مجموعة من الفتيات حملن آمالهن العريضة، وطموحاتهن المشروعة من أجل مستقبل علمي باهر، وسعين بعد انهاء الدراسة الجامعية للدخول الى منظومة الدراسات العليا يحدوهن حماس كبير للانجاز والعطاء والتقدم؛ غير أن عقبات غريبة، ومبررات أغرب وقفت حائلاً دون تحقيق اهدافهن ومنعتهن من تحقيق الحلم المشروع، ليكون البديل البحث عن قبول للدراسات العليا في جامعات وكليات خارج المملكة!. تم رفض طلبي في البداية تخبرنا الشابة عهد الجرف خريجة قسم علوم الحاسب الآلي من جامعة أم القرى عام 1427ه، بمعدل (2.70 من 4.00)، انه بعد تخرجها بفصل دراسي واحد عملت كمحاضرة بالتعاقد في كلية خدمة المجتمع لمدة سنة ونصف ولمدة فصل دراسي في قسم علم المعلومات حتى عام 1429ه، وخلال هذه الفترة كما تقول عهد:"كان هدفي إكمال الماجستير في أحد التخصصات التي لها علاقة بالحاسب الآلي، ولكن كانت أول عقبة في طريقي هو معدلي الذي تخرجت به على أساس أن نظام الابتعات أو التقديم لوظيفة معيدة تتطلب على الأقل 2.75 يعني أكثر من معدلي ب 0.5 نصف درجة!، مشيرة إلى أنه تم رفض طلبها في الجامعة، وكذلك الحال في جامعة الملك عبدالعزيز رغم اجتيازها للغة الإنجليزية. ولم يضعف عزم عهد وقررت معاودة البحث في الكليات الخاصة مثل كلية عفت وكلية دارالحكمة، لكن كلها للأسف لم يكن فيها حاسب آلي وبالتالي لم يتيسر لها ما ارادت. تقول عهد:" كنت حقا حزينة، وتساءلت ماذا لوعملوا لنا اختبارات قدرات للقبول في الدراسات العليا في الجامعات، بدلاً من الاعتماد فقط على المعدل الدراسي، خاصة أني مررت بظروف كانت وراء نزول معدلي الذي اشعروني انه اصبح عارا يلاحقني، ومررت بأوقات شعرت فيها انني رسبت ولم أنجح!. وتنهي عهد قصتها التي أرهقتها في رحلة العلم المستحيل قائلة:"بعد جهد.. اقتنع والدي بان أغادر لتلقي العلم في بريطانيا مع اخي هناك، وانا الآن ادرس على حسابي الخاص، وفتحت ملفا في الملحقية السعودية وعندي امل للانضمام للبعثة، وأدرس اللغة ولدي قبول من جامعه تبدأ هذا الصيف"، والسؤال:لماذا جامعاتنا وكلياتنا اضطرتنا إلى السفر وتحمل الغربة والمصاريف دون التوسع في قبول الدراسات العليا. ضياع العمر! مرام عبدالعزيز تخرجت من جامعة أم القرى قسم أحياء سنة 2008، بمعدل (3.23 /4) أي جيد جداً مرتفع..بهذا التعريف البسيط تبدأ الشابة مرام قصتها مع رحلة السعي وراء الدراسات العليا، وتضيف "معدلي تقبل به جميع الجامعات في الدراسات العليا ولله الحمد، لكنني قدمت على قسم ادارة اعمال بجامعة الملك عبدالعزيز لإكمال الماجستير مع انني كنت أريد اكمال دراستي في قسم ممتد للأحياء، وبعد اجتيازي لاختبار GEE ( بديل التوفل) وحصولي على الدرجة المطلوبة لم أقبل بالماجستير ولا اعرف لماذا؟.. وأضافت جربت الالتحاق بجامعة الملك عبدالله في ثول ولكن كان شرطهم وجود توفل بدرجة 79 غير انني لم اتمكن من الحصول على الدرجة المطلوبة، وتعلق مرام:"لم أيأس وقررت ان التحق ببرنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي، والآن وانا مازلت في المملكة لم أذهب بعد لأكمل دراستي لكن يوجد لدي قبول بمعهد وقبول آخر بجامعة من أفضل مائة جامعة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وانا الآن بصدد ان اكمل بقية اوراقي للسفر والذهاب خارج المملكة، رغم أني كنت أفضل البقاء في وطني.. طالبات في الفصل الدراسي الجامعي الأخير يحلمن بالتوسع في برامج الدراسات العليا. (أرشيف «الرياض») نوران مصممة وننتقل إلى نوران رضوان خريجة جامعة أم القرى عام 2007م تخصص علوم حاسب آلي بمعدل (3.30 من 4) أي جيد جدا مرتفع مع مرتبة الشرف الثانية، حيث عملت متعاونة في الجامعة منذ تخرجها لأنها لم تجد وظيفة فجميع الوظائف كما تقول كان مطلوبا لها خبرة. اما بخصوص موضوع اكمال الدراسة فكما تقول نوران:" قدمت في جامعة الملك عبدالعزيز تخصص اقتصاد وادارة لأني لم استطع ان اتقدم للحاسب بسبب العدد المحدود لكني لم اجتز امتحان القسم ولم اقبل، وبسبب ظروف عمل زوجي لا يمكنني السفر للخارج لاتمام تعليمي، لذا فقد قررت أن أكمل دراستي العليا في الخارج لكن عن طريق التعليم عن بُعد رغم علمي بانه غير معترف به في المملكة حتى الان، لكنني سأحاول أن أتجاوز عقبات تعلمي ومصممة على نيل دراستي العليا كما أرغب. أنا أعرف قدراتي وننهي رحلتنا مع الشابة آلاء الصائغ من خريجات أول دفعة في الحاسب الالي من جامعة ام القرى في مكةالمكرمة تلك الدفعة التي اعترف فيها القسم بعدم رغبته في تعيين أي خريجة منهن بسبب عدم اخلاصهم في تدريس هذه الدفعة بكفاءة!. تقول آلاء:"بعد تخرجي واجهت صعوبة في التعيين ورغبت في اكمال الدراسات العليا وقد تخرجت بمعدل جيد جداً (2.78 /4) وانا اعلم مدى القدرات التي امتلكها والتي لاتمثل بعلو اوانخفاض المعدل، كما اعلم بحبي للعمل الامر الذي دفعني للتعاقد مع قسم الحاسب الالي لتدريس طالبات التأهيلي وشاركت تطوعاً في مساعدة الطالبات في حل الواجبات ولم اتاخر في دراسة الدورات التطويرية لتغطية ماتم انقاصه من قبل القسم، ورغم كل هذا الا انني فوجئت بعدم قبولي لإكمال دراستي العليا بالجامعة، وادركت بعد محاولات عديدة في جامعات مختلفة أن الحل الوحيد هو السفر الى الخارج، ولكم كان لهذا الادراك وقعه الكبير على نفسي وبدأت اسأل نفسي ماذا سوف يحصل؟، واذا لم أجد فرصا في بلدي هل سأجدها خارج بلدي؟، وهل الأمور أسهل في الخارج؟، هل سيكون اقناع الأهل سهلا ؟، هل وجود مرافق سهل أم صعب؟ والحمد لله اخيراً وفقت في اقناع ابي واخي للسفر وانا في بداية الطريق واتمنى التوفيق ولكن ماذا عن البقية؟.