أكد الفنان القدير حمدي سعد بأن إنشاء مُتحف الموسيقار طارق عبدالحكيم في جدة التاريخية مبادرة تستحق الثناء وخطوة مهمة في جانبها المعنوي لتلاميذ «الراحل» ومحبيه وجمهوره، كما أنها «تشكل دافعاً قوياً ودعماً كبيراً للفنانين الذين يرون رائداً من رواد الفن يُكرم مما يزيد الدافعية لديهم لتحقيق المزيد من النجاحات». وتحدث حمدي عن ذكريات جمعته بالراحل طارق عبدالحكيم، وقال: «تعلمت من الأستاذ طارق عبدالحكيم الكثير في مجال الموسيقى، مثل السلالم والمقامات وتصوير المقامات وعلم الموسيقى، عندما كان حينها مديراً لمعهد الموسيقى بالرياض عام 1387ه، وأنا طالب في المعهد ذاته ولم أكن تلميذه فقط، بل كنت قريباً منه وأجلب له بعض المقتنيات والآلات الموسيقية القديمة من الدول المجاورة كالعراق وعمان والبحرين». وأشار حمدي سعد إلى أن الراحل لم يكن فناناً غنائياً فقط بل كان باحثاً ومؤرخاً يشار له بالبنان وله العديد من الكتب في مجال الموسيقى والتراث، وله سمفونيات ومقطوعات موسيقية وتغنى من ألحانه العديد من فناني العرب. مضيفاً بأن الراحل له عطاءات وإسهامات كبيرة في مجال الفن بشكل عام والموسيقى بوجه أخص، «وحتى بعد إحالته للتقاعد نظامياً، كُلِّف كمدير للموسيقى بالإذاعة، ومن ثم بتأسيس معهد الأمن العام للموسيقى وتولى إدارته أيضاً، ثم مديراً لإدارة التراث برعاية الشباب». واستطرد حمدي في الحديث عن «أستاذه» -كما يصفه- قائلاً: «أفنى حياته في مجال الموسيقى وتحقيق هويته الوطنية واستكمال متطلباته، وها هي وزارة الثقافة بقيادة سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، يخلدون ذكراه في أحد أهم المناطق التاريخية في وطننا الغالي من خلال هذا المتحف الثري». متمنياً أن يكون هناك جائزة باسم عميد الفن الموسيقار طارق عبدالحكيم تُمنح للبارعين في مجال الموسيقى والأغنية السعودية. يذكر أن المُتحف الذي تقرر إقامته في بيت المنوفي بجدة البلد سيتم افتتاحه أواخر عام 2022م، متضمناً قسماً للمحتويات الشخصية للفنان الراحل، ومركزاً للأبحاث الموسيقية.