الموت هذا الزائر الخفي يتسلل بيننا فيخطف الأعزاء والأصدقاء.. ويجعلنا في حسرة وألم على لوعة الفراق .. لكنه قدرٌ إلهي ويوم مكتوب.. بالأمس القريب ودعنا مربياً فاضلاً وأستاذاً قديراً، إنه عبد الله بن سليمان الدهامي صاحب الخلق الفاضل والسيرة العطرة وسليل الأسرة الكريمة (الدهامي) والشجرة المباركة التي حملت ثمرة التقوى والصلاح وأهدت للرس أئمة الجمع والجماعات. يبقى للمعلم فضلٌ مهما تباعد الزمن، وقد كنت أحد طلاب أبا سليمان في المرحلة الابتدائية بالمدرسة المحمدية، وكان نعم المعلم الحريص على طلابه والرفيق بهم، ُعرف بحبه للقراءة والمعرفة منذ شبابه .. لذا اتجه إلى افتتاح مكتبة تجارية لكنها لم تدم طويلاً حيث انتقل للرياض ليواصل عمله هناك. عانى عبد الله في آخر سنواته من أعراض المرض فكان صابراً على قضاء الله شاكراً عابداً حتى خطفته يد المنون.. يقول الشاعر: هل للفتى من بنات الدهر من واقي أم هل له من حمام الموت من راقي ودعنا أبا سليمان وقد أبقى ذكرى حسنة ومحبة زرعت بالقلوب فهو إلى كل الأنام حبيب.. وُدِّع من المعزين والمشيعين وألسنتهم تلهج بالدعاء وتهمس بالرجاء أن يغفر له ويرحمه ويتجاوز عنه ويسكنه فسيح جناته.. اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا وثبته على القول الثابت واجعل ما أصابه كفارةً وطهوراً. ختاماً خالص العزاء وصادق المواساة إلى أبنائه وبناته وأخوته وأسرة الدهامي بالرس والرياض.. . ألهمهم الله الصبر والسلوان في فقيدهم الغالي.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.