*تقرير عبدالعزيز بن محمد السحيباني: الكهرباء من النعم التي منَّ الله علينا بها، ولكن في بعض الاحيان قد يتحول الى نقمة.. ومن هنا وجب على الجهات المسؤولة ان تتخذ اقصى درجات الاحتياط لدرء خطر الكهرباء.. مهما كلفها ذلك.. ومهما كان الثمن غالياً.. فليس هناك اغلى من حياة الانسان والحفاظ عليها.. وليس من العقول ان تقتصر «شركات الكهرباء» في التكاليف ويكون الثمن حياة الانسان.. ان هذا شيء غير مقبول وغير مبرر.. هذا التبرير هو الذي يبدو في وضع شبكات الكيابل والاعمدة الهوائية بدلاً من الارضية لتصبح «قنابل موقوتة» في اجواء مدننا وقرانا.. تحمل الخطر الداهم فوق رؤوسنا ليل نهار.. وهذا هو الحال مع الشبكة الهوائية في محافظة البدائع.. حيث ان الخزانات تملأ الاجواء.. والاعمدة على جنبات الطرق.. خطر داهم فوق المنازل فوق اسطح المنازل.. وفي كل شارع.. وفي كل حي بمحافظة البدائع تمتد كيابل الكهرباء «الضغط العالي».. العنكبوتية.. لتصبح سيفاً مسلطاً فوق رؤوس السكان تهددهم بالاحتراق وبالصعق ليل نهار.. وهاهي الخزانات الخضراء تقع فوق الاسوار والابواب تهدد بالانفجار.. وتستبيح اسطح المنازل وفضاءات الشوارع.. دون اي مقابل لتأتي في نهاية الشهر «فاتورة الكهرباء».. حوادث الصعق بسبب هذه الكيابل والاسلاك الممتدة فوق المنازل كثيرة.. عبث الاطفال بها حين يصعدون الى الاسطح فيضع احدهم «سيخاً».. ليغدو رماداً.. وعند نزول المطر او حدوث العواصف ينقطع التيار الكهربائي بسبب الالتماسات.. الأعمدة والخزانات الضخمة وهذه الاعمدة هي اعمدة كبيرة الاقطار وحتى تستوعب «الخزانات الضخمة» فانها توضع على مسافة بعيدة من الاسوار «2م تقريباً» فلو فرضنا ان هناك شارعاً عرضه عشرة امتار فان هذه الاعمدة ستأخذ 2م من يمين الشارع و2م من يسار الشارع لتحتل حوالي 50% من عرض الشارع الذي وضع اصلاً للسيارات وللسكان وللمشاة.. وكمواقف لسياراتهم فلماذا تفعل شركة الكهرباء كل هذا.. لماذا تضيق على السكان وشوارعهم.. كثير من هذه الكيابل والاسلاك الهوائية توجد بالقرب من محلات تجارية كبيرة «متعددة الادوار».. وبعضها يعيق فتح الابواب.. واذا كان هناك عمارة استثمارية متعددة الادوار وأسست على دورين او ثلاثة او اكثر وبني منها دور واحد ثم مددت هذه الاسلاك فانها ستعيق وضع الادوار الباقية.. وحصل هذا كثيراً.. كما ان وضع هذه الاسلاك فوق الحدائق وفي الجزر الوسطية للشوارع يعيق نمو الاشجار.. حيث ان وصول هذه الاغصان الى الاسلاك سيسبب الالتماس فيما بينها ومن هنا يحدث الالتماس كما في طريق الملك عبدالعزيز الرئيسي بالبدائع. وهذه الاعمدة هي اعمدة «مصفحة» سداسية الشكل وثابتة بقوة حيث ان اي اصطدام بها سيشطر السيارة الى نصفين.. حتى ولو كانت سرعة السيارة نظامية فليس السبب في هذه الحوادث هو السرعة الزائدة.. هذه الاعمدة تستبيح «أحرام الطرق» بل في بعضها وفي داخل المدن توجد في وسطها وفي الزوايا.. في طريق «البدائع الرس» الذي اصبح مجزرة للسيارات وميداناً للحوادث بسبب هذه الاعمدة التي تقع على حافة الاسفلت مباشرة وبشكل ملاصق للاسفلت اي انها داخل حرم الطريق.. فما الذي جعل هذه الاعمدة داخل الطريق.. ان المواصفات تحدد البعد بين الاعمدة وحافة الاسفلت بالا يقل عن «9م» تسعة امتار ولكن ليس بين الاسفلت والاعمدة في هذا الطريق ولا سنتمتر واحد او عدة سنتمرات.. وكذلك الحال في طريق «عنيزة البدائع» ولو فرضنا ان كل عمود سيشهد حادثاً.. «حيث ان هذه الاعمدة مع حافة الاسفلت واي انحراف بسيط جداً سينتج عند الارتطام بها» والمسافة بين عنيزة والبدائع والرس حوالي 45 كلم وهناك عمود كل 50م فمعنى هذا ان هناك حوالي 900 حادث سينتج عن هذه الاعمدة هذا اذا افترضنا ان نسبة الاصطدام بها 50% فقط «حيث انها توجد شمال وجنوب الطريق» مالذي يمنع من وضع هذه الاعمدة بعيداً عن حافة الاسفلت.. كما تم وضع هذه الاعمدة على كتف الاسفلت حديثاً في طريق الملك فيصل جنوب البدائع «طريق جديد»!!! الحل الأمثل للمشكلة ان الحل الامثل لذلك هو تحويل هذه الشبكة داخل محافظة البدائع وعلى الطريق الرابطة معها الى شبكة كيابل ارضية.. قد تتحجج شركة الكهرباء بأن ذلك اكثر تكلفة من الهوائي.. ولكن الم تنظر الشركة الى هذه الحوادث والمجازر التي تحدث للسيارات بسبب قربها من الاسفلت.. وهذا الهدر الاقتصادي بسبب الحوادث وحوادث الصعق.. الم تنظر الشركة الى هذا العدد من الضحايا هل المال اهم من حياة البشر.. حتى لو فرضنا ان التكلفة 3 او 4 اضعاف الهوائي.. فان الشركة ملزمة بذلك.. انني اتمنى ان تلتفت الشركة الى هذا العدد الكبير من الضحايا والى هذا الهدر الاقتصادي.. والى اعاقة المستثمرين في مبانيهم وفضلاً عن تشويه منظر المدينة بهذه الشبكة.. انني اتمنى ان تضع برنامجاً تدريبياً لهذا الاستبدال والاولى في ذلك هو طريق الملك عبدالعزيز. انه نداء موجه لمعالي وزير «المياه والكهرباء» معالي الدكتور غازي القصيبي والى سعادة مدير عام الشركة السعودية للكهرباء «فرع الوسطى» المهندس صالح العنيزان والى سعادة مدير عام فرع القصيم «المهندس محمد المطلق» للالتفات الى هذا الوضع.