كيفما يرد الحائرون مناهلهم تفاجئهم عكراً لا يطاق ولا يستساغ.. رغاما ولا غيرها زبدا أو صراحا يعيد السطور التجاءً إلى الوهم يمجّون أرواحهم يستزيدونها عتمةً وكلاما يستزيدونها سغبا.. رغبة ممحلة مرّ كلّ الذين احتفوا جذوة الأسئلة أشعلوا ومضها.. أرضها.. استعجبوا لامسوا الأفق فانتهكوا طهرَه واستبدَ بهم واستفاقوا على قهرِهِ عريَهم بعضٌ نياما وبعضٌ هلاما وبعضٌ حماما.. وبعضٌ توهم في ذاته عجبا ليس له ثم جاء الضباب الأخير لامسوا الوقت فارتعبوا لامسوا الأرض واحتجزتهم سوادا على جمرها بارداً خامداً ورمادا فيه آصرة الزمهرير الذي سوف يأتي ولا ردَّ له فيه زحف الصقيع بآماقهم فيه ما لا مردَّ ولا دفعَ له تكاثر في صمتهم همُّهم غياهب ذاك السؤال الذي لم يجد غير من فقدوا في السرات مفاتيح تلك اللغات لا الذين بنوا برجَ بابل أدركهم صبحُها ولا لمسوا ما وراء امتداد الجهات.. * كلُّهم بعد وهم التكاثر باد كلُّهم.. كلُّهم.. ما تبقَّى أحد لا من تعلق ذات العماد ولا من تعملق.. لا من تفرعن.. لا من تألَّه.. ظلَّ سوى لمحة من سؤالٍ بيوم مطير يذوّب طود الصخور وأوتادها يواجهني في السطور بأطيابها كالبخور وُعودُ المحال التي عانقتها البلاد قيل فانتحبوا حينما لاتها ساعة الانتحاب ومضوا كلُّهم.. كلُّهم..؟ كلُّهم واستمر الضباب..