أكد عدد من مديري فروع الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد أهمية ندوة «الوقف في الشريعة الاسلامية، ومجالاته» التي افتتحها سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز مساء أمس، وأجمعوا في تصريحات لهم بهذه المناسبة على مقاصد الوقف الشرعية النبيلة، ودورها الحضاري، والرائد في خدمة المجتمعات. مجلس أعلى للأوقاف في البداية عدد الدكتور علي بن محمد العجلان المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة القصيم نعم الله على هذه الأمة، واهتمامات الدولة بالوقف، وضرورة تفعيل العمل الاعلامي، والندوات، والمؤتمرات، فقال: الله سبحانه وتعالى أنعم على هذه الأمة بنعم كثيرة ومتعددة ومن أجلها نعمة الاسلام الذي هو دين الحضارة، ورعاية الحقوق، وحفظ الأموال، حيث حث على تحقيق التعاون بين الأفراد والجماعات، وبما يؤدي الى اندماج النشاط الفردي بالجماعي، وبشكل يحقق أيضا التكامل والتكاتف والتراحم، والوقف الاسلامي هو أحد المجالات العظيمة التي حث عليها الاسلام، وأوجد لها شروطا وضوابط تضمن للموقف، والمستفيد تحقيق المصلحة العامة، والخاصة لأنه من الصدقات الجارية، والاحسان المستمر، ومن هذاالمنطلق عنت حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة بوزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد بهذا الأمر، حيث أولت ذلك جل العناية والاهتمام، وقامت بانشاء مجلس أعلى للأوقاف وفروع له في مناطق المملكة كافة، حرصا منها على رعاية الأوقاف، وتنمية واستثمار مواردها، وصيانتها، وحفظها من الاهمال والتعدي، كما وضعت مكافآت مغرية ومجزية لمن أبلغ عن أي وقف.ومضى الدكتور العجلان قائلا: كذلك اهتمت الوزارة بوضع الخطط والبرامج التي تهدف الى استثمار الأوقاف، بما يحقق شرط الوقف، ويضمن الاستفادة من الوقف، وعدم اهماله وتعطيله، وأيضا سعت الوزارة في اطار التوعية الاسلامية، الى عقد الندوات واللقاءات، ونشر التراث الخاص بالأوقاف من كتب وأبحاث وحصر المكتبات الوقفية، وما رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض حفظه الله للندوة التي تنظمها الوزارة حاليا، والتي تهتم بالوقف في الشريعة ومجالاته، إلا نموذجا واقعيا من اهتمام ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة بالوقف، والآثارالعظيمة المترتبة على تنميته، وحفظه،واستثماره. البعد الإسلامي والإعلامي تحدث بعد ذلك الأستاذ عبدالرحمن بن علي المويلحي المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة المدينةالمنورة قائلا: ان ما تميزت به الشريعة الاسلامية، هو وجود نظام تكافلي شمولي بين أفرادالمجتمع المسلم، يتمثل هذا في وجوه كثيرة، والوقف جزء من هذا النظام الشمولي، الذي هو تحبيس الأصل، وتسبيل المنفعة، إذ قال صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه:«إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها»، وقال صلى الله عليه وسلم «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»، فقد تسابق المسلمون عبر حقب التاريخ الى تأصيل هذا النهج، ابتغاء الأجر والمثوبة من الله عزوجل فكان لتشريع الوقف الأثر البالغ، وعبر التجربة التاريخية للأمة الاسلامية، وعبر عصورها المختلفة في تمويل التنمية الاقتصادية، والاجتماعية، والعلمية، والصحية، والتعليمية في المجتمع المسلم. وأضاف المويلحي ان هذه الندوة أيضا تبرز لمكانة الوقف في التشريع الاسلامي، وفضل الاسهام فيه في أوجهه المختلفة،وبالتذكر لما للوقف من آثار خيرة على المجتمع، ومما يعطي لهذه الندوة أهميتها، وبعدها الانساني والاعلامي، تشريف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ورعايته لها. الوقف من روافد الأمة أما الشيخ عبدالعزيز بن أحمد المشيقح المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة نجران، اعتبر الوقف من أهم المميزات التي هي من أهم الروافد لهذه الأمة، وهذه الميزة تدعم اقتصاد الأمة الاسلامية، وقال: إن رعاية الدولة حرسها الله حيث قامت برعاية الأوقاف، وأظهرتها بالمظهر اللائق بها كما نشاهد في وقف البوصة والنشير بالمدينةالمنورة، حيث منافع هذا الوقف متعددة ولا تنحصر في شيء معين، بل منها ما هو ذا نفع متعدد يصل ريعه لأكثر عدد ممكن من أفراد الأمة، ومنها ما هو في نفع لازم مثل الأضاحي أو الحج، أو يكون الوقف على الورثة ولا يتصرفون في أصل العين الموقوفة، وإن من الضروري في الوقت الحاضر الذي يعيش العالم طفرة في المعلومات والاتصالات، أن تبرز الأعمال الاسلامية ذات الخدمات العائدة بالنفع على الأمة، ويزيد من أهمية الوقف الاسلامي اظهاره اعلاميا عن طريق الندوات والمؤتمرات التي يدعى لها علماء الاسلام، وأصحاب رؤوس الأموال، ليحث العلماء أصحاب الأموال على البذل لهذه المشروعات.وتأتي رعاية سمو الأمير سلمان لهذه الندوة لتعكس اهتمام قيادتنا الرشيدة بالوقف، وما يتعلق به سائلا الله تعالى أن يوفق قيادتنا الحكيمة لكل ما فيه نفع للاسلام والمسلمين. ضرورة التفقه في أمور الوقف ومن جهته، اعتبر الشيخ علي بن سالم العبدلي المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة الجوف هذه الندوة وما سوف يتبعها من ندوات وقفية بمشيئة الله وسيلة اعلامية مهمة للتعريف بالوقف، وتعريف المسلمين بأهميته في المجتمع المسلم، حيث العناية بالأوقاف وتطويرها، يسهم في تلبية متطلبات المجتمع وحاجاته، على هدى من الكتاب والسنة، ويعمل على تشجيع فاعلي الخير على الاقبال والاسهام في أعمال الخير في شتى المجالات، وما هذه الندوة إلا تفعيلا لأثر الوقف، والتوعية بأهميته. وأبان العبدلي ان الوقف يسهم اسهاما جليا في الوقت الحاضر، كما أسهم في عهد السلف الصالح، وعلى مر التاريخ، في نشر الدعوة الى الله تعالى من خلال التكفل بالدعوة والدعاة، الى جانب الاسهام في دعم الاقتصاد الوطني، ودفع عجلة التنمية الى الأمام، وذلك من خلال بناء المساجد، وتحسين أوضاعها، وأيضا اقامة المدارس الأهلية الاسلامية ومجالاته»، قد تكون أكثر فاعلية، وأجدى الى ارشاد المسلمين الى مجالات العطاء الخيري، التي تتفجر معه كوامن الخير، وملكات العطاء لدى المحسنين وفاعلي الخير. الصدقة الجارية ومن ناحيته، أشار الشيخ عبدالله بن صالح الحماد المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة حائل، حيث أشار الى ان للوقف أهمية كبيرة، وفضلا عظيما، فهو الصدقة الجارية التي لا تنقطع حتى بعد موت الواقف، وقد حث الاسلام على اقامة الأوقاف، والاهتمام بها، قال الله تعالى:{مّن ذّا پَّذٌي يٍقًرٌضٍ پلَّهّ قّرًضْا حّسّنْا فّيٍضّاعٌفّهٍ لّهٍ وّلّهٍ أّجًرِ كّرٌيمِ}، وقال صلى الله عليه وسلم :«إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»، كما ان الوقف ينتفع به الواقف بعد موته، والحي والموقوف عليه الوقف، وهو وجه من وجوه التكافل الاجتماعي في الاسلام.وعد الحماد اقامة هذه الندوة تحت رعاية الأمير سلمان بن عبدالعزيز امتدادا لما تلقاه من مناشط الوزارة عامة، وما يتعلق بالأوقاف بصفة خاصة، من لدن ولاة الأمر في هذه البلاد حفظهم الله مشيرا الى ان اقامة مثل هذه الندوات، ومساهمة الباحثين بما يقدمونه من بحوث علمية،واستخلاص ما يعود بالنفع منها في توصيات تتم دراستها، ومن ثم تطبيقها تعيد للوقف مكانته، ويؤدي دوره الذي كان عليه في القرون المفضلة من تاريخ هذه الأمة المباركة، وهذا ليس بمستغرب وجود وزارة من أولى اهتماماتها تشجيع الأوقاف، وحث الموسرين على وقف ما يستطيعونه وفق توجيه الشارع الحكيم، والقيام بمتابعة هذه الأوقاف، ورعايتها، والحفاظ عليها، وصرفها في وجوه البر التي أوصى بهاالواقف. المجتمع المعاصر والوقف أما الشيخ مداوي بن علي آل جابر مدير عام فرع الوزارة بمنطقة عسير، فقد أوضح في تصريح مماثل انه إذا كانت الأجيال السابقة في عصرها الشحيح تهتم بالوقف، والسبائل الخيرية، لما يترتب عليها من عظيم الأجر والمثوبة، ولما رغب فيها ربنا تبارك وتعالى في كتابه، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيما أرسله الله به من الشريعة الغراء، فإن المجتمع المعاصر الآن يعيش في رغد من العيش، فهو أقدر على السبائل والأوقاف الخيرية في جميع المجالات لخدمة الاسلام والمسلمين من أولئك الأوائل الذين كانوا يوقفون، ويسبلون الغالي من أموالهم، وهم في مسيس الحاجة، عملا بقول الله تعالى:{لّن تّنّالٍوا پًبٌرَّ حّتَّى" تٍنفٌقٍوا مٌمَّا تٍحٌبٍَونّ}. ومضى فضيلته يقول: وبهذه المناسبة، فإنني أذكر المجتمع السعودي الكريم الذي أمده الله بالثراء والمال في هذا العصر، ان يتسابق الى ايجاد الأوقاف، والسبائل والمتاجرة والمرابحة بها مع الله عزوجل،سواء كانت للفقراء والضعفاء، أو لأي عمل من أعمال البر والخير بما فيه خدمة الاسلام والمسلمين المتنوعة، كاعمار بيوت الله عزوجل وطباعة كتب العلم، وبناء المدارس الخيرية، والمستشفيات والمستوصفات، ودور الأيتام والضعفة، وحفر الآبار كسبيل للشرب في الأماكن المحتاجة، الى غير ذلك، فإن هذه مما تبقى للانسان.وأكد فضيلته في ختام تصريحه ثم إن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لهذه الندوة، وأمثالها، لاسيما وسموه من أكبر السباقين الى أعمال الخير من سبائل وأوقاف وغيرها، دعوة لفعل الخير وحث المجتمع عليه، وقال: ولاشك ان هذه رعاية كريمة من رجل هو قدوة عظيمة لكل طبقات المجتمع في هذا المجال وغيره من أعمال الخير. الوقف علم وعمل أما سعادة الأستاذ سيف بن ابراهيم السيف المدير العام لفرع الوزارة بالمنطقة الشرقية فقد أكد أهمية تعريف عموم المسلمين بالوقف، وسبله، ومكانته، والثواب العظيم من ورائه، وقال: إن المنتديات والندوات العلمية التي تعقد في مثل هذا الخصوص مهمة جدا شريطة ان تتلقى الادارات المسؤولة توصياتها، لتعمل على تنفيذها وتطبيقها التطبيق الأمثل. وأبرز في هذا الصدد أهمية دور الاعلام الفضائي وأهميته في حمل هذه التوصيات واقامة الندوات والمحاورات والنقاشات ضمن أطر برامجها التلفازية أو الصحفية، فتعميم الوعي وعي في حد ذاته. وأشاد سعادته في ختام تصريحه بالجهود العلمية والعملية والادارية نحو اقامة مثل هذه الندوات، وقال: إن كلها جهود وعى أصحابها الدور المناط بهم تجاه الوقف في مجتمعنا الاسلامي الراشد، في اطار من توجيهات أولي الأمر حفظهم الله نحو الوقف وأهميته ورعايته.