أكد عدد من الأطباء المختصين، أن كورونا فيروس شرس يستمد قدرته الفتاكة من تمحوره الجيني، ويتربص بكبار السن ضعيفي المناعة، مشيرين إلى ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية عند الإصابة بالانفلونزا العادية تجنباً لتعرض الأصحاء للفيروس المسبب لمرض كورونا، موضحين أن أعراض فيروس هذا المرض تتشابه مع الانفلونزا العادية والفرق في شراسة وقوة فيروس الكورونا المصحوب ببعض قطرات الدم، وطالبوا بتجنب أماكن التجمعات، غسل اليدين بشكل جيد واستخدام المناديل عند العطس، عزل المصاب، ارتداء الأقنعة، الابتعاد عن الرطوبة وتهوية المنازل. كشفت استشارية الفيروسات وعضو هيئة التدريس في جامعة طيبة الدكتورة الهام طلعت قطان، أن الكورونا هي مجموعة من الفيروسات تصيب الجهاز التنفسي العلوي في المقام الأول، مبينة أن هناك أربع إلى خمس سلالات مختلفة من الفيروسات الإكليلية المعروفة تصيب البشر حالياً، مضيفة من الصعب زراعة الكورونا التي تصيب الإنسان معملياً، عكس الفيروسات الأنفية الأخرى والتي تسبب نزلات البرد، وتسبب هذه المجموعة من فيروسات كورونا التهابات تنفسية حادة أو متوسطة، تعتمد على عوامل عديدة منها كمية الفيروس ومناعة الشخص المصاب، ويصيب الفيروس مختلف الأعمار عند الإنسان، كما أن أنواعه الأخرى تسبب أمراضا في الجهاز التنفسي والعصبي والهضمي للحيوان، وينتقل المرض عن طريق تلوث الأيدي والرذاذ التنفسي والمخالطة المباشرة مع سوائل وإفرازات المريض وجزيئات الهواء الصغيرة، حيث يدخل الفيروس عبر أغشية الأنف والحنجرة والبلعوم. وتشير إلى أن أهم أعراض المرض حرارة عادية «طبيعية»، إلتهاب الأنف مع إفراز مائي، عطس، ألم في الرأس، سعال، ألم في الحنجرة، أوجاع عضلية، ويستمر المرض عدة أيام وأحيانا أسبوعين، وتتحسن حالة المريض تلقائياً بدون أي علاج، ويتحدد المرض فقط بالتحليل المختبري والتشخيص التمايزي لنميز هذا المرض عن بقية الأمراض الحادة للجهاز التنفسي، وليس هناك من علاج خاص بالمرض وتتم مكافحة أعراضه بعلاجات الإنفلونزا. وبينت أن جميع الفيروسات لها القدرة على التمحور أو التطفر والتنقل بين الأنواع المختلفة داخل العائلة الواحدة، ما يكسبها القدرة الفتاكة على قتل المصاب إذا كان يتمتع بمناعة ضعيفة، لذلك من المفيد أخذ فكرة عن السلالات الأخرى التابعة لكورونا والتي تصيب الحيوانات، وقالت كنا نؤمن بتخصصية الفيروس ولكن مع ظهور الحالات الجديدة وتغير السلالات، فإن هذه الظاهرة بدأت في الإضمحلال تدريجياً إلى أن أصبح الفيروس الحيواني والبشري لهما القدرة على الاتحاد لتكوين سلالات جديدة أشد فتكاً وإصابة من السلالات الأمية كما هو الحال في فيروسات الإنفلونزا التي نرى تعددها وتشكلها مؤخراً. وأوضحت قطان أن الوقاية تكون من خلال عزل المصاب وعدم الاحتكاك به، الابتعاد عن الرطوبة وتهوية المنازل وتدفئته جيداً، إرتداء الأقنعة الواقية والإكثار من السوائل والعصيرات التي تحتوي على فيتامين سي. فيروس شرس ورأى استشاري الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى الملك فهد العام في جدة الدكتور محمد محمود زهران، أن فيروس كورونا يعد أكثر شراسة من فيروس الأنفلونزا العادية رغم تشابه الأعراض، إلا أن سيلان الأنف في الكورونا قد يكون مصحوبا ببعض قطرات الدم، كما أن المريض يشعر بضيق التنفس أكثر من الأنفلونزا الموسمية، كما أن الأعراض بين الجهاز العلوي والجهاز التنفسي في الكورونا تكون متقاربة جدا عكس الأنفلونزا الموسمية حيث يتأخر التهاب الصدر، مبيناً أن فيروسات كورونا تنتقل عن طريق المخالطة مع الشخص المصاب خاصة عند التعرض المباشر للرذاذ التنفسي الملوث أثناء العطس والسعال، كما يمكن أن ينتقل من اليد الملوثة للشخص المصاب عند مصافحته إذا لم تطهر الأيدي مباشرة وتم لمس العين أو الأنسجة المخاطية للأنف للشخص السليم، أيضا عند لمس أية أداة لوثت بإفرازات المريض، وأكد على ضرورة تجنب أماكن التجمعات والإزدحام، غسل اليدين بشكل جيد، إستخدام المناديل عند العطس وارتداء القناع في حالة الإصابة بالأنفلونزا العادية. طرق الانتقال أما أستاذ الميكروبات الطبية ومكافحة العدوى المساعد بكلية الطب بجامعة الباحة الدكتور محمد عبدالرحمن حلواني، فيقول فيروسات كورونا تصيب الجهاز التنفسي لمختلف الأعمار، وسميت كذلك لأنها تظهر تحت المجهر الإلكتروني علي شكل تاج، مبيناً أن هذه المجموعة من الفيروسات تنقسم إلى ثلاث أجناس رئيسية كل جنس يحتوي على فصائل مختلفة من الفيروسات تختلف فيما بينها من حيث شدة الإصابة ونوعها، وتسبب التهابات تنفسية وعصبية وهضمية من خفيفة إلى متوسطة أو شديدة في بعض الأحيان في كل من الإنسان والحيوان على حد سواء، وإن كانت السلالات التي تصيب الإنسان محدودة في أربع إلى خمس سلالات فقط تصيب الجهاز التنفسي بشك محدد، وتأخذ هذه المجموعة من الفيروسات فترة حضانة تتراوح من يومين إلى سبعة أيام حتى ظهور الأعراض، وفترة الإصابة تتراوح من أربع أيام إلى أسبوعين، وعادة يشفى المريض تلقائياً دون إي علاج إذا لم تحدث مضاعفات، وتزداد حدة المرض في كبار السن والمرضى ناقصي المناعة والمصابين بأمراض مزمنة بسبب المضاعفات التي تصيب الرئة وتلزم العلاج داخل المستشفى. وأضاف يتحدد المرض فقط بالتحليل المصلي في المختبر للبحث عن الأجسام المضادة في الدم أو الكشف عن وجود الفيروس للإفرازات الأنفية أو البحث عن الفيروس من خلال تأثيره على الخلايا الميكروسكوبية الحية ، ولا يتم تشخيص هذا الفيروس في مختبرات المستشفيات العامة بل في المختبرات الكبرى ومختبرات الأبحاث. وأكد الدكتور حلواني عدم وجود أي علاج خاص بالمرض، ولكن تتم السيطرة على أعراضه المصاحبة بالأدوية والمضادات الحيوية في بعض الأحيان للوقاية من الالتهابات البكتيرية الناتجة عن المضاعفات.