تقدم كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع التابعة لجامعة الملك سعود خدمات جليلة للمواطن والمؤسسات وذلك من خلال البرامج التدريبية التي تقدمها للجنسين. الا انه يلاحظ اشتراط الكلية في برنامج الحصول على الدبلوم تفرغ الدارس وهذا يتعارض مع الاهداف التي انشئت الكلية من اجلها والتي تنص على «تهيئة الظروف العلمية المناسبة لنشاط المواطن والمؤسسة والعمل على مواكبة المواطن لتطور العلوم المختلفة دون ان يحول بينه وبينها عامل السن او قدم التخرج وكذلك وضع سياسات تلبي احتياجات المجتمع وبث الوعي الثقافي والاجتماعي والعلمي في المجتمع» كما ان هذا الشرط فيه نوع من الاجحاف في حق من لم يحالفه الحظ في اكمال مسيرته التعليمية والتحق بالوظيفة وبعد ان زالت ظروفه تجددت لديه الرغبة في تطوير نفسه ومواصلة تعليمه فيجد انه عندما يتقدم لجهة معترف بها كهذه الكلية آنفة الذكر يفاجأ بطلبهم تفرغه فأي خدمة للمجتمع تقدمها هذه الكلية. لماذا كل هذه العقبات؟ لماذا لا نجعل للتعليم طريقاً يسهل الحصول عليه وكيف نستطيع ان نرقى بثقافة هذا المجتمع مالم نمنحه الفرصة في التعليم حتى لو كان ذلك اهداء منا له فما بالك اذا كان لديه الرغبة في تطوير وتعليم نفسه وبمقابل مادي من جيبه الخاص، لماذا نصر على التفرغ، بينما يوجد طلبة في الجامعة يعملون في المساء ويدرسون في الصباح، ام ان الموظف الذي يعمل في الصباح لا يستطيع ان يدرس ويذاكر في المساء، علماً ان وقت المساء اطول منه في الصباح.لقد حكى لي صديق انه عندما كان يدرس في امريكا كان يدرس بجانبه رجل في السبعين من عمره ليكمل تعليمه في الجامعة. بينما لدينا رجل في الثلاثين اكثر او اقل بقليل وهو العمر الذي يكون الشخص فيه اعقل ما يكون ويجد العقبات في تطوير نفسه وتحصيله العلمي وممن؟ من الذين يسعون لخدمة المجتمع والرقي بمستواه الثقافي والعلمي.. وهو لبنة في هذا المجتمع وسيكون تأثير ذلك على اولاده الذين هم افراد المجتمع القادم. آمل ان يتم النظر في هذا الموضوع بعين بصيرة وثاقبة حتى لا يحرم من كان في نفسه حماس لطلب العلم.