تفاعلاً مع ما كتبه الأخ المهندس/ عبدالعزيز المحمد السحيباني لجريدة الجزيرة بتاريخ 7 ذي القعدة حول أعمدة الكهرباء واسلاك الضغط العالي المنتشرة على وجه الخصوص في شوارع وأرصفة محافظتي البدائع والرس والتي كانت ولا تزال طرفاً فاعلاً في كثير من حوادث السيارات المألوفة وفي حوادث الالتماس الكهربائي بالأسلاك العارية بالغة الخطورة على العاملين في صيانة الشبكة وعلى العاملين فوق أسطح المنازل أو أي ارتفاعات أخرى قريبة منها. والمشكلة أنه كلما زادت نسبة الحوادث والأخطار الناجمة عنها وكل ضحية جديدة أو بالأحرى كل جثة متفحمة تذكرنا بما قبلها من ضحايا هذه الأسلاك التي فرضتها شركة الكهرباء على الأحياء السكنية على الرغم مما تنطوي عليه من الأخطار الجسيمة. وقد وجد في وقت من الأوقات اتجاه موفق لاستبدال الشبكات الهوائية بشبكات أرضية على مراحل في كل المدن ولكن هذا التوجه توقف مع الأسف في السنوات الأخيرة اللهم إلا في بعض المدن الكبيرة. والمفروض الا نحرم المدن الصغيرة وان يكون لها نصيبها من اهتمامات المسئولين، فالجميع مواطنون لهم من الحق على المسئولين مثلما لغيرهم ولكن يظهر أن المفروض شيء وما نحلم به في المدن الصغيرة شيء آخر، إذ لا يظهر أن هناك نية لدى المسئولين لتبديل الشبكات الهوائية بشبكات أرضية أكثر أماناً والدليل أنه حتى في المخططات الخاصة التي تنفذ الخدمات فيها على حساب أصحابها لا يطلب منهم تنفيذ شبكات أرضية ولو طلب منهم ذلك لاستجابوا لأن تكاليف تنفيذ الخدمات محملة على قيمة الأراضي عند بيعها وقد كتبت بنفسي أكثر من مرة عن هذا الموضوع خاصة بعد ان توسعت هذه النوعية من المخططات وأوشكت ان تلتهم معظم الأراضي الحكومية القريبة من المدن في غياب الرقابة الفاعلة من جانب البلديات والجهات المسئولة الأخرى عن حماية الأراضي الحكومية من التعديات. إننا جميعاً نعرف أن المسئولين في شركات الكهرباء لا يستطيعون في مرحلة واحدة استبدال شبكات النقل القديمة بشبكات أرضية حديثة وآمنة وتناسب العصر وتناسب احتياجات المدن إلى تحسين مظاهرها العامة التي لا يمكن تحسينها مع وجود شبكات النقل القديمة. نعرف جميعاً هذا لكن لو أن شركات الكهرباء عادت إلى خطتها السابقة في عملية الاستبدال على مراحل لكان هذا كفيلاً بالوصول بها الى الغاية المنشودة في غضون سنوات معدودة كما أن الأهمية بمكان ألا يسمح بإنشاء تمديدات هوائية جديدة وان تقتصر التمديدات المستقبلية على التمديدات الأرضية في كل المدن وفي كل المخططات الحكومية والخاصة. مذكراً الأخ الكاتب بأنهم اذا كانوا في البدائع يشتكون من أعمدة الكهرباء الحاملة للكابلات فإننا في الرس نشتكي بالإضافة إلى ذلك من وجود أعمدة لا تحمل أي شيء وإنما هي من مخلفات الشبكة الهوائية التي تم استبدالها قبل سنوات بشبكة أرضية في تجربة هي الأولى والأخيرة. وأخيراً كل الشكر والتقدير للأخ عبدالعزيز على اثارته لهذا الموضوع بين وقت وآخر، والشكر موصول إلى المسئولين في العزيزة جريدة الجزيرة على اهتمامهم بمثل هذه الكتابات الهادفة لخدمة المصلحة العامة. مع وافر الشكر والتقدير إلى الأخ رئيس التحرير محمد الحزاب الغفيلي الرس