أشياء كثيرة تجعل الحياة سعيدة لا ندفع فيها شيئاً، الحب النقي الطاهر الخالي من الشوائب مجاناً، الأهل والأبناء أعز ما في الوجود هبة من الله، والأصدقاء الأوفياء عطية الإله، والوقت الذي لا يقدر بثمن نملكه مجاناً، سعادتنا الذاتية التي نصنعها بأخلاقنا ومن مجموعة قيمنا وإيجابياتنا، وكذلك فهمنا الواعي للحياة جميعها بلا مقابل. أشياء كثيرة تجعل وجودنا رائعاً، وتضع لأهدافنا قيماً نبيلة تكلل نجاحات رائعة في سماء قد تكون أحياناً غائمة عجباً!!! إلاّ أن مشيئة الله وقدرته تحولها لماء عذب منهمر من مزنٍ في السماء، فيروي العطشى ويخضر به النبات وتزهر الورود، خير وبركة، نعمة كبرى لا تشترى بمال. الأزهار لها جمال وأجمل ما فيها اجتماع النقيضينحتى وإن لم يكن لدينا شيء فلن يكون لدينا ما نخسره؛ لأن الحياة بأكملها مجانية. وأفضل ما فيها أن كلها مجانية. نتنفس أكسجين الحياة، نطرد ثاني أكسيد الكربون، نرى الطبيعة وجمالها، وأكاليل الندى فوقها، وترقص لنا الأغصان على أنغام النسيم العليل سمفونيات عِذابا، ويضحك الربيع بالنور بعبق الريحان والنرجس والجوري والفل والياسمين، ورحيق البنفسج وشذا كل الزهور كل هذا مجاناً!!!!. نستطيع أن نمتلك أكثر جوانب الحياة قيمة وأهمها "الصحة والعافية"، وقبل كل شيء رضاء الله تبارك وتعالى، نمتثل لأوامره ونجتنب نواهيه، ونسير على هدي نبيه وسنته عليه أفضل الصلاة والسلام. بدون أن ندفع شيئاً. بالفعل نحن أغنياء، فلنتمتع بالصبح ما دمنا فيه وما دامت لنا الحياة بعطائها المجاني وسخائها الكبير. حتى الشوك في الأزهار له جمال، وأجمل ما فيه اجتماع النقيضين، فلنسع دائماً للأجمل ونبتسم للنقيض فرُب بسمةٍ تمسحُ غُمّة. لا شيء مستحيل "قيل": سأل الممكن المستحيل أين تقيم؟ قال في أحلام العاجز. فالسقوط ليس عجزاً أو فشلاً، ولكنَّ الفشل الحقيقي أن نبقى مكاننا. بالأمل والعمل لا نبالي إن فقدنا مصعداً يوصل للنجاح، فللنجاح أيضاً سلمٌ نستطيع الوصول إليه درجة درجة، وإن تأخرنا لكن العبرة بالنهاية. في الحياة قد نصطدم بمواقف موجعة لا نتوقعها ونظنها الضربة القاضية إلاّ إنها حكمة من الخالق ونعمة مبطنة. {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}، لنحسن الظن بالله ولتكن نوايانا حسنة، ويجب أن تكون الوسيلة التي نستخدمها بنفس نقاء الغاية التي نسعى إليها. لنكن شفافين صادقين في أمورنا وتعاملنا مع أنفسنا، ومع الآخرين ومع ربنا أولاً وأخيراً، ولن نندم لأننا نسير على الطريق الصحيح. شيء ثقيل يكدر صفو حياتنا من الأقدار المؤلمة، عسى أن ينجلي قريباً وغيمة، بل غمة في الأفق تغطي سماء إخوة لنا أشقاء في سورياوفلسطين الحبيبة، وفي بعض بلاد المسلمين ننتظر طاقة فرج تبدل حالهم، ويدور الزمان دورته الكاملة، ويعود كما بدا ويقوى حال المسلمين كما كان. كل أمة تنقسم على نفسها تخرب، وكل بيت ينقسم على نفسه لا يثبت، وثمة شيء غير طبيعي يحدث في العالم، أحداث غامضة تمزق الشمل العربي والإسلامي، وتدس له السم في العسل. صرخة إخواننا في فلسطين وفي سوريا وغيرهم من المستضعفين المسلمين في العالم تمزق الريح وتشتت العواصف وتمزق العدم. أمتنا العربية سجينة شرنقة من خيوط الصمت الدولي والمحاولات لإنقاذها ضعيفة، أرواح شعوبها المنكوبة تعيش عالم انعدام الوزن، وعلى أسطح بلا عمق، وفي حياة بلا مقاييس. محاولات الشرفاء من القادة العرب والمسلمين، وعلى رأسهم قادتنا الكرام لا ننكرها وبعون الله أبداً لن تضيع. عبثاً أمة مؤمنة تعيش لنفسها، المؤمن قوي بالله وبإيمانه وبإخوانه، كيد أعداء الإسلام عظيم، وكيد الله أعظم، وسيتقيأ الظلمة ومن على شاكلتهم من الجبابرة حقدهم الأسود قريباً ثم سيشربونه. أعجب من الدول التي تطالب بالديمقراطية وتصادر الحريات!! تقضي على الإرهاب بالإرهاب!! تلهو بالجماجم في ملعب تغمره الدماء!! جمهوره الأشلاء لعبته العجيبة سلب الحريات يقلبون الموازين، فيتفاقم الظلم وتكثر الصدامات. ثقتنا في الله وعوضنا عليه،، من كل شيء إذا ضيعته عوضٌ وما من الله إن ضيعتهُ عوضُ وأن يتوكل على الله، ويبذل ما يستطيع من الأسباب المشروعة، فإذا وقع شيءٌ على خلاف ما يحب، فليتذكر هذه القاعدة القرآنية العظيمة: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}. [email protected]