الموج أزرق.. دواخلي زرقاء.. كل الكوابس التي بدأت تحاصرني كانت زرقاء عندما أعلنت راية الحزن عنوانا لي.. رأيت الكل يهربون.. يخافون حتى أن يطرقوا جرس الباب.. إنه المجنون.. هكذا كانوا يشير الصغار لي بأصابعهم الصغيرة.. كانت أصابعهم أشبه ببارود يصوّبونه نحوي. أو رصاصة حادة قاتلة.. مرة سرت تلك الكلمة بين أهل الحي نطقتها امرأة عجوز عاصرت الوحدة مثلما استنشق موجاتها الآن قالت «بعد أن فقد كل شيء لم يعد يعنيه إن فقد أي شيء» فكرت كثيرا عندما نقلت أمي هذه العبارة واكتشفت أنها ضربت على أوتار هربي ونفسي وما زلت أشتاق إليك.. أحمد أي عطر تفضل هذا الصباح زمن طويل طواك بين رمال عميقة وأغرقني في دوامة انتظار صوتك الصامت وبوحك الموؤود بين دفتي رحيلك كل ما أتذكره هو خصلات شعرك وهي تنطفئ وتدلل وجهك المضيء النائم «علمني أريدك أن تعلمني أسرارك» وعلمتك كل أسراري أسرار الحب والصفح وطفلنا الأول لم يكتب له النصر لقد ألحق بهزيمة موتك وتبعك راضخا للموت كأني أراك المقعد الملوث بدماء الحادث، صوتك المتعب، صمتي، وعيناي تلحقان مواكب الرحيل أرجوك تذكر أنك أول من علمني كيف أكون امرأة دون رتوش أو أقنعة.. المقعد ما زال ممتلئا بك ماذا ستسمي طفلنا القادم وتبتسم تقصدين طفلتنا.. طفلتنا؟؟ أريدها أن تشبهك تحمل منك مدن الحنان وقناديل الرحمة تتقن الكحل الممتد بين عينيك و.. لا، أريده طفلا يأخذ منك كلك يا أحمد كلك ويمضي الصمت يستقبلنا.. وبين صفوف المعزين.. استقبل العزاء فيك.. ما زلت أدرك دعوتك تلك «يارب اجعل يومي قبل يومه».. كم كنت أشعر بغصة وأنت تمضين بعيدا.. ودعواتك تلتصق بك وأنا.. انه المجنون.. هههههه انظروا إليه؟... أنا ما زلت عند أصابعهم أشعر برصاص كلماتهم يمزقني وانتظر لا أحد .....