يعتبر تقويم أداء الموظفين في الوحدة التي يشرف عليها المشرف من أهم واجباته، لما يترتب على هذا العنصر من تبعات ايجابية أو سلبية على الموظف والوظيفة على حد سواء، لا سيما أن تقارير الأداء الوظيفي في المملكة هي الوسيلة النظامية التي عن طريقها يتأكد من استمرار وجود الجدارة لدى الموظف التي تمكنه من أداء مهام وظيفته. ويمثل تقويم الأداء الوظيفي رصد وتحليل وتقويم مستويات الموظفين من حيث الانجاز ونوعية الأداء والعلاقات الوظيفية والخصائص الشخصية، والتي يتم قياسها من خلال التعامل اليومي بين الرؤساء والمرؤوسين أثناء الاشراف عليهم والتفاعل معهم خلال توجيههم ومراقبتهم لأداء العمل. وفي ضوء تلك الأهمية، لا بد أن ينظر الى تقويم الأداء على أنه ضرورة تحتمها مصلحة العمل والموظف معا فهو بالنسبة للادارة وسيلة تعينها للتعرّف على مواطن القوة والضعف لدى الموظف وبالتالي محاولة تحسين أدائه وتطويره بالوسائل الملائمة الى المستوى المطلوب، كما أنه أداة تعين الادارة في التعرّف على قدرات الموظفين ومهاراتهم واستعداداتهم مما يهيىء لها حسن الاختيار لشغل مختلف الوظائف ومنح المكافآت المادية والمعنوية. أما بالنسبة للموظف فهو نافذة يطل منها على انطباعات وتصورات المسؤولين بالادارة عن سلوكه وأدائه مما يساعد على التعديل فيهما بما يتناسب والمستوى المطلوب لدى الادارة وفق معايير منطقية وموضوعية. ولأهمية تقويم الأداء فإنه من الضروري أن يتم إعداده على أسس سليمة من مصداقية المعلومات وشموليتها وتقييم أداء الموظف آخذا في الاعتبار الظروف المحيطة به في بيئة العمل وبذلك يتمكن المشرف من التعرّف على جوانب القوة لدى الموظف فيستثمرها وجوانب القصور فيعالجها. كما ان فائدة تقويم الأداء محدودة إذا لم يضع المشرف آلية للتغذية المرتدة يطلع الموظف على أدائه تتصف بالمصارحة والثناء على جهود الموظف والعمل معا في وضع خطة للرفع من مهارات وقدرات الموظف ليتحسن أداؤه بشكل مستمر. ولإعداد تقرير الأداء بموضوعية فإنه من الضروري الانتباه الى بعض النقاط منها: تجنب الاعتماد عند اعداده على الانطباعات الشخصية والذاكرة، بل إنه من الضروري وجود سجل متابعة للموظفين خلال العام بين انجازاتهم والملاحظات على أدائهم. النظر الى تقرير الأداء الوظيفي على أنه أداة اصلاح وتقييم ووسيلة من وسائل الادارة العليا للتخطيط واختيار الكفاءات المناسبة، ليس هذا فحسب، بل انه إحدى الوسائل الوحيدة الموثوق بها التي يمكن عن طريقها محاسبة المقصر ومكافأة المجد. ويجب ألا ينظر إليه على أنه أداة لتجميع النقاط لغرض الترقية. العمل على إعداد التقارير عن جميع الموظفين في وقت واحد، ثم العمل على مراجعتها أكثر من مرة والعمل على المقارنات بموضوعية فيما بينها. العمل على علانية التقارير، وأهمية دفاعك عن وجهة نظرك التي عكسها التقرير عندما يعترض أحد على نتيجة تقدير أدائه. ولأهمية تقارير الأداء في مساعدة المسؤولين في اتخاذ قرارات تهم الموظف كالترقية، والنقل، والتكليف وغير ذلك من القرارات المهمة، فإن على المشرف أمانة كبيرة لتحري الموضوعية في تقييم أداء الموظف ليقال أحسنت لمن أحسن وأسأت لمن أساء، مما يعكس صورة ايجابية عن المشرف ويحقق مبدأ العمل والأمانة في التعامل الذي حثنا عليه ديننا الحنيف.