حدد وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز ثلاثة شروط للتعاون مع اللجنة التي شكلتها الاممالمتحدة لتقصي الحقائق في جنين، فيما كان متوقعاً ان يقدم وفد اسرائيلي للأمم المتحدة امس مطالب الدولة العبرية في شأن تركيبة اللجنة ومهمتها. وعقد مساء اجتماع لمجلس الأمن، هو الثاني خلال 24 ساعة بدعوة من سورية من أجل البحث في مشروع قرار يدعو اسرائيل الى الرفع الفوري للحصار عن الرئيس ياسر عرفات وكنيسة المهند، كما يدعو الدولة العبرية والسلطة الفلسطينية الى التعاون التام مع اللجنة. القدسالمحتلة، نيويورك، اوتاوا، سيو فولز الولاياتالمتحدة - أ ف ب، رويترز - وضع وزير الخارجية الاسرائيلي ثلاثة شروط للتعاون مع مهمة لجنة تقصي الحقائق في مخيم جنين، وقال: "نرغب في الحصول على تأكيد بألا تستخدم شهادات الاسرائيليين ضدهم وان تتضمن اللجنة خبيراً في الارهاب، والا تستخلص أي نتيجة". وزاد ان اسرائيل "لا يمكن ملاحقتها في أي حال أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي". وأوضح ان اللجنة ستصل "أواخر الاسبوع وستحظى بالتعاون الكامل منا. على اسرائيل ان تتصدى لحملة التشهير التي استهدفتها: بدأوا الفلسطينيون التحدث عن ثلاثة آلاف قتيل فلسطيني في مخيم اللاجئين ثم نزلوا الى 500 والآن يبدو ان هناك 50 قتيلاً، 47 منهم كانوا مسلحين، و3 مدنيين". واعتبر بيريز ان ما أعلن الثلثاء عن تعليق الحكومة الاسرائيلية موافقتها على مجيء اللجنة "تم بطريقة متسرعة على أساس معلومة خاطئة تتعلق بمهمة اللجنة، نقلت الى مكتب رئيس الوزراء" ارييل شارون. وكانت اسرائيل تراجعت عن قرارها الذي اتخذته الجمعة بالتعاون مع اللجنة، معربة عن اعتراضها على تشكيلتها، وطلبت ان يشمل التحقيق ايضاً الاعمال التي قام بها الفلسطينيون. واخذت الاممالمتحدة اعتراضات اسرائيل في الاعتبار وارجأت لمدة يوم مغادرة اللجنة، في حين كان متوقعاً امس ان يقدم وفد اسرائيلي في نيويورك مطالب الدولة العبرية في شأن تركيبة اللجنة ومهمتها، والتأكد من ان التفويض الممنوح لها سيقتصر على جنين. ويفترض ان تبت بين الروايتين الاسرائيلية والفلسطينية في شأن ما جرى خلال تسعة ايام في مخيم جنين. ويشير الفلسطينيون الى سقوط مئات من القتلى في مجازر ارتكبت بحق المدنيين في المخيم، فيما تنفى اسرائيل وتشير الى ان القتلى هم من المقاتلين. في غضون ذلك، أصر الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان على ان تستعد لجنة تقصي الحقائق لبدء مهمتها، وقال انان انه سيبحث ضم خبراء الى اللجنة على رغم انه لن يستبعد أي عضو من تشكيلتها الحالية، مضيفاً ان على اعضائها ان يكونوا في الشرق الأوسط بحلول غد. وقال الناطق باسم الاممالمتحدة، فرد ايكهارت ان انان "يشعر ان تحديد اسماء الفريق من اختصاصه... الاسرائيليون أوضحوا له انهم سيتعاونون مع أي فريق يحدده، وهؤلاء هم فريقه، وهذه هي نهاية المناقشات". واختار انان الرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري