حزنت كغيري من الأدباء والكتاب والمثقفين، عندما علمت بنبأ رحيل الكاتب والناقد والمؤرخ الأستاذ الدكتور/ عاصم حمدان علي الغامدي، أستاذ الأدب والنقد بكلية الآداب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة. بداية معرفتي به كانت في مكتب مجلة المنهل بدار مؤسسها وصاحبها الأديب والمؤرخ الشيخ/ عبدالقدوس الأنصاري رحمه الله بحي الشرفية بجدة، والذي كان مرتاداً للأدباء والشعراء، ولفيف من أرباب العلم والمعرفة. ثم تواصلت معرفتي ولقاءاتي به بعد ذلك.. وخاصة في مكتب جريدة المدينة بجدة ككتاب فيها، وفي الفعاليات الثقافية والأدبية التي كانت تقام في الأندية الأدبية، وفي إثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة - شافاه الله - وأسبوعية د. عبدالمحسن القحطاني وفي مناسبات أدبية وثقافية أخرى. كان للراحل نشاطات أدبية وثقافية ومؤلفات عدة في شؤون الأدب والتاريخ والثقافة ويُعد أبرز من كتب وألف عن تاريخ المدينةالمنورة موطنه الذي ولد ونشأ فيه، وقد وصف يرحمه الله بعاشق المدينة ومؤرخها لحبه لها (مولداً ونشأة) إضافة إلى عضوياته المتعددة في العديد من المؤسسات الثقافية والعلمية. تخرج على يديه عدد من طلاب الشهادات العالية والعليا، بالإضافة إلى عضويته في نادي جده، في إحدى فتراته وتكريم النادي له في أحد ملتقيات النص حال حياته وجائزة د. عبدالله دحلان التي تحمل اسمه. ومن المبادرات الرائدة لجامعة الملك عبدالعزيز - باعتباره أحد منسوبيها، ممثلة في معالي رئيسها تبني جميع أعمال الراحل وإعادة طباعتها ونشرها وهو أقل ما يقدم له نظير ما قدم من جهود للجامعة طيلة خدماته الطويلة المشرفة. كان الراحل رحمه الله هادئ الطباع عالي الأخلاق جم التواضع، يتمتع بسمعة حسنة وصفات نبيلة واستقامة مشهودة وجوانب إنسانية فاضلة، وأياد بيضاء في وجوه البر والخير للبعيد والقريب، لا يتوانى عن فعل الخير لمن يقصده في أي جانب من جوانب الحياة هو في وسعه ومقدرته. رحم الله الدكتور/ عاصم حمدان صاحب الخلق الرفيع والتواضع الجم، والمزايا الحسنة، وألهم أهله وذويه وأصدقاءه وزملاءه ومحبيه، الصبر والسلوان وجعل ما قدم وأنجز من أعمال في خدمة أمته ووطنه وقيادته في ميزان حسناته {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.