الى الشهيدة السعيدة، الصغيرة الكبيرة، آيات الأخرس ومَنْ قبلها ومَنْ بعدها من أبطال فلسطين، رجالاً ونساءً، صغاراً وكباراً، الذين يصنعون للأمة نصرها القادم بدمائهم الطاهرة أنتمُ الخالدون والأصفياءُ أنتمُ الباذلون والأوفياءُ أنتمُ المفتدون أرضاً وعرضاً والذؤابات باركتها السماءُ إن أغلى ما في الحياة شهيدٌ بردتاه هما السنا والسناءُ والذي يصنع الحياة ويبني مجدها باذخاً همُ الشهداءُ إنَّ صنو الحياة موت وشيكٌ وقرين البقاء فيها الفناءُ والذي يملك الخلودَ شهيدٌ جلجلت فيه همةٌ قعساءُ أخلصته فكان محضَ نقاءٍ وكذاك المعادن الزهراءُ رام خيراً من الحياة حياةً ليس فيها مساءة أو عناءُ باع لله نفسَه وارتضاها صفقة مهرها ويغلو الدماءُ ربح البيع ياشهيدُ فسافرْ في دروب أفضالُها فيحاءُ وعليها الآياتُ تُتلى حساناً وعليها جبريلُ والأنبياءُ يصطفي الله للشهادة ناساً طهرّتهمْ جراءة وفداء حين يدعو النداء يأتون شُمْساً يستوي الموت عندهم والبقاءُ أصبح الموت عشقهم فأتوهُ فارتضاهم أَهِلَّةً حين جاءوا وسقاهم كؤوسَهُ مترعاتٍ وسقوهُ من الدما ما يشاء المنايا تحلو فتغدو الأماني وعليها وسامةٌ ورضاءُ حين ماتوا عاشوا صاروا طيوراً سارحاتٍ أمداؤُهُنَّ الفضاءُ نقلتهم عن الحياة جراح لفراديس هم بها أحياءُ إن مجد الشهيد أنّى تولّى سيرة ثرَّةُ الشذا حسناءُ يتبارى في نسجها كل صقع والعدو اللدود والأصدقاءُ والصباح الذي يطل وضيئاً والضحى والأصيل والظلماءُ إنه باذل الحياة احتساباً وكذاك الأحرار لا الأدعياءُ وطريق الدعيِّ قول كذوب وانتفاش ومنَّة وخواءُ وطريق الشهيد قولٌ وفعلٌ وثباتٌ وقوةٌ ومضاءُ ما الذي عندهُ تُدار المنايا كالذي عنده يُدار الغثاءُ حكمةٌ قالها لنا المتنبي إذ تلاقى قريضه والذكاءُ حين يسقي دمُ الشهيد ثراهُ وذويه تخضوضر الأشياءُ وتصير الدماءُ ماءً فراتاً حيث يسري وتورقُ الأَشْلاءُ تنقل الريح والشموس شذاه والأماسي الطوالُ والعلياءُ والملايينُ وهي تهفو اليهِ وقلوبٌ مكلومةٌ وظِماءُ كلهم وامقٌ اليه ورانٍ وإليه رِغابُهم والرجاءُ أُدنُ منا، قالوا، هلمّ إلينا فارساً في يديه يعلو اللواءُ فإذا بالشهيد ينهضُ فيهمْ ودماهُ كتيبةٌ صمّاءُ الجراح التي عليه هتاف والهتاف الذي لديه دعاءُ والدعاءُ الذي لديه براقٌ والبراقُ الذي له إسراءُ ولهُ من فم الزمان ثناءٌ سطَّرته قصيدةٌ عصماءُ ومن الشعر صارمٌ ليسَ ينبو ومن الصارم الأبيِّ حُداءُ يصنعُ الظالمونَ من كلِّ شِلْوٍ لشهيدٍ صرحاً عليه البهاء فيبيدون لابكاء عليهم بل عليهمْ لفائفٌ حمراءُ وهْو يبقى على المدى وهْو يرقى إنهم أحسنوُا له إذ أساءُوا إنه المرءُ نال أسمى مُناهُ وهم الخاسرونَ والأشقياءُ ومن القتل قد تكون حياةٌ ومن الهدمِ قد يكون بناءُ يًا لَنُعْمىَ الشهيدِ تنهلُ غَدْقاً تتوالى كأنها الأنواءُ طعنةٌ فابتسامةٌ فمماتٌ فحياةٌ فموعدٌ فلقاءُ في جنانٍ تهديه طِيْبَ جَنَاهَا ساكنوها الأبرارُ والاتقياءُ لا نراها لكنه قد رآها دانياتٍ إذ زال عنهُ الغطاءُ حينما تُطبقُ الدَّياجي وتقسُو في حِمانا وتعبثُ الأعداءُ يوقِدُ اللهُ مِشعلاً من شهيدٍ فإذا من دمائه الأضواءُ وإذا نحنُ في السماءِ سماءٌ وعدانا فانونَ أو طُلقَاءُ يا دماءَ الشهيدِ طالَ دُجانا