يحِز في نفسي أنْ تتجمد المشاعر الإيجابية عند بعض الناس خوفا على رجولتهم أو أنوثتهم، إنه مفهوم خاطئ ومدمّر. المشاعر التي في داخلنا يجب علينا سماعها والبوح بها أما المشاعر السلبية، علينا معرفة كيف نتصرف معها وننتزعها من جذورها، وكما هو معروف فالمشاعر التي في داخلنا كثيرة، ومنها مشاعر الفرح والحزن، وهما ضدان؛ مشاعر الخوف والحزن ومشاعر القلق والشك والاحتقار والاكتئاب وهكذا. إن هذه المشاعر وغيرها مشاعر أحيانا نستطيع التحكم بها وأحيانا أخرى هي من تتحكم بنا وهنا المأساة. بصفة عامة ملامح الوجه تسبق في أحيان كثيرة المشاعر، هناك البعض خصوصا الرجال يترددون في التعبير عن مشاعرهم إلى أقرب الناس زوجاتهم خوفا على رجولتهم وهذا الإعتاق الخاطئ أدى إلى جمود المشاعر وجفاف، وأحيانا موت كلمات الحب والرومانسية، إضافة إلى أن بعض الرجال يعتقد أن بوح الحب لزوجته يجعله أحمق ويصغر في نظرها، يا لها من اعتقادات هدامة ومجمّدة للمشاعر. إن كتمان المشاعر، خصوصا مشاعر الغضب يؤثر على الإنسان ويجعله حزينا، وعليه أن يعبّر عنها بالبكاء، والبكاء أفضل طريقة لراحة النفس. في مجتمعنا المشاعر المجمدة بين الأزواج مردودة إلى المفهوم الخاطئ للرجولة، فهناك من يعتقد حين يبوح لزوجته عن مشاعره تنقص من رجولته. هل الرجولة أن يلجأ الرجل للصراخ والتهديد بالطلاق ومنعها من زيارة أهلها وتكرار كلمة لا دون مبرر؟ هل الرجولة والتسلط وفرض الرأي والغطرسة وطول اللسان تفكير ذكوري مجرّد من المشاعر؟ الرجولة كما نعرفها المعاملة الحسنة والشهامة والبذل والعطاء وحب الآخرين والاستماع إليهم الرجولة هي قول الحق الرجولة هي التسامح الرجولة هي حب الآخرين. الرجولة هي أن تعامل زوجتك معاملة حسنة، الرجولة هي أن تبوح لزوجتك عن حبك واحترامك لها والوقوف معها وعدم رفع الصوت وفرض السلطة والتهديد، هذه الرجولة، أما سواها فرجولته منقوصة لا تمت للرجولة بصلة. هناك الكثير والكثير من النساء اللاتي يشكون جفاف مشاعر الزوج وتجميد لمشاعره وعواطفه، مما يؤدي إلى بيئة أو حياة زوجية صحراوية بحاجة للمطر والعشب لتخضر الحياة وترتاح النفس. الكثير من المقبلين والمقبلات على الزواج بحاجة إلى دورات تثقيفية عن البوح للمشاعر الإنسانية الإيجابية وحسن التعامل والتلطّف ومعاملة الزوجة كما جاءت بها شريعتنا السمحة. [email protected]