لماذا يحتقن بعض الرجال لبعض القرارات التي تخدم مصلحة المرأة؟ لا شك أن أحد أهم أسباب هذا الاحتقان هو خلل في علاقة الرجل والمرأة بحيث يشعر أن هذه الصلاحيات سوف تهز عرش سلطته، وكأن رابط العلاقة بينهما قائماً على مفتاح سيارة أو تصريح خروج ! والبعض الآخر لا يستفزه القرار بقدر ما تستفزه ردود أفعال النساء تجاه ذلك القرار، فالمرأة أيضاً تلعب دوراً مهما في إقحام الرجل بلعبة التغالب تجاه بعضهما البعض رغم أنهما خلقا ليتكاملا لا ليتغالبا، وأي قرار يخدم مصلحة المرأة لا يعني الاستغناء عن دور الرجل في حياتها فلكل منهما دوره ومهامه التي لا يستطيع أن يقوم بها أحدهما عوضاً عن الآخر لأن (كلٌ ميسر لما خلق له) ولا يمكن التقليل من دور الرجل في حياة المرأة مهما حاولت إخفاء ذلك الشعور ومهما مرت بخيبات تجاه بعض الرجال إلا أن هاجس وجود الرجل المناسب في الموقف المناسب كان ولازال في حياة المرأة مهما أعطيت من الصلاحيات في التصرف فبعض المواقف تستدعي حضوره، فالاتكاء على رجل ليس ضعفاً وإنما شعور بالأمان والاستقرار، ولا أعرف لماذا نخوض هذا الصراع القديم بين الرجل والمرأة وأيهما الأكفىْ وأيهما الأفضل، مقارنات في غاية السخف تستنزف مشاعرنا وتشوه علاقتنا ببعضنا، لماذا كل واحد منهما يريد انتزاع دور البطولة في فيلم لا يوجد به أي حبكة وإنما استُخدم فيه الكثير من المؤثرات لعمل إثارة بموضوع لا يستحق كل هذه الضجة أو (الصحة)، سنوات ونحن نريد أن نثبت أن المرأة قادرة على العيش تحت ظل حيطة، وسنوات والرجل يريد أن يثبت أن المرأة ليس كفؤا للاستقلالية بالعيش، والمضحك بالأمر أن لا أحد منهما يستطيع الاستغناء عن الآخر، من المسؤول عن خلق هذا الصراع لتستمر المعركة بينهما؟ لا يمكن أن نخرج عن فطرتنا بإنكار احتياج كل منا للآخر لتكتمل الحياة في مسار صحي طبيعي، هذا الصراع الذي نعيشه معتقدين أننا في دور البطولة ونحن أصلاً في دور ضحايا، استخدمنا البعض كأدوات لتمرير أفكارهم من خلالنا وذلك باستخدامنا كي نتغالب طوال الوقت ليستمتعوا هم بهذا العرض الذي صنعوه من خلال حقننا على بعضنا. لن أمارس ازدواجيتهم وأعلن عدائي لك على مواقع التواصل الاجتماعي وأفتقدك بالسر، لن أمارس ازدواجيتهم وأنكر أهمية دورك في حياتي مهما أعطيت من الصلاحيات، أعترف وبكل شجاعة أنك نصفي الآخر وبدونك أشعر أن هناك ما ينقصني أيها الرجل.