الوفاء في ذاته يعني الصدق في الوعد كما أنه يعني الأمانة وان يلتزم الإنسان بما عليه وان الله سبحانه وتعالى يحب الاوفياء من عباده ، وفي الدنيا ليس من السهل الحصول على صديق وفي وصادق ويقدر معاناة صديقه .. والوفاء له أنواع منها الوفاء مع الله سبحانه وتعالى والوفاء بالعقود والعهود والوفاء بالكيل والميزان والوفاء بالنذر والوفاء بالوعد. قال تعالى في محكم كتابه العزيز (والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون) البقرة 177 . وقال تعالى (إن الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم ، فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجراً عظيماً) الفتح 10. وقال سيد الأولين والآخرين رسول الله صلى الله عليه وسلم (أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كان فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: اذ ائتمن خان واذا حدث كذب ، واذا عاهد غدر ، واذا خاصم فجر). وكانت السيدة خديجة رضي الله عنها زوجة النبي تعطف على النبي صلى الله عليه وسلم وتغمره بالحنان وتقدم له العون وقد تحملت معه الالام والمحن في سبيل نشر دعوة الإسلام ، ولما توفيت السيدة خديجة رضي الله عنها ظل النبي صلى الله عليه وسلم وفياً لها ذاكراً لأهلها فكان يفرح اذا رأى احداً من أهلها ويكرم صديقاتها. وقصة أخرى في الوفاء . لم يحضر انس بن النضير غزوة بدر فحزن لذلك ثم قال يارسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين فيه ولئن اشهدني الله مع النبي صلى الله عليه وسلم قتال المشركين ليرين ما اصنع ، وهكذا اخذ أنس بن النضير عهداً على نفسه بان يجاهد ويقاتل المشركين ويستدرك ما فاته من الثواب في بدر فلما جاءت غزوة أحد حدث بين صفوف المسلمين اضطراب فقال انس لسعد بن معاذ ياسعد بن معاذ الجنة ورب النضير اني لأجد ريحها من دون احد ثم اندفع انس يقاتل قتالاً شديداً حتى استشهد في سبيل الله ، ووجد الصحابة به بضعا وثمانين موضعاً ما بين ضربة سيف أو طعنة بالرمح أو رمية سهم ولم يعرف احد أنه انس بن النضير الا اخته بعلامة في اصبعه. وقال الخليفة علي بن ابي طالب رضي الله عنه: ولا خير في ود امرئ متلون اذا الريح مالت مال حيث تميل وقال معن بن اوس: اعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني فياسادة ياكرام دعونا نعلم أبناءنا الوفاء والصدق في الوعد ونذكرهم بقوله تعالى في سورة النحل 91 (وأوفوا بعهد الله اذا عاهدتم) وصلى الله على سيد الخلق اجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.