اصبحت دراسة التراث العربي مدخلاً طبيعياً لدراسة نفسية الأمة العربية تمهيداً لإحكام السيطرة عليها من قبل الغرب. لذلك قام المستشرقون بدراسة التراث الشعبي باعتباره مخزوناً هائلاً يزود الفكر الغربي بمعطيات واقعية تحلل الشخصية العربية وفهم جذورها وحضارتها الضاربة اطنابها في أعماق التاريخ لذلك كان لهم ما أرادوا عندما قاموا بدراسة أمثالنا الشعبية وشعرنا النبطي والشعبي والذي أعطاهم تصوراً عريضاً عن شخصيتنا العربية لكن البعض منهم كان عنده نوع من الاعتزاز بقوميته وهو ما جعل نظرتهم إلى التراث العربي مشوبة بشكل أو بآخر بنوع من الاستعلاء أو محاولة إخفاء الحقائق، ومع ذلك ما زلنا نصدر للغرب الشيء الكثير من مزارعنا الفكرية التي انتجت علومنا الخصبة والتي تكونت من خلال تكون الاجيال العربية جيلاً بعد آخر ويزاد على ذلك نظرة البعض منا على ان التشبث بهذا التراث هو نوع من التخلف والرجعية عكس نظرة الغرب المتحضر الذي رأى أن اكتشاف ثروتنا الفكرية وسبر غورها هو نوع من التقدم في فهم شخصية شعوب لها من الحاضرة الشيء الكثير ولم يكن هذا الغرب بخيلاً أمام السخاء العربي ولا رحيماً أمام العطف العربي فقد اهدى لهم غزوه الفكري ليمحو ما تبقى من هويه كانت يوماً ما هي نبع الحضارات والنبع الذي تستقي منه الأمم كل ما جدّ واستجد من علوم ومعارف.