تجتاح العالم الآن حالة ذعر من فيروس الكورونا، وساهم الإعلام في تأجيج الأزمة الفيروسية، ووصل تأثيرها إلى الاقتصاد، وقد يؤدي إلى كساد عالمي، والوباء الحقيقي الآن هو وباء الخوف والهلع، والتي يكاد يعصف بمصالح الدول والناس ولو تم التعامل مع فيروسات الإنفلونزا الموسمية بنفس المنوال لتحول العالم إلى مناطق معزولة، ولرأيت الناس يمشون بالكمامات في الشوارع. والصورة في إطارها العام تقوم على حقيقة ثابتة، وهي أنه على الرغم من أن الفيروس يمكن أن يكون قاتلاً مثل الإنفلونزا، فإن الغالبية العظمى من المصابين حتى الآن لديهم أعراض خفيفة فقط ويتعافون بشكل كامل، وقال خبراء طبيون إنه عامل مهم لتجنب الذعر العالمي غير الضروري، والحصول على صورة واضحة عن احتمال انتقال العدوى. تعتبر الإنفلونزا أفضل مثال من أجل فهم فيروس كورونا، وإليك نظرة فاحصة على أوجه التشابه والاختلاف. ما هو الفيروس الأكثر فتكا؟ ويبدو أن الفيروس التاجي أكثر فتكاً من الإنفلونزا الموسمية - حتى الآن، والسبب عدم دقة إحصاء الحالات الخفيفة، والتي تمر مرور الكرام.. بدون آثار وأعراض.. في المتوسط، تقتل سلالات الإنفلونزا الموسمية حوالي 0.1 بالمائة من الأشخاص المصابين، كان معدل إنفلونزا 1918 مرتفعًا بشكل غير عادي، حوالي 2 في المائة. لأنه كان معديًا جدًا، وتسببت هذه الإنفلونزا في مقتل عشرات الملايين من الأشخاص، وقد بلغت التقديرات الأولية لمعدل الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا من ووهان، الصين، مركز اندلاع المرض، حوالي 2 في المائة، لكن تقريرًا جديدًا عن 1099 حالة من أجزاء كثيرة من الصين، نُشر مؤخراً في The New England Journal of Medicine، وجد معدلًا أقل: 1.4 بالمائة، وهو رقم مرشح للتناقص.. قد يكون معدل الوفاة بفيروس الكورونا أقل، إذا كان - كما يعتقد معظم الخبراء - هناك العديد من الحالات الخفيفة أو الخالية من الأعراض التي لم يتم اكتشافها، وقد يكون معدل الوفاة الحقيقي مشابهاً لمعدل الإصابة بالإنفلونزا الموسمية الشديدة، التي تقل عن 1 في المائة، وفقًا لمقال نشره في مجلة الدكتور أنتوني س. فوسي والدكتور ه. كليفورد لين، من المعهد الوطني الحساسية والأمراض المعدية، والدكتور روبرت ر. ريدفيلد، مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. حتى الآن، يبدو أن الفيروس التاجي الجديد أكثر انتشارًا من معظم سلالات الإنفلونزا، كما أنه معد تمامًا مثل السلالات التي تظهر في مواسم الإنفلونزا الوبائية، ويبدو أن كل شخص مصاب بفيروس كورونا يصيب 2.2 شخص آخر في المتوسط، لكن هذا الرقم قد يكون مضللاً، بسبب حقيقة أن الوباء لم تتم إدارته بشكل جيد في البداية، وارتفعت الإصابات في ووهان والمقاطعة المحيطة بها، عندما يصبح الوباء تحت السيطرة، فإن عدد التكاثر، كما يطلق عليه، سينخفض، وخلاصة الأمر أن الأزمة تحتاج إلى إدارة متمكنة للهلع والذعر، فآثارها قد تكون أكثر فتكاً من الفيروس العابر..