قال السفير الاميركي في كابول إن بلاده قررت منح أفغانستان وضع الدولة الاولى بالرعاية التجارية، فيما اعلن مسؤولون عسكريون "انجاز الجزء الاكبر" من العمليات ضد "القاعدة" و"طالبان" وانتقالها الى مرحلة تفتيش الكهوف في جبال عرما. وفي الوقت نفسه، أكد مسؤول افغاني موال للاميركيين ان المقاتلين المناهضين لواشنطن يعيدون تجميع أنفسهم في هيلمند وقندهار وغازني وبكتيا وأقاليم أخرى من أجل البدء بحرب عصابات. واعترفت القيادة الاميركية بأن إحدى غاراتها الجوية اسفرت عن قتل 14 شخصًا بعضهم نساء وأطفال و"يعتقد أن لهم صلات بنشاطات إرهابية". بغرام، كابول، واشنطن - أ ف ب، رويترز، أ ب- أكد بريان هيلفرتي الناطق باسم التحالف الدولي في قاعدة بغرام شمال كابول امس ، انتهاء الجزء الاكبر من المعارك المهمة في إطار عملية "أناكوندا" الموجهة ضد شبكة "القاعدة" في شرق أفغانستان، بعد السيطرة أول من أمس على وادي شاهي كوت الاستراتيجي. وقال: "انتهت المعارك الاكثر أهمية، وسمح هجوم القوات الافغانية بالسيطرة على وادي شاهي كوت، ما يعتبر خطوة في غاية الاهمية وتقدمًا كبيرًا". وكان الوادي مركزًا لاعضاء تنظيم "القاعدة" و"طالبان" الذين شن التحالف الدولي عملية "أناكوندا" ضدهم في جبال عرما جنوب ولاية بكتيا. وأضاف الناطق ان العملية مستمرة على رغم كل الصعوبات وهي تقترب من نهايتها. وجدد التأكيد على ان قوات التحالف "لم تتعرض لاي اطلاق نار منذ ستة ايام". واعلنت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ان القوات الافغانية تدعمها قوات اميركية ركزت عملياتها امس على قمة جبل حفرت فيه كهوف تعرف باسم "الحوت"، فوق وادي شاهي كوت الذي يعتبر آخر معاقل جيوب المقاومة التابعة لل "قاعدة" و"طالبان" في جبال عرما. وقال هيلفرتي إنه "خلال الساعات الاربع والعشرين الاخيرة، استعادت القوات الافغانية الحليفة المنطقة المستهدفة، اي خط رأس الجبل المعروف باسم الحوت وكذلك غالبية وادي شاهي كوت". وقدر الناطق عدد المقاتلين الذين ما زالوا يقاومون بنحو المئة لكنه لم يحدد مواقعهم. وافادت معلومات وزعها البنتاغون ان قوات التحالف تعتقل في باغرام او قندهار اقل من 20 شخصًا اسروا اثناء عملية "اناكوندا". وقال هيلفرتي ان العمل لم ينته بعد في منطقة شاهي كوت وان الحرب في افغانستان لم تنته لانه ما زال يتعين اقتلاع جيوب المتمردين في اماكن اخرى من البلاد. واضاف:"ارجو ان تكون هذه هي المعركة الاخيرة لكن لا توجد اي خطط" للعودة الى الولاياتالمتحدة. واشار الناطق الى ان التحالف يواصل عملية اعادة انتشار قواته المشاركة في عملية "اناكوندا"، موضحًا ان ما لا يقل عن 600 جندي اميركي عادوا الاحد والاثنين الماضيين الى قاعدة بغرام في هذا الاطار. وشرح الناطق كيف ان هجوم الاول من امس شنه جنود افغان بينهم قوات محلية بقيادة ضياء الدين، احد زعماء الحرب، اضافة الى مجموعات اخرى ارسلتها وزارة الدفاع الافغانية الاسبوع الماضي كتعزيزات بقيادة الجنرال غول حيدر. وفي واشنطن قال الجنرال في القوات الجوية جون روزا ان الجنود الاميركيين بدأوا تفتيش الكهوف التي فر منها مقاتلو "طالبان"، مضيفًا انه لم تفتش بعد معظم الكهوف التي تزيد على 40 كهفًا، بعد ان طرد منها 800 او اكثر من مقاتلي "طالبان" و"القاعدة" اثناء المعركة. وقال روزا: "علينا ان نتحرك ببطء وبطريقة مدروسة بشدة وبحذر نظرًا لوجود شراك مفخخة والغام ارضية ومتفجرات غير متوقعة". رعاية تجارية ومن جهة اخرى، قال السفير الاميركي لدى افغانستان ريان كروكر ان بلاده قررت منح افغانستان وضع الدولة الاولى بالرعاية التجارية بعد ان "قضي على العدو" في وادي شاهي كوت. واضاف كروكر ان "نهاية المعركة لا تعني نهاية الحرب". وقال كروكر ان الولاياتالمتحدة تتجه "بسرعة نحو اضفاء وضع الدولة الاولى بالرعاية التجارية"، وهو وضع يخولها الدخول الى الاسواق الاميركية من دون اي رسوم اضافية. ولكن كروكر ذكر انه ينبغي على افغانستان "ان تعرف كيف تستفيد من هذا الوضع" خصوصًا ان وضعها الاقتصادي متردٍ جداً. حرب عصابات ومن جهة أخرى، نقلت وكالة الانباء الافغانية الاسلامية عن القائد العسكري الموالي للولايات المتحدة حضرت علي قوله إن "قوات الاعداء تعيد تجميع نفسها في هيلمند وقندهار وغازني وبكتيا وأقاليم أخرى من أجل البدء بحرب العصابات". وقال علي من مقره في جلال آباد:"إن لدينا معلومات موثوق بها حول الاستعدادات التي تقوم بها طالبان ومسانديها الاجانب في القاعدة". الى ذلك، اعلنت القيادة العسكرية الاميركية أن طائرات أميركية قصفت مركبة في شرق افغانستان قبل اسبوع وقتلت 14 شخصًا بينهم نساء واطفال "يعتقد ان لهم صلات بنشاطات تنظيم القاعدة". والاعلان المفاجىء عن الحادث الذي وقع الاربعاء الماضي هو الرواية المحددة الاولى عن سقوط ضحايا من غير مقاتلي "طالبان" و"القاعدة" في الهجمات الجوية والبرية الحالية. ومنذ بدء العمليات قبل 11 يومًا اكتفى مسؤولو البنتاغون بالقول ان القصف اسفر عن مقتل مئات من مقاتلي "طالبان" و"القاعدة". واصدرت القيادة المركزية من مقرها في تامبا فلوريدا بيانًا مقتضبًا جاء فيه:"في صباح السادس من آذار مارس قصفت مقاتلات اميركية مركبة كانت تسير وحدها قرب شيكين في جبال شرق افغانستان. وكانت المركبة مسافرة من جهة يشتبه في أنها ملاذ لل "قاعدة" مجاور لمنطقة العمليات الحالية. واسفر الهجوم عن وفاة 14 شخصًا وجرح شخص. معظم القتلى من الرجال لكن بينهم نساء واطفال". واضاف البيان ان الجريح طفل نقل الى مستشفى، وانه الان في حالة مستقرة. وتابع البيان :"منطقة شيكين ملاذ مشتبه به للقاعدة وطالبان، والافراد الذين كانوا في هذه المركبة من المعتقد ان لهم صلات بنشاطات ارهابية".