لقيادة لجنة تقصي الحقائق، وهو موجود الآن في جنيف حيث يتجمع اعضاء اللجنة التي تضم ايضاً كورنيليو سوماروغا الرئيس السابق للجنة الدولية للصليب الاحمر وساداكو اوغاتا مفوضة الاممالمتحدة السابقة لشؤون اللاجئين. وعين الجنرال الاميركي المتقاعد وليام ناش مستشاراً عسكرياً للجنة، والايرلندي بيتر فيتزجيرالد مستشاراً من الشرطة. وتريد اسرائيل ان يصبح ناش عضواً كاملاً، لكن اهتيساري ابلغها انه يعتبر ناش وفيتزجيرالد عضوين كاملين. وانضم خبيران آخران: تيجي ليمان، محام دولي هولندي وخبير في مجال حقوق الانسان، والفنلندية هيلين رينتا المتخصصة في الطب الشرعي. ولم يرض هذا اسرائيل على رغم ان ايكهارت توقع انضمام خبير عسكري ثانٍ الى اعضاء اللجنة. مجلس الأمن الى ذلك، كان مقرراً ان يعقد مجلس الأمن مساء أمس اجتماعاً هو الثاني خلال 24 ساعة، بدعوة من سورية، بعد اجتماعه في ساعة متقدمة ليل أول من امس، لمناقشة مشروع اقترحته المجموعة العربية يطالب بالرفع الفوري للحصار الذي يفرضه الجيش الاسرائيلي على الرئيس ياسر عرفات في رام الله وعلى كنيسة المهد في بيت لحم. ولكن لم يجر تصويت، كما يطالب مشروع القرار "اسرائيل القوة المحتلة" والسلطة الفلسطينية ب"التعاون التام" مع لجنة الاممالمتحدة. وذكر أحد السفراء قبل جلسة مجلس الأمن: "ان اسرائيل لا تطبق القرارات التي نتخذها. وربما حان الوقت لنتوجه بأنفسنا الى مخيم جنين للاطلاع على الوضع. وهذه فكرة مطروحة تشق طريقها". وحض المجلس رئيسه السفير الروسي سيرغي لافروف على طلب تأكيدات جديدة من السفير الاسرائيلي يهودا لانكري بالامتناع عن إلحاق أي أذى بعرفات. وقال ديبلوماسيون ان هناك بعض الخلط في شأن أهداف لجنة تقصي الحقائق، اذ تعتقد اسرائيل ان مهمتها يجب ان تكون أوسع بكثير مما يريد انان ومجلس الأمن. ورد المجلس بسرعة مطالباً اسرائيل بتنفيذ وعودها. وقال لافروف ان اعضاء المجلس يتوقعون "تنفيذاً سريعاً" لقرارهم الصادر الجمعة والذي أقر انشاء اللجنة. "دهشة" اميركية واعرب مسؤولون اميركيون عن دهشتهم من التغير الكامل في موقف اسرائيل، وقال مسؤول في وزارة الخارجية ان واشنطن وافقت على قرار الجمعة في شأن المهمة "وتريد تطبيقه كما هو". وكان مسؤول اميركي كبير قال أول من امس: "نريد ان نعرف حقيقة ما حصل في جنين، والموقف الاميركي واضح: يجب التوصل الى شفافية كاملة والتحقق من الوقائع. اما بالنسبة الى تركيبة اللجنة المكلفة تقصي الحقائق وآليات عملها، فأمر نتركه للاسرائيليين وللأمين العام". واعتبر موافقة انان على مناقشة هذه المهمة مع الاسرائيليين "بداية جيدة". من جهة اخرى، أعلنت القنصلية العامة لفرنسا في القدس ان باريس ارسلت أول من امس عشرة عناصر من الأمن المدني والصليب الاحمر لمساعدة سكان مخيم جنين. كما حضت الحكومة الكندية اسرائيل على السماح للجنة بدخول جنين، لكنها تعرضت لانتقادات من اطراف اعتبرت انها لا تمارس ضغوطاً كافية على رئيس الوزراء ارييل شارون.