الصورة تختلف عن السورة حساً ومعنى، وإن كانت لغة بعض العرب أنهم يرون هذه تعني تلك، فيقولون مثلاً صورة وسورة سيان، إلا أن السماع ينعقد على أنهما مختلفان، وعلى كل حال فإن للصورة معاني متعددة تختلف، وذلك بحسب دلالة المعنى/ على شاكلة ذات فهمٍ قويم: 1/ فيقال صورة: يراد شكل ما. 2/ ويقال صورة: شبه على الحقيقة. 3/ ويقال صورة: نقل شيء إلى آخر بصفته تماماً. 4/ يقال صورة: شيء مشابه لغيره. 5/ وصوّر: بتشديد (الواو) نقل ورسم. 6/ ويُصور: مثل ذلك. 7/ وصورة طبق الأصل: على الحقيقة. 8/ وتصوير: مصور. 9/ والمصوِّر: (بكسر الواو) الفاعل للصورة. والصورة والتصوير قديم، وجد ذلك في الكهوف وسفوح الجبال، ما بين صورة إنسان وحيوان وزاحف وراكض. وهذه إنما هي تخيل لذكرى أو تاريخ أو حضارة، ويحضرني في هذا (ما تم اكتشافه عن بقايا ديناصور انطمرت في وادٍ جبلي وعلى سطوح بعض الجبال المنخفضة جداً، فتم تحديد زمان هذه البقايا عن طريق القياس الزمني الكربوني فذكروا أنه من زمان قرابة (خمسين مليون سنة) وكذا الحال في (الملايو) وجُدت بقايا آثار صور في كهف قديم فقُدرت هذه الصور والنقوش بمدة (سبعين مليون سنة) وبعد قرابة ثلاثة أعوام تبين أن بقايا الديناصور المتحجر له فقط (خمسة آلاف سنة) وأما النقوش والصور فلها قرابة (سبعة آلاف سنة)، وقد تحقق علمياً أنه لا يوجد ما قد يكون له (مليون سنة) فضلاً عن خمسة ملايين أو قل (خمسين مليون) أو قل (سبعين) ودلائل البحوث العلمية الاكتشافية المرتبة خلال القرون إنما هي قرائن لا ضربة لازب. ولهذا اعتذر كثير من المكتشفين من كبار الحفريين حينما تبين لهم خلال القياس الزمني خلال عهود خلت فجعلوا (الخمسين مليون) مكان (الخمسة آلاف). وهذا يحدث دائماً في باب القرائن، والقرائن ليست دليلاً على الحقيقة الحاصلة، اللهم إلا إن وافق حب كسب السبق مثلاً أو لحاجة منافسة بين عالم وعالم ومعهد ومعهد وبحث وبحث ودراسة ودراسة دع عنك وجامعة وجامعة! وقد تبين هذا من خلال أصول وبقايا حيوانات ومخلوقات كانت مطمورة في الصخور وزوايا الجبال، بل إن دارون في كتابه (أصل الأنواع) و(انحدار الإنسان) و(أصل الإنسان) لم يقل بتشابه (الإنسان) بإنسان الغاب إنما ذلك من خلال الدارونية الحديثة فهم عفوا، فبعضهم قال بذلك وتفننوا بحك وتغيير بعض الملامح للقرد ووازنوها ببقايا الإنسان ولكن الدراسات العلمية المعاصرة بينوا من خلالها التلاعب بالظرف الزمني كما بينوا التلاعب ببقايا هذا وذاك، وقد كانت هذه نقطة مهمة ومهمة كثيراً لوجود الخلل المقصود فما عليك، إلا أن تزيد صفراً أو صفرين أو ثلاثة أصفار حتى يكون ما يريد ويقصده هذا العالم أو ذاك الباحث. ويكفي دليلاً على هذا أن (تماثيل بوذا) في جبال أفغانستان والتي تم تفجيرها فيما بعد أن هناك من قال لها قرابة ألفي عام أو ثلاثة، فتبين بعد ذلك أن لها ثلاثمائة سنة فقط نحتها (تجار يابانيون) خلال ذلك الزمن من خلال عبورهم بين الشرق والغرب. وعلى سبيل القول في الحكم الشرعي، وهذا رأيت نظره هنا فإن الصورة مباحة في حالات منها: 1/ صورة الضرورة كالبطاقة المدنية. 2/ الإقامة والجواز. 3/ الأوراق الإثباتية. 4/ صور المطلوبين. 5/ صور المرضى الضرورية. 6/ الصور المطلقة كالجبال والأشجار وما لا روح فيه. وليس هذا محل هذا لكن جلبته للاعتبار ليس إلا.