحلية في الضفة الغربية وقطاع غزة اطلقت الحكومة الإسرائيلية يوم الثلاثاء الماضي قناتها الفضائية الناطقة باللغة العربية والموجهة للشعب الفلسطيني والمواطن العربي والمسلم ضمن حربها الإعلامية لتتزامن مع حربها العسكرية الشرسة. ولا شك ان إسرائيل أدركت أهمية الإعلام وضرورة السيطرة على وسائل الإعلام في معركتها ضد الفلسطينيين فعملت في الولاياتالمتحدة وأوروبا على خطة إعلامية حولت الرأي العام إلى جابنها بصورة مذهلة إلا انها ادركت حجم التضامن العربي والإسلامي مع الشعب الفلسطيني وتأثير الفضائيات العربية على الشعوب العربية والإسلامية والذي خلف عداءً كبيراً لها ولحليفتها في المنطقة والعالم بأسره الأمر الذي دفعها إلى إطلاق قناتها التلفزيونية لتجميل صورة الاحتلال الإسرائيلي والممارسات القمعية التي تقوم بها في الأراضي الفلسطينية.ويرى القائمون على هذه القناة ان الحل في قناة فضائية لتمرير مفاهيم وآراء تثبيطية تخلق حالة من الجدل غير البريء للمواطن العربي العادي أو أنصاف المثقفين الذين يكتفون عادة بمشاهدة برامج الفضائيات لإشباع حاجاتهم المعرفية ولا يتعمقون فيما يبث أو يبحثون عن حقيقته ومصداقيته...!!وأكدت تقارير حكومية إسرائيلية انه تم تخصيص 2 ،1 مليون دولار إضافة إلى 6 ،4 ملايين أخرى خصصتها سلطة البث الإسرائيلي لهذه القناة. وقد بادر عنان كوهين الوزير المسؤول عن سلطة البث الإسرائيلي بمشروع الفضائية ونقل عنه ان القناة ستكون مستقلة ويستمر بثها لاثنتي عشرة ساعة متواصلة يومياً وذلك بتكلفة 70 مليون شيكل، 18 مليون دولار سنوياً وأضاف يمكن التقاطها في جميع دول الشرق الأوسط وشمال افريقية والخليج العربي. وبحسب المعلومات المتوفرة عن القناة العبرية فان عدداً من أصحاب الملايين اليهود وبعض التنظيمات والتجمعات الأمريكية المتطرفة منها التيار السياسي المسمى ائتلاف اليمين المسيحي، سيشارك في تمويل القناة وهو المعروف بضلوعه في حملات التشويه على الأوضاع الداخلية الفلسطينية والعربية وخاصة ضد دول مثل الأردن والسعودية وجمهورية مصر العربية وكراهيته المعلنة للعرب والمسلمين وتحالفه المعروف مع اليمين الإسرائيلي المتطرف والمتعصب، وهو ركن أساسي من أركان الحزب الجمهوري الحاكم الآن في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وترى جهات إعلامية فلسطينية وعربية أن هدف القناة المذكورة لا يقتصر على الدعم الإعلامي لموقف إسرائيل ضد انتفاضة الفلسطينيين أو نكوصها عن عملية التسوية لكنها ستفتح بها جبهة حرب إعلامية لها أهدافها وبرنامج عملها السياسي وأجندتها وترحيل التناقضات إلى الجانب الفلسطيني والعربي والتركيز على ما فيه من أمور لها حساسية خاصة كالعلاقات بين المسلمين والمسيحيين والنزعات الطائفية والعرقية والاثنية في دول المنطقة. وقالت هذه الجهات التي فضلت عدم ذكر اسمها في هذه المرحلة ان هذه القناة ستسعى إلى إحداث فرقعات إعلامية مفتعلة تثير جدلاً ومناقشات وشكوكاً في العالم العربي بهدف إثارة البلبلة والخلافات. وتعتقد كتلة الصحفي الفلسطيني أن القناة الإسرائيلية، تأتي ضمن الحرب النفسية المتواصلة ضد العالم العربي ومنذ اندلاع الانتفاضة في أيلول 2000م، وحين وجدت إسرائيل أنها تخسر إعلامياً في العالم بسبب الوحشية التي تقمع بها الشعب الفلسطيني وفضحها فقد سارعت بالتخطيط لجعل حرب الإعلام جبهة مساندة لحربها على الأرض ضد الشعب الفلسطيني والتي تستخدم فيها أعتى أدوات ترسانتها العسكرية المدعومة أمريكيا، وقد أوفدت مسؤولين إسرائيليين خاصة وزير خارجيتها شمعون بيريس بمكره السياسي ورئيس دولتها موشيه كاتساف بجاذبيته وخبثه إلى الخارج ولاسيما إلى أمريكا وأوروبا ليتحدثوا إلى الرأي العام فيها ضمن زيارات وبرامج شهيرة ولقاءات وعلاقات عامة عن موقفها وحققوا نجاحات بأن الفلسطينيين يمارسون العنف. وما سارع العمل بالفضائية «الإسرائيلية»، هو انتشار الفضائيات العربية ونقلها المباشر لجرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني مما ساهم في خلق رأي عام عربي يعايش الوضع الفلسطيني، وستسعى فضائية الاحتلال إلى إصلاح الضرر الذي أصاب علاقتها مع دول عربية وإسلامية لها اتصالات وعلاقات ومكاتب تمثيل تجاري معها. وقالت مصادر عبرية ان إسرائيل تسعى إلى الحصول على أفلام ومواد إعلامية وفنية ووثقائية قديمة ونادرة لإثراء شاشته الناطقة بالعربية لجذب المشاهد العربي في كل مكان من خلال الأسواق العربية وخاصة مصر ولبنان.وتسعى قناة إسرائيل باللغة العربية في بث برامج مصورة عن الانتفاضة تغاير الواقع بعد التدخل بالمونتاج لتزييف الأحداث، وأشارت صحيفة معاريف العبرية في تحقيق عن القناة إلى النية في التدخل فيما يذاع على شاشتها عن أحداث الانتفاضة بالمونتاج الذي يغير الصورة ليبدو الفلسطينيون وكأنهم يبادرون بالعنف ويرتكبون أعمال الارهاب بينما المستوطنون وجنود الاحتلال ضحايا وأبرياء.وقال الدكتور عزمي بشارة النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي: ان القناة ستزيف الحقائق وتروجها وستكون القناة التلفزيونية أداة يسيطر عليها رجال المخابرات الإسرائيلية حيث تأمل إسرائيل أن تنتقل هذه الصورة بعد التدخل فيها بالمونتاج إلى شاشات التلفزيون في العالم خاصة أمريكا وأوروبا حيث تنقلها عن تلفزيون إسرائيل الجديد باللغة العربية.