يفتتح صاحب السمو الملكي الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود امير منطقة مكةالمكرمة، صباح اليوم ندوة (مكانة الوقف وأثره في الدعوة والتنمية)، التي تنظمها وزارة الشئون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد في قاعة الاحتفالات بفندق الشهداء في رحاب مكةالمكرمة. واوضح معالي وزير الشئون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد رئيس مجلس الاوقاف الاعلى الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، ان هذه الندوة تأتي ضمن مشروع ندوات علمية تنظمها الوزارة ممثلة في وكالتها لشئون الاوقاف، بهدف توعية المجتمع بأهمية الاوقاف الخيرية ومكانتها في الشريعة الاسلامية، وفضل الإسهام في اوجه الوقف المختلفة وإبراز مكانتها في خدمة المجتمع، والعمل على ايجاد صيغ جديدة للوقف تتناسب ومتطلبات العصر الحديث. وقال معاليه: يعد هذا المشروع الذي يسهم علميا وعمليا في الحث على إحياء سنة الوقف الحميدة إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الامين، وسمو النائب الثاني حفظهم الله بالعناية بالاوقاف، وتطويرها بما يحقق مقاصدها الشرعية ويسهم في تلبية متطلبات المجتمع وحاجاته، على هدي من الكتاب والسنة واقتداءً بما كان عليه السلف الصالح. وأعرب معالي الوزير عن شكره وامتنانه للرعاية الكريمة التي أولاها صاحب السمو الملكي الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود امير منطقة مكةالمكرمة لهذه الندوة، منوهاً معاليه بالرعاية المتواصلة من لدن سموه لكافة المناشط واعمال الوزارة عامة، وما يتعلق بالأوقاف بصفة خاصة. كما اشار معالي الشيخ صالح آل الشيخ الى ان اهتمام ولاة الامر بعقد مثل هذه الندوات يعكس حرصهم واهتمامهم بالأوقاف، لتسهم في البناء الحضاري للمجتمع الاسلامي، وحتى تعود الأمة الى ما كانت عليه في عصور الإسلام الاولى، كما انه يؤكد مدى إدراكهم لأهمية الوقف الخيري في تحقيق خيري الدنيا والآخرة للفرد والمجتمع (وتعاونوا على البر والتقوى). وقال معاليه: إن الوقف يعتبر واحداً من وجوه الإنفاق والبر التي امر المولى جل وعلا بها فقال تعالى: (وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه)، وهو ما جاءت الإشارة اليه في قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، إذ ان في الوقف امتدادا لأعمال المسلم بعد موته وذكر له بالخير طالما بقي الوقف. كما أثنى معالي الوزير على الإقبال المتميز والحماس الكبير الذي تحظى به ندوات الأوقاف من قبل الباحثين وأهل العلم والمسئولين المختصين بالعمل الدعوي والاجتماعي، الذين يشاركون ببحوثهم وأفكارهم من اجل ابراز مكانة الوقف والتعريف به وبأدواره في خدمة المجتمع، مشيراً معاليه الى أن عدد البحوث التي قدمت للمشاركة في هذه الندوة وصل الى (17) بحثاً شارك بها عدد كبير من العلماء والمفكرين واساتذة الجامعات. وفي ختام تصريحه توجه معالي الشيخ صالح آل الشيخ بالدعاء الى الله تعالى ان يجزي ولاة الأمر في بلدنا خير الجزاء على مابذلوه وما يبذلونه من جهود عظيمة في خدمة الاسلام والمسلمين في كل مكان، وان يوفق القائمين على هذه الندوة المباركة لكل ما يحبه ويرضاه انه سميع مجيب. ومن المقرر بمشيئة الله تعالى ان يبدأ برنامج حفل افتتاح الندوة بتلاوة مباركة من القرآن الكريم، ثم يلقي فضيلة وكيل الوزارة لشئون الاوقاف المشرف العام على الندوات الوقفية الدكتور عبدالرحمن بن سليمان المطرودي كلمة بهذه المناسبة، تليها كلمة الباحثين ثم يلقي معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ كلمة وبعدها يتفضل راعي الحفل صاحب السمو الملكي الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود بالقاء كلمة يختتم بها الجلسة الافتتاحية، ثم تبدأ بعد ذلك جلسات الندوة التسع التي تستمر على مدى ثلاثة ايام متتالية. جدير بالذكر ان وزارة الشئون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد كانت قد استهلت مشروع ندوات الاوقاف لهذا العام 1420ه بندوة (المكتبات الوقفية في المملكة) التي عقدت في رحاب المدينةالمنورة، وحققت بحمد الله تعالى الهدف من إقامتها وأثمرت نتائجها عن العديد من التوصيات التي ستعود بمشيئة الله تعالى بالفائدة على تطوير المكتبات الوقفية وإحياء الحياة الثقافية. وإضافة الى هذه الندوة التي تعقد في رحاب مكةالمكرمة بعنوان (مكانة الوقف وأثره في الدعوة والتنمية) فإنه من المقرر بمشيئة الله تعالى عقد الندوة المقبلة بالرياض في شهر محرم القادم 1421ه وعنوانها: (الوقف في الشريعة الاسلامية، ومجالاته) وقد بدأت اللجان الفرعية المسئوولة عن تنظيمها عملها في التحضير لإنجاح فعالياتها.