قال حامد قرضاي رئيس الحكومة الأفغانية المؤقتة أمس الأربعاء أن الهجوم الذي تشنه القوات بقيادة الولاياتالمتحدة ضد مقاتلي طالبان والقاعدة المتبقين في شرق أفغانستان يحقق نجاحا في الوقت الذي استأنفت فيه الطائرات الامريكية أمس قصفها للمنطقة واعترف مسؤول امريكي بشراسة مقاومة الجانب الآخر. وأجاب قرضاي على سؤال للصحفيين في اليوم السادس من الهجوم الجوي والبري عن كيفية سريان العملية قائلا «إنها ناجحة ناجحة». وجاءت تصريحاته بعد اجتماعه مع وزير الدفاع ومسؤولين عسكريين آخرين في كابول. وذكر مسؤول عسكري امريكي أمس الأربعاء أن القوات بقيادة الولاياتالمتحدة قتلت نصف مقاتلي القاعدة وطالبان المختبئين في الجبال التي تغطيها الثلوج القريبة من بلدة غارديز المحصنة عاصمة إقليم بكتيا في الهجمات التي بدأت الأسبوع الماضي. هذا وقد التقى أهم زعماء الحرب في الولايات الأفغانية أمس الاربعاء في كابول لعقد اجتماع مع ممثلي الحكومة الانتقالية والأمم المتحدة يخصص لبحث مسألة الأمن في أفغانستان حسب ما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس. ويشارك في الاجتماع الزعيم الاوزبكي عبد الرشيد دوستم حاكم ولاية مزارالشريف «شمال» وحاكم ولاية هراة «غرب» اسماعيل خان إلى جانب رئيس الحكومة الانتقالية الباشتوني حامد قرضاي والممثل الخاص للأمم المتحدة في أفغانستان الأخضر الابراهيمي. وأعلن وزير الدفاع الطاجيكي محمد قاسم فهيم لدى افتتاح المؤتمر «إنكم تجتمعون اليوم في العاصمة من جميع مناطق البلاد لتشكيل نواة الجيش الأفغاني الجديد ولنؤكد للعالم انه بعد محاربة الإرهاب والانتصار عليه يمكننا أيضا ضمان استقلالنا ووحدة أراضينا». وأضاف «منذ تشكيل الادارة الانتقالية في كانون الاول ديسمبر اتخذت وزارة الدفاع تدابير تدريجية لتشكيل جيش وطني أفغاني». وقد استمر القصف العنيف على جبال عرما شرق أفغانستان صباح أمس الأربعاء بعد شن هجمات برية خلال الليل حسب ما ذكر القائد المحلي وزير خان زدران في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة الانباء الأفغانية الاسلامية. ونقلت هذه الوكالة الخاصة التي تتخذ من باكستان مقرا لها عن المصدر نفسه ان قوات الائتلاف «أحرزت تقدما قرب قرية شاهي كوت خلال الهجوم الذي شن ليلا» قرب غارديز عاصمة ولاية باكتيا. واعتبر القائد المحلي انه يصعب تنفيذ الهجمات البرية خلال النهار بسبب التهديد الذي يشكله مقاتلو القاعدة. وأضاف أن «أي هجوم بري لم ينفذ حتى الآن من الجبهات الغربية والشرقية بل شنت الهجمات خصوصا من الجبهة الجنوبية». وبحسب القائد زدران فان عمليات القصف «ستتواصل». وأعلن الجنرال في سلاح الجو الامريكي جون روزا المدير المعاون لعمليات رئاسة اركان الجيوش الامريكية في واشنطن عن أن عملية التي أطلق عليها اسم «أناكوندا» تواصلت الثلاثاء بهجمات جوية وبرية. وفي حين واجهت قوات الائتلاف الدولي مقاومة أهم مما كان متوقعا أكد الجنرال روزا أن عددا من الخصوم قتل. وقال إن «ما تغير هو أننا قتلنا الكثير من العناصر، ولم يعد مقاتلو طالبان والقاعدة يتنقلون بسهولة كما كانوا يفعلون، إنهم يتحصنون ويختبئون». وأضاف «نعتقد أن هناك المئات من المقاتلين بعد». وبحسب البنتاغون يشارك نحو الفي رجل في عملية أناكوندا بينهم نحو 950 امريكيا ونحو 200 جندي من ست دول من الائتلاف المناهض للإرهاب «كندا وسويسراوالدنمارك وفرنسا وألمانيا والنروج» ونحو 800 رجل من القوات المحلية الأفغانية. وتكبدت القوات الامريكية في باكتيا أكبر خسائر منذ إطلاق عمليتها العسكرية في أفغانستان في السابع من تشرين الاول اكتوبر مع حصيلة موقتة من ثمانية قتلى وأكثر من أربعين جريحا بحسب الجنرال روزا. وقالت الناطقة باسم البنتاغون توري كلارك «لدينا في الوقت الحاضر أربعة أسرى. وأوضح الجنرال في سلاح الجو الامريكي جون روزا مساعد مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة الاميركية أن أكثر من 450 قنبلة ألقيت على المنطقة منذ بدء الهجوم صباح السبت. وقال «ما تبدل هو أننا قتلنا الكثيرين، لم يعد مقاتلو طالبان والقاعدة يتنقلون كما كانوا يفعلون، انهم متحصنون وقابعون في مخابئهم». وأضاف «نعتقد انه ما زال هناك المئات منهم». وكان الجنرال تومي فرانكس قدر الاثنين عدد القتلى في صفوف العدو بمئة إلى مئتي قتيل. وعثر الجنود في احدى شبكات المغاور التي احتلتها القوات الحليفة على قذائف هاون وقاذفات صواريخ وأسلحة نارية. وقال الجنرال روزا «وجدنا في مكان آخر أسلحة وذخائر، إضافة إلى رخص أجنبية لقيادة السيارات وجوازات سفر»، من دون ان يحدد البلدان التي أصدرت هذه الوثائق. وقد نقل جزء كبير من القوات البرية الامريكية في أفغانستان جوا إلى قاعدة باجرام الجوية شمالي كابول من أجل الهجوم في جبال يكسوها الجليد قرب مدينة غارديز. وقال تقرير إعلامي مجمع أن الميجر جنرال فرانك هاجنبك أحد قادة العمليات الامريكيين صرح بقوله «ضبطنا يوم الثلاثاء بضع مئات منهم مقاتلي القاعدة وطالبان وهم متجهون بالقذائف الصاروخية ومدافع الهاون نحو القتال». وقال هاجنبك مشيرا إلى هجوم الطائرات النفاثة وطائرات الهليكوبتر الحربية الامريكية «قتلنا مئات من هؤلاء الفتيان». وتحدث ضباط عسكريون امريكيون في ميدان المعارك انهم لقوا مقاومة أشد مما كان متوقعا في بادئ الأمر، وقال السارجنت ميجر مارك نيلسن «48 عاما» من انديانابوليس في التقرير الاعلامي المجمع «لا أظن أننا كنا نعرف ما نحن داخلون فيه هذه المرة لكني أعتقد اننا بدأنا نتكيف مع هذا الوضع». وقال هاجنبك إن طائرة تجسس امريكية رصدت أحد أفراد قوات الخاصة البحرية الذي توفي بعد سقوطه من مروحية أخرى وهي تقلع وهو يجره ثلاث من مقاتلي القاعدة. وانتشلت القوات الامريكية جثته في وقت لاحق. إلى ذلك قالت قوات حفظ السلام الدولية في أفغانستان أمس الأربعاء انها تلقت تقارير مخابرات موثوق بها بخطط لخطف صحفي أجنبي ردا على أكبر هجوم قادته الولاياتالمتحدة في حربها ضد أفغانستان. وأصيبت يوم الاثنين صحفية تعمل لدى صحيفة تورونتو ستار الكندية بجروح بالغة عندما القيت قنبلة يدوية على سيارتها أثناء تغطيتها أنباء القتال بين القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة وقوات تنظيم القاعدة وحركة طالبان الأفغانية قرب بلدة غارديز الشرقية. وقال الكابتن جراهام دونلوب المتحدث باسم قوات المساعدة الأمنية الدولية متعددة الجنسيات «هناك خطر بالغ أن يكون صحفي خطف ردا على العملية التي جرت في غارديز». واستطرد «نحث الصحفيين في كل مكان في أفغانستان على الحذر ودراسة خطواتهم». وقتل ثمانية صحفيين بينهم اثنان من رويترز أثناء تغطية الحرب في أفغانستان منذ الهجمات الجوية الامريكية التي بدأت في اكتوبر تشرين الأول.