هكذا يصبح جسدي بعد شوقٍ عارم، وتفكير مستمر جسد هش تجويفه خالٍ وممراته ظلام. بارد تمرهُ الرياح دون أن يهتز بهِ قلب أو يتحرك به عقل أو حتى ينتبه أن الأيام تمضي.. وقتما يشعر الإنسان بأن أحدهم أصبح روحه التي يعيش بها وأنفاسه التي يستمر معها ونبضه الذي يحيا به فهو هنا يعقد نفسه بذلك دون أن يخطط لذلك.. لذا... عندما يغيب تتكسر نفسه كسراً حاداً تخدش تفكيره وتقسو على جوارحه وينام بشكل دائم. وكأن لا شيء مهم ولا شيء سيفوت. الاهتمام وقود الوجود وراحة النفس وطمأنينة البقاء... أن يهتم يعني أن يستمر. هشيم أشعرُ به في داخلي وقتما أفتقدك تذريني الأفكار وتطحنني الظنون ويؤلمني قلبي.. تيار الغضب الذي ينهمل منا وقتما نفرغ هو تيار خارج من أيدينا غالب على أمرنا لا حول لنا ولا قوة عليه... عندما ألمس قلبي في شوقك أشعر أنه يلتهب ممزق يحرقني وغاضب.. الشوق الذي يثنيه الإهمال ثم تدرأه الظروف ثم يؤجله الوقت شوق مسكين. لا تحاولوا أبداً تأجيل الشعور.. تأجيلها يعطي مجالاً للتعود والتعود على أن المشاعر لم تكن في وقتها المفترض تعوُّد قاتل يشكل فينا أشياء لا نحبها.. هشيم.. أنا من دونك شي ناقص لا يكتمل ولا يكون إلا بك. هكذا نحن نكون وقتما نعلق ذاتنا بهم هي ذوات لا حيلة لنا بها.. فتلطفوا واستلطفوا ذلك بينكم واحفظوا أن الحياة دون مشاعر ليست حياة وأن المشاعر دون حياة تموت.. وأننا إن اخترنا أحدهم بناءً سنتهشم دون قوامته وأركانه وصلابته..! ** **