الموت حق ونهاية كل حي، وهو قدر محتوم ويوم معلوم {فّإذّا جّّاءّ أّجّلٍهٍمً لا يّسًتّأًخٌرٍونّ سّاعّةْ وّلا يّسًتّقًدٌمٍونّ} وتلك إرادة الله في خلقه ولا راد لقضائه.. لقد غيب الموت في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة رجلا فاضلا ومربيا جليلا وخطيباً ناصحا موهوبا ذلكم هو الشيخ محمد بن سليمان الدهامي أحد الوجوه البارزة في محافظة الرس.. لقد اعتصر قلبي الألم عندما علمت بالنبأ المفجع بوفاته منشوراً بجريدة الجزيرة، ويعلم الله كم نحزن ويأخذ بنا التأثر مبلغه لفقد مثل هذا الرجل الانسان الذي عمر حياته بالطاعة وعمل الخير والمعروف ابتغاء مرضاة الله. لقد كان رحمه الله شكلا وجوهراً صورة حية مثالية لأبيه الشيخ سليمان الدهامي غفر الله له بإذنه تعالى إمام وخطيب جامع الرس الكبير وبذلك نال منزلته وورث محبته لدى الناس.. كما ان فقيدنا الغالي وهبه الله نعمة التواضع الجم فزادته رفعة ومهابة ومحبة فنال بذلك احترام وتقدير الجميع. لقد زاملت الفقيد فترة من حياتي عندما عملنا معاً في سلك التعليم في مدرسة الحوطةبالرس قبل حوالي ثلث قرن فكان والحق يقال وقد أفضى الى ما قدم نعم الزميل الوفي المخلص والمربي المثالي وكان وجهاً مشرقاً من وجوه الخير والبشر، يملك قلباً نظيفاً عامراً بالإيمان والصدق والمروءة والأصالة والشهامة. إن هذه الكلمة المتواضعة في حق فقيدنا الغالي ليست لحصر مآثره وأعماله أو عن سيرة حياته المليئة بالإشراق والرجولة ولكنها كلمة وفاء وعرفان لمثل هذا الانسان الفاضل الذي ودع الحياة ونحن أحوج ما نكون الى أمثاله.. لقد فارقنا الى الأبد ورحل عن دنيانا الفانية ولم يكن أمامنا إلا أن ندعو له بالرحمة والغفران.. والحمد لله على كل حال له ما أعطى وله ما أخذ وإليه ترجع الأمور. لقد مات في أطهر بقعة بعد أن اختتم مناسك الحج كعادته كل عام ودفن هناك. أسأل الله الكريم في هذا الشهر العظيم ان يتغمده بواسع رحمته ورضوانه ويسكنه فسيح جناته مع عباده الصالحين. كما أسأل الله العلي القدير أن يجبر مصاب الجميع بفقده ويلهم أبناءه وبناته وإخوانه وعائلته الكريمة حسن العزاء وطيب الاحتساب. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا {إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}.