ما من شك أن الصحافة السعودية خلال مائة عام أسهمت مساهمة كبيرة في عملية التنوير الثقافي والاجتماعي والسياسي والمعرفي، وأضاءت كثيراً من معالم الثقافة والمعرفة وأسهمت في معالجة القضايا الاجتماعية، كما أسهمت في إعطاء المسؤول فكرة عن هذه القضايا ومحاولة معالجتها والإسهام في حل هذه القضايا، ومن هنا يأتي دور الإعلام بشكل عام في حل هذه القضايا. وخلال هذه السنوات تطورت الصحافة تطوراً كبيراً واعتمدت على الشباب السعودي في أقسامها المختلفة سواء في التحرير أو الجوانب الفنية، وتطوير أداء التحرير وتطوير مهنية الشباب وصعود جيل من الكتاب والكاتبات، وعبر هذه السنوات تعرفنا على كثير من رجال الثقافة والاقتصاد والأدب وهو ما يعطي فكرة أن المملكة تمتلك مخزوناً بشرياً كبيراً، كما أن التعليم قد أسهم في إخراج هذه الكفاءات عبر أجيال مختلفة. لقد بدأت الصحافة في المملكة أدبية وأغلب الذين كانوا يكتبون كانوا أدباء، والذين قادوا الصحافة والإعلام كان أغلبهم أدباء. كما أن هناك أسراً بعينها كان لها دور في الصحافة في بلادنا كآل حافظ وأحمد عبد الغفور عطار والشيخ حمد الجاسر وعبدالله بن خميس وعبدالله بن إدريس وسعد البواردي وأدباء الحجاز بشكل عام في مكةوجدة والمدينة. والآن نحن أمام لحظة زمنية فارقة في ظل سطوة الفضائيات والإعلام الجديد وقنوات التواصل، فالإعلام اليوم تغيرت معالمه وأشكاله وأصبح الخبر مباشراً في نفس الوقت، وبالنسبة لي وجيلي فقد تعودت على قراءة الصحف الورقية لارتباطي بها لأربعة عقود وعندما أشم رائحة حبر الجريدة أشعر بعلاقة حميمية سواء رائحة حبر الجريدة أو المجلة أو الكتاب. ** **