أصر الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان على ان يستعد فريق تقصي الحقائق في الهجوم الإسرائيلي على مخيم جنين للاجئين الذي يتجمع اعضاؤه في جنيف للتوجه الى الشرق الاوسط رغم اعتراضات إسرائيلية. وقالت إسرائيل انه يتعين تأجيل مهمة الفريق وتوسيعها لتضم خبراء عسكريين وخبراء في مكافحة «الارهاب» بعدما وافقت يوم الجمعة على ان الفريق يمكنه الذهاب الى مخيم جنين بالضفة الغربية. وقد وفد من الخبراء القانونيين الإسرائيليين الى الاممالمتحدة أمس الخميس لمناقشة مهمة الفريق والتأكد من ان التفويض الممنوح له سيقتصر على جنين. وقال عنان انه سيبحث ضم خبراء رغم انه لن يستبعد اي عضو من الفريق الحالي. غير انه قال انه يتعين ان يكون الفريق في الشرق الاوسط بحلول يوم غد السبت. وقال فريد ايكهارد المتحدث باسم الاممالمتحدة ان عنان «يشعر ان تحديداسماء الفريق من اختصاصه». واضاف قائلا «الإسرائيليون اوضحوا له مقدما انهم سيتعاونون مع أي فريق يحدده.. وهؤلاء هم فريقه.. وهذه هي نهاية المناقشات». واجتمع مجلس الأمن الدولي في ساعة متأخرة من مساء امس الأول الاربعاء لمناقشة مشروع قرار اقترحته المجموعة العربية يطلب تعاون إسرائيل الفوري مع بعثة الاممالمتحدة ويطالب بنهاية للحصار العسكري الإسرائيلي لمقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مدينة رام اللهبالضفة الغربية. لكن المناقشات بشأن مشروع القرار تأجلت بعد ان يقدم عنان تقريرا بنتيجةمحادثاته مع المجموعة الإسرائيلية. ومن ناحية اخرى طلب مجلس الأمن من رئيسه للشهر الحالي السفير الروسي سيرجي لافروف ان يطلب تأكيدات جديدة من السفير الإسرائيلي يهودا لانكري بأن عرفات لن يلحق به أي أذى. وكان مخيم جنين مسرحا لمذبحة إسرائيلية شنيعة اسفرت عن استشهاد المئات من الفلسطينيين بينهم نساء واطفال ومسنون في اطار الهجوم العسكري الواسع الذي بدأته إسرائيل في الضفة الغربية في التاسع والعشرين من مارس اذار . واختار عنان الرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري لقيادة بعثة تقصي الحقائق. وهو موجود الآن في جنيف حيث يتجمع الفريق الدولي الذي يضم ايضا كورنيليو سوماروجا الرئيس السابق للجنة الدولية للصليب الاحمر وساداكو اوجاتا مفوضة الاممالمتحدة السابقة لشؤون اللاجئين. وعيّن الجنرال الامريكي المتقاعد وليام ناش مستشارا عسكريا للفريق الدولي والايرلندي بيتر فيتزجيرالد مستشارا من الشرطة. وتريد إسرائيل ان يصبح ناش عضوا كاملا في الفريق. وابلغ اهتيساري إسرائيل انه يعتبر ناش وفيتزجيرالدعضوين كاملين بالفريق. وانضم خبيران آخران الى الفريق هما تيجي ليمان وهو محام دولي هولنديو خبير في مجال حقوق الانسان والفنلندية هيلين رينتا المتخصصة في الطب الشرعي. ولم يرض هذا إسرائيل رغم ان ايكهارد قال انه يتوقع انضمام خبير عسكري ثان للفريق. وقال دبلوماسيون ان هناك بعض الخلط بشأن اهداف الفريق حيث تعتقد إسرائيل ان مهمته يجب ان تكون أوسع نطاقا بكثير مما يريد عنان ومجلس الأمن الدولي. ورد مجلس الأمن بسرعة على اعتراضات إسرائيل قائلاً انه يتعين عليها تنفيذ وعودها. وقال سيرجي لافروف سفير روسيا لدى الاممالمتحدة والرئيس الحالي لمجلس الأمن ان اعضاء المجلس يتوقعون «تنفيذا سريعا» لقرارهم الصادر يوم الجمعة والذي اقر انشاء بعثة تقصي الحقائق. وقال مسؤولون امريكيون انهم اندهشوا من التغير الكامل في موقف إسرائيل. وقال مسؤول بوزارة الخارجية ان واشنطن وافقت على القرار الصادر يوم الجمعة بشأن المهمة «وتريد تطبيقه كما هو». وقال دبلوماسي ان إسرائيل تريد استبعاد سوماروجا من فريق تقصي الحقائق لكن لانكري قال ان إسرائيل لا تعترض على «افراد بعينهم».
