(الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك)، عبارة تعلمناها وحكمة حفظناها منذ نعومة أظفارنا، هذه العبارة لها أهمية ومغزى ومعنى ودلالة، أن الالتزام بالوقت ديدن الناجحون الذين يدركون أهمية الوقت وقدسيته، عكس الفاشلون والكسالى الذين لا يقدرون الوقت ولا يلتزمون بالمواعيد، بل يعيشون عادة التأخير واللامبالاة والعبث والفوضى وعدم الوفاء بالمواعيد، إن المحافظة على الوقت والالتزام بالموعد عادة صحيحة وسليمة وتكسب الإنسان صيتاَ حسناَ عند الناس وسمعة طيبة، وينال تقدير الجميع وإعجابهم، إن الدقة في المواعيد من الأمور الإيجابية، التي حثنا عليها ديننا الحنيف، قال تعالى: {وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً} وقال تعالى:{وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ} وقال أيضاَ جل في علاه:{الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ } وقال الكريم العظيم في محكم التنزيل: (بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)، بل وصف نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم من يخلف الموعد بالمنافق)، إن الإخلال بالمواعيد وعدم احترام الوقت ينافي الذوق السليم، ويتعارض مع الأخلاق الحميدة، الكسالى وحدهم من يهملون الوقت، ولا يبالون به، ويجعلونه عندهم من سقط المتاع وتوافه الأمور، لكن النشطون هم من يثمنون الوقت ويقدرونه، لذلك نجدهم راقين وعندهم قيم ومبادئ وسلوكهم قويم، إن الالتزام بالوقت مؤشر على تقدم الأمم وارتقائها ونجاحها وريادتها، سئل الإمام أحمد بن حنبل كيف تعرف الكذابين فقال: (بمواعيدهم)، إن الوقت ليس عبثاَ، والمواعيد عهود وأمانات، إن احترام الوقت والميعاد، من حسن أخلاق المرء، وهي سمة الإنسان الملتزم، ومن عوامل النجاح، يقول أحد الشعراء: إن الالتزام بالمواعيد تميز وانضباط، وشيء جمالي، بل من كماليات الحياة ومتطلباتها، إن الدقة في المواعيد يجب أن تكون من الأمور الحتمية عند الإنسان، كونه سلوك حضاري يؤدي لنتيجة النجاح والفوز والتقدير والوصول السريع للمبتغيات، إن الالتزام بالمواعيد، صفة من صفات الأنبياء والمرسلين، وخلق من أخلاق العلماء والدعاة والمصلحين والمخلصين، وأدب من آداب الرجال الصادقين الوفيين، فالالتزام بالمواعيد يحفظ الأوقات من الهدر والضياع، ويعود بالفائدة والمنفعة، فينبغي للمرء العاقل الواعي المدرك، أن يفي بوعده، ويلتزم بوقته، لا يخلفه ولا ينكث به، فإنه في أقل الأحوال مذهب للمروءة، ويحدث خدشا في الرجولة، ونقصا في الحياء